الحرب على “داعش” في الرقة والمحررون السوريون
نواف خليل
أعتقد ان المتابع لكتابات ياسين الحاج صالح، لن يفاجأه كثيرا ما كتبه مؤخرا في صحيفة “الحياة” بتاريخ #22-06-2017# تحت عنوان (الحرب على «داعش» في الرقة والمحتلون الجدد)!، لكنه قد يتفاجأ بكم المعلومات الخاطئة، وحجم التزوير الفاضح الذي قدمه للقارئ، وكأن كل ذلك حقائقمسلم بها، بدون الاشارة لأي مصدر على الأرض، وهو ما سآتي على تبيانهفي سياق ردي هذا، والذي يأتي من موقع المطلع، فقد بقيت سنوات عديدة المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي في اوروبا، ومنذ عام 2002 أعمل مقدما للبرامج السياسية باللغة العربية في فضائية كردية عرٌف عنها قربهامن حزب العمال الكردستاني.
ولنبدأ بالتهمة التالية التي ساقها الحاج صالح وقدمها ك”حقيقة” لا تحتاج لإثبات أو برهان، وذلك حينما قال” النازحون من المدينة يحجزون من قبل «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في معسكرات خاصة، وتصادر هوياتهم، وعليهم أن يثبتوا أنهم ليسوا «دواعش». قبل شهرين تماما كنت في زيارتي السنوية لمنطقة روج آفا/ شمال سوريا، وتحديدا في بلدة عين عيسى، وشاهدت بأم عيني حالة الاستنفار التي وضعت فيها القيادة العسكرية والسياسية في المنطقة بدأ من كوباني وتل ابيض وصولا لمنطقة الجزيرة، لتأمين حاجات النازحين وضمان سلامتهم وهم في الطريق إلى المناطق الآمنة. وكان الأميركيون والكثير من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء يشهدون تدفق النازحين الذين كان بامكانهم التوجه الى دير الزور لو ارادوا، وقد شاهد من لم يستطع المشاهدة بام العين عشرات شرائط الفيديو التي يعبر فيها النازحون عن فرحتهم بالتحرير، وانتظارهم الطويللوصول طلائع قوات سوريا الديمقراطية المحررة التي عاملتهم بشكل محترم،رغم التشديد الأمني المبرر في مثل هذه الحالات والظروف، والذي أسفر عن اعتقال امراء ومقاتلين من “داعش” تسللوا من بين صفوف النازحين. والنازحون ما يزالون موجودين في مناطق الإدارة الذاتية، ويمكن لأي جهة محايدة ( غير مرتبطة بالدولة التركية والمعارضة السورية الموالية لها طبعا) أن تتجول بينهم وتسألهم عن حقيقة ما جرى معهم منذ توجههم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هربا من بطش “داعش” وظلامه.
ويضيف الحاج صالح ” التخلص من «داعش» يبدو وشيكاً فعلاً، لكن يحصل الأمر بصورة لا تبالي بحياة سكان المدينة وعمرانها من جهة، ويبدو مرشحاً لخلق مشكلة إثنية متفجرة في المنطقة من جهة أخرى”. أعتقد أن مثل هذا الكلام قيل عن مدينة منبج، والتي لا يزال البعض يتصور انها تحولت الى خراب ودمار، فيما هي تستقبل عشرات الالاف من النازحين،وفيها اكثر من 450 الف شخص، لان عملية التحرير التي خطط لها بصبر وأناة جنبّت المدينة والمدنيين خسائر كبيرة، وهو الهدف الذي راعته قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية التي باتت تضم آلاف الشباب وحتى الشابات العرب، ومن مختلف مناطق الوطن السوري، وليس فقط من الجزيرة والرقة ودير الزور. وأفكر في إتهامات الحاج صالح وأتساءل: كيف يمكن لمحرر وضع نصب عينيه التضحية بحياته الا يراعي المدنيين الأبرياء؟.كيف للمحررين الذين يٌستقبلون استقبال الابطال من جانب المواطنين، الا يعبؤوا بحياة المدنيين الذين سيكونون الحاضنة المجتمعية للقوات المحررة وللفكر الإنساني المواطني، وللبرنامج الذي وضعه مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لهذه القوات؟. ثم كيف يقبل المقاتلون من أبناء الرقة حصرا، ومن المكون العربي حصرا، أن يٌهان أهلهم على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، ويسكتون على هذا الضيم وهم الأحرار الأباة؟. إذن مثل هذه الإتهامات محض كذب وتزوير، ولا تخدم عملية تحرير الرقة من “داعش” ولا التعايش المشترك بين الكرد والعرب، والذي يتم منذ عام 2011 في منطقة الشمال السوري، بل هو تحوير مقصود للحقائق بغرض التحريض وبث الفتنة، ولا يخدم سوى أعداء الشعب السوري.
