“#قَسَدَ# ” تحقق معادلة تلاحم الشعوب
في ظاهرة الأحزاب السياسية الكُرديّة
مصطفى عبدو
تثيرُ مكانة قوات سوريا الديمقراطية في نفوس السوريين جدلاً واسعاً، خاصة ونحن نشهد انتصاراتها وتقدمها السريع . العلاقة قوية بين هذه القوات وبين الشعب بمختلف مكوناته ومشاربه.
والسؤال هنا ما الذي يربط الشعب بقوات سوريا الديمقراطية ؟
بداية لا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية مجرد وحدات قتالية دورها محاربة الإرهاب وحماية أمن وحدود الوطن فحسب، بل هو امتداد لمشروع ديمقراطي في المنطقة لترسيخ حالة التعايش المشترك وتجاذب الحضارات والثقافات في المجتمع، وصولاً الى الحرية والأمن والاستقرار والطمأنينة. فهي جزء من هذا الوطن في قوته، وحتى في مراحل ضعفه يتمثل فيه كل أبناء الشعب.
وولاء هذه القوات للوطن وليس لحزب أو جماعة أو شخص أو تيار، فهي لكل السوريين، لهذا السبب ولغيره من الأسباب اكتسبت هذه القوات المكانة المرجوة في نفوس الشعب، لأنه وجدها دوماً إلى جواره تحمي أمنه وتدافع عن حدوده .
حاول البعض توجيه اتهامات طالت هذه القوات بأنها قوات طائفية وإنها مسيسة تخدم جهة ما وأنها ليست في المستوى المطلوب عسكرياً، لكن ما لبثت الأيام أن أثبتت أن هذه الافتراءات لم تصدر إلا من أعداء الوطن الذين وجدوا أن هذا النمو في القدرات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية خطر يهدد وجودهم، وأيضاً لم يرق ذلك للقوى المحتلة “تركيا” خاصة بعد النجاحات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ضد إرهابيي داعش في مختلف المناطق السورية.
رغم ذلك لم تكن قوات سوريا الديمقراطية بعيدة عما يعانيه الشعب في ظل وجود الإرهاب في المنطقة، فتضامنت مع شعبها لتعيد الوضع إلى حالته الطبيعية، وكرّست من التلاحم والارتباط بين مختلف المكونات .
اليوم تُصنّف قوات سوريا الديمقراطية في ترتيبات متقدمة ضمن الجيوش العالمية التي تحارب الإرهاب، فقد اعتمدت هذه القوات في سياستها العسكرية على عدد من العوامل التي ساعدتها على الاحتفاظ بقوات مسلحة قوية وعصرية، وأهمها الفرد المقاتل المؤهل لاستيعاب أحدث فنون القتال، وكذلك الفلسفة والتمسك بمشروع الأمة الديمقراطية. إلى جانب التطور التكنولوجي والعلمي للأسلحة، وهو ما أكدته المعارك، كما أن مخططاتها العسكرية اعتمدت الواقعية في تدريب وتأهيل مقاتليها.
إن النتائج التي حققتها من دحر الإرهاب وداعميه في الوقت الذى فشلت في قوى عسكرية كبرى، تؤكد بجدارة أن هذه القوات قادرة على تحقيق المعادلة الصعبة في الاحتفاظ بعقيدتها القتالية، وهي قادرة على مواجهة أي عدوان محتمل على البلاد ومواجهة جميع أشكال الإرهاب الذي يهدف استنزافَ قدرات الوطن والشعب .
استطاعت هذه القواتُ رغم كل الصعاب أن تنفذ مهاماً كبيرة بمشاركة مختلف مكونات الشعب، من خلال مواجهة موجات الإرهاب المتصاعد الذى يلقى دعماً بلا حدود من قوى كبرى.
من هنا كان الحقدُ الكبير ضدّ هذه القوات، فالتفّ حولها الشعبُ و دفع عنها الاتهاماتِ والأباطيلَ لتظلّ قواتُ سوريا الديمقراطية جزءاً من هذا الوطن حاضراً ومستقبلاً.
فالقوات الوطنية أساسٌ وركيزةٌ في حماية وبقاء الشعوب.[1]