المستشارة الالمانية تصر على الحقوق الديموقراطية
تركيا ( جديدة ) على مقاس أردوغان
منذ محاولة الانقلاب المزعزمة والفاشلة في منتصف شهر تموز من عام 2016 م في تركيا لم تعد العلاقات الالمانية التركية كما في سابق عهدها، وهذا ما بدا واضحا اثناء زيارة المستشارة ميركل الى انقرة يوم الخميس الماضي .
التقت المستشارة قبل الظهر مع رئيس الدولة أردوغان ولمدة ساعتين ونصف وما كان مخططا هو ساعة واحدة فهذا يعني أن مهمة ميركل كانت صعبة وشائكة وقد دار الحديث حول مواضيع مختلفة وكثيرة ومنها سياسة اللجوء والاتفاقية الموقعة بين تركيا الخاصة باللاجئين والموقعة منذ شهر 03 من العام الماضي، والحرب الاهلية في سوريا والحرب ضد الارهاب وغيرها من المواضيع التي تخص البلدين.
هذه الزيارة هي اول زيارة للمستشارة بعد الانقلاب المذكور ومن الجدير بالذكر هنا بأنه مذّاك قام اردوغان باجراءات قاسية ضد كل صوت معارض له وهذا ما سمح له قرب التوصل الى تحقيق النظام الرئاسي الذي سيسمح لاردوغان بدخول مفاتيح معظم السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية بيده لوحده ويبقى الآخرون احجار شطرنج بيده.
أصرت ميركل على ضرورة الالتزام بالحقوق والحريات وقالت أنه من الاهمية بمكان التمسك بحرية الرآي والتعبير والصحافة بعد الانقلاب والابتعاد عن استعمال القوة، قالتها بعد ساعتين ونصف من النقاش وأضافت أيضا بأن (( المعارضة)) هي جزء من الديموقراطية، وطالبت أيضا بضرورة مراقبة الاستفتاء على النظام الرئاسي المزمع اجراؤه في بداية شهر نيسان المقبل، ومن قبل منظمة الامن والعمل المشترك الاوربية.
يبدو انه كانت هناك وجهات نظر مختلفة حول كثير من المواضيع، خاصة وانه يتم التحدث وبقوة في برلين ومن قبل معظم السياسيين وبشكل خاص منذ محاولة الانقلاب المزعومة، يتم التحدث عن اجراءات اردوغان التعسفية بحجة (( التطهير )) وخاصة ضد مناصري أردوغان وضد حقوق الانسان وضد السياسيين الكورد وغيرهم .
منذ الايام الماضية وقبل زيارة ميركل طالبت انقرة بتسليم حوالي اربعين موظفا دبلوماسيا وضباطا أتراك منتمين للناتو قدموا اللجوء في ألمانيا، ولوحت انقرة بالخروخ من اتفاقية اللاجئين المذكورة ان لم تفعل برلين ذلك، وهذا الابتزاز طالما كان مستمرا منذ شهور عديدة.
وبات من المعروف بأن أنقرة وعلى لسان كبار مسؤوليها تتهم برلين بشكل مستمر بأنها تستقبل كل انواع الارهاب وباذرع مفتوحة وهؤلاء الارهابين حسب انقرة هم يُعتبرون طاعونا وجراثيم في تركيا، وكان أردوغان قد صرح خلال الايام الماضية بأن ألمانيا هي (( ميناء آمن للارهابيين )).
ألمانيا محاكمها مستقلة وليست مثل محاكم تركيا ولا أعتقد بأنها ستقوم بتسليم أنصار الداعية فتح الله غولان او اي فردا من الضباط والموظفين الدبلوماسيين المذكورين، ولن تقوم بتسليم اي نصير من حزب العمال الكوردستاني.
أعتقد بأن تهديدات وابتزاز أردوغان للاتحاد الاوربي وبشكل خاص لألمانيا واليونان سوف لن يصل به الى اية نتيجة لسبب وجيه وهو بأن ألمانيا هي أكبر سوق لصادرات تركيا وسوف تستمر العلاقات الاقتصادية على الرغم من سوء العلاقات السياسية.
وأخيرا يجب الاشارة بأن زيارة ميركل الاخيرة اختلفت عن زياراتها السابقة حيث أنها التقت هذه المرة مع المعارضة الكوردية المتمثلة بحزب ال ه د ڀ ومع المعارضة التركية المتمثلة بحزب ال ج ه ڀ، لكي تتطلع عن قرب من المعارضة على التطورات الحاصلة بعد الانقلاب المزعوم.[1]