ولتأكيد الرؤية والرواية التركية يقول الحاج صالح ” التنظيم الكردي الذي يشغل مواقع القيادة والتخطيط فيه كرد من تركيا وإيران، يتصرف مع الأكثرية العربية من السكان بصورة يمتزج فيها الاستعلاء بالقسوة و «الرسالة التحضيرية». وهنا اود القول، واتحداه ان يثبت عكس ما اقول،هات برهانك ودليلك ان كنت صادقا؟. فالقائد العام لوحدات حماية الشعب(الفصيل الأكبر ضمن قوات سوريا الديمقراطية) سيبان حمو، وهو كردي سوري. ومحمود برخودان ابن كوباني وأحد قادة مقاومتها، ونالين عفرين القيادية التي طبقت شهرتها الآفاق، هي من عفرين السورية، اضافة الى القيادي شاهين جيلو الذي ظهر مع قائد القوات الامريكية بعيد الهجومالتركي الغادر على منطقة قره جوخ، وهو من كوباني أيضا. لكن يبدو انالحاج صالح يسير مع إتهامات قناة “الجزيرة” القطرية والتي قالت انشاهين جيلو من “اكراد تركيا “!. وهناك نسرين عبد الله التي استقبلت في قصر “الاليزيه” من قبل الرئيس الفرنسي، وهي من ديريك. وروجدا فلات من الحسكة، إضافة إلى عشرات القادة الآخرين، وهم كلهم من كرد سوريا.
كيف لحركة جوهر مشروعها مبني على العيش المشترك وإخوة الشعوبوالادارة المشركة التي باتت واقع حال في المناطق المشتركة بين مختلف المكونات، ان تستعدي اي مكون أو تتعامل معه بعنصرية وتعال؟. وهل يعلم “حكيم الثورة” أن المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من إرهاب “داعش” و”النصرة” هي المناطق الوحيدة التي لم يحصل فيها اي نزاعات أو إقتتال على اسس دينية او قومية، رغم حجم التحريض والكذب من إعلام قطر وتركيا ودوائر المعارضة المرتبطة بهاتين الدولتين؟.
ويمضي الكاتب في سردية الاتهامات بدون اي سند، وهو ما يمكنني الرد عليه بالقول اذا كنت تتحدث عن “شكاوى”، وانت بعيد جدا، فانا استمعت،ووجها لوجه، الى حالة الرضى والإرتياح التي تسود مدن تل ابيض ومنبج وعين عيسى، والتي يديرها اهلها من مختلف المكونات. منذ إطلاق قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمناهضة الإرهاب حملة تحرير الرقة، أطلق الحاج صالح والرهط المعروف إياه في المعارضة المرتبطة بتركيا حملة إعلامية أسموها ” الرقة تذبح بصمت”، وطبعا القصد هنا إن تحرير الرقة من “داعش” هو “الذبح بصمت”!. فالمعارضة المرتبطة بتركيا تفضل بقاء إحتلال “داعش” وقتله للعمران والإنسان السوريين، على التحرير على يد قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل الآن جوهر الثورة السورية الحقيقية، بدون التفرقة على أساس المذهب والدين والعرق.
انها مفارقة حقا تلك التي يرددها العديد من المعارضين حينما كانو يتهمون وحدات حماية الشعب بقتال “داعش” وغيرها من المجموعات المتطرفة في المناطق الكردية فقط، وكانت المطالبة لاثبات حسن النوايا بقتال “داعش”خارج مناطق روج آفا/شمال سوريا، وحينما حصل ذلك، أنضمت أغلب أطياف المعارضة السورية إلى الحملة العدائية العنصرية الموتورة التي قادها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ضد مناطق الإدارة الذاتية في شمال سوريا، وضد قوات سوريا الديمقراطية، في إنها “تتوسع” و”تضطهد العرب”، وهو ما نتلمسه من خلال ما يقوله جميع المتحدثين الأتراك علىالقنوات الفضائية وفي المواقع والصحف التركية الناطقة بالعربية، وكذلك في وسائل إعلام حلفاء تركيا، وفي المقدمة منها وسائل الاعلام القطرية.
ثم يتساءل الحاج صالح بشكل يقيني، وكأنه يملك الحقيقة المطلقة التي يجب الا يجادله فيها احد: ” لكن، ما الذي يفسر دور هذا التنظيم الذي وضع القضية الكردية في سورية ضد السكان العرب وليس في مواجهة النظام الأسدي الذي يحكم البلد منذ نحو خمسن عاماً؟”. لو ان الحاج صالح كلف نفسه، كما فعل ويفعل مئات الصحفيين والاعلاميين الشجعان من كل اصقاع الارض، وزار المنطقة من البوابة مع اقليم كردستان العراق، وشاهد نقاط التفتيش التي يقف عليها العربي والكردي والسرياني، ولو زار الدوائرالرسمية كمواطن سوري يريد معرفة الحقيقة من أرض الميدان، لعرف ان ما يقوله محض افتراء وكذب يأخذ بمصداقيته، وعيب كبير بحقه كمعارض دفع سنوات من حياته في سجون النظام ثمنا لقول كلمة الحق.
كما ويتعرض الحاج صالح إلى المجموعات الإجرامية التي غزت مدينة رأس العين، فقتلت ودمرت ونهبت، ويسميها ب”الجيش الحر”، وهي كانت مجاميع من “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” أدخلتها تركيا لتدمير المنطقة وإشاعة الفوضى فيها. لكن وحدات حماية الشعب قاومتها وطردتها، وأعادت المدنيين الكرد والعرب إلى بيوتهم، وبنت كنائس السريان والأرمن والآشوريين من جديد.
وعن جهل أو تجاهل يسرد الكاتب ما يلي ” الارتباط بالحزب الأوجلاني التركي يفسر واقعة مدهشة أخرى يبدو أنها أدهشت الكرد السوريين مثل غيرهم: تلك الرمزيات الحديثة التي تم تعميمها على نطاق عالمي بعد معركة كوباني، مشفوعة بخطاب اجتماعي تحرري (مظهر النساء، تناصف المناصب بين الجنسين، خطاب عن الإدارة الذاتية الديموقراطية”. أولا: الحزب “الاوجلاني” أسمه الرسمي حزب العمال الكردستاني، وهو ليس تركيا على الاطلاق، ولم يضع يوما اشارة الى ذلك كأن يرفق اسم “تركيا” بعد اسم الحزب مثلا. ثانيا: حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنذ مؤتمره التأسيسي، شهد حضورا نسائيا على مستويات القيادة، بل ان شيلان كوباني التي اغتيلت في مدينة الموصل العراقية في 2004 كانت تدير الحزب عمليا. وأتهم الحزب النظام السوري رسميا بالوقوف وراء عملية اغتيالها. فيما لا تزال الناشطة نازلية كجل مختفية إثر إعتقال النظام لها منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما. وقد شهادت بنفسي الحضور البارز للاعضاء والقياديين في المؤتمرات الحزبية التي حضرتها في سنوات لاحقة في اعوام 2007 و2010 ولاحقا وفي العام 2012 حيث بدأ نظام الرئاسة المشتركة قبل قبل معركة كوباني بكثير، وهذا لا يعني ان معركة كوباني ابرزت الدور الكبير للمرأة الكردية حيث بقيت آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة للحزب في المدينة وهي تقاوم، فيما برز اسم القيادية نالين عفريني كثيرا، وليس لذلك اي علاقة بوجود الجاليات الكردية في اوروبا، او ما الى ذلك من الاسباب التي ذكرها الكاتب الذي يجهل مكانة ودور المرأة الكردية في الكفاح التحرري الكردي منذ أكثر من أربعين عاما.
لقد سررت ايما سرور بالعلاقة بين المكونات في منطقة منبج، والتي باتت مكانا آمنا لعشرات الالاف من النازحين، وهنا اتحدث عن قرى وبلدات ومدن في دولة تعيش “الجحيم” على حد وصف تشاتام هاوس. وهذا ما يجعلني متفائلا، وهو ما اشاهده بام عيني خلال زياراتي السنوية التي ازور خلالهاجميع مدن روج افا وشمال سوريا.
وفي الانتقال الى محور آخر، يأتي الحاج صالح بتهمة أخرى لم تعد تلقىرواجا الآن، وهي تهمة العلاقة مع النظام وايران، في الوقت الذي تعلو فيه أصوات المعارضة معترضة على علاقات الكرد مع التحالف الدولي، وفي المقدمة امريكا، بعدما فشلت كل المحاولات التي قادها سكرتير حزبه رياض الترك في الاستعانة ب “الامبريالية” الامريكية ضد نظام الأسد!.
لماذا تركيز الحاج صالح وغيره من المعارضة المرتبطة بتركيا على وجود علاقات مزعوعة بين حزب الإتحاد الديمقراطي وكل من النظام السوريوايران؟. هذا رغم وصف حزب الإتحاد الديمقراطي للنظامين السوري والإيراني بالفاشية والديكتاتورية؟. فطالما دعى قادة الحزب إلى إسقاط النظامين، بل ووصل الامر بالحزب إلى المشاركة في توقيع اتفاق بين قوى المعارضة( هيئة التنسيق والمجلس الوطني السوري) في القاهرة في العام 2012 يطالب في أحد بنوده باسقاط النظام بجميع رموزه ومرتكزاته. الاتفاق الذي وقعه برهان غليون عن (المجلس الوطني السوري) والذي لم يصمد سوى 12 ساعة فقط.. نعم اقل من يوم بسبب الضغوط التركية وتحريك أردوغان وحزبه للمعارضين السوريين “المناضلين” كدمى وأحجار شطرنج!. كما ومؤخرا وقع القيادي الكردي آلدار خليل اتفاقا مع تيار “الغد السوري”جاء فيه نفس البند المتعلق بحيثية اسقاط النظام. ثم ألم تكن كل المظاهرات التي نظمها حزب الإتحاد الديمقراطي تطالب برحيل النظام السوري؟. وفي كل مناطق الإدارة الذاتية لا يوجد رمز من رموز النظام، لا صور بشار الأسد، ولا تماثيل والده. وقبل أيام حاول النظام السوري الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية المنشغلة بتحرير الرقة، فتصدت لها قوات التحالف الدولي وأسقطت له طائرة!. هذه الأمور لا تهم الحاج صالح، فهو غير معني بالحقيقة، بل همه تشويه سمعة قوات سوريا الديمقراطية والنيل من مشروع فيدرالية الشمال، حتى ولو كان في ذلك إنتصار ل”داعش” وإطالة لمعاناة السوريين الواقعين تحت إحتلاله.
والحال أن هناك نظرة دونية للكرد، يشوبها الإحتقار والتبخيس، تسوقها المعارضة والنظام على السواء. فهناك تصريحات مهينة للكرد خرجت على لسان العديد من رموز المعارضة السياسيين منهم والعسكريين، وصفوا فيها الشعب الكردي ب”بالغجر” و”ماسحي الأحذية” وغير ذلك!. فوفق منطقالمعارضة المستوطنة في تركيا: لا يمكن للكردي ان يكون حرا سيد نفسه متخذا قراره المستقل، دون أن يكون جنديا لدى النظام او المعارضة ؟. كيف يستطيع الكردي أن يبني نموذجا واعدا تتعايش فيه كل المكونات، ويرفع لواء الديمقراطية والحرية وحقوق المرأة والأقليات، بدون إذن من المعارضة والنظام؟. كيف يجرؤ الكردي أن يتحالف ومعه شريكيه العربي والسرياني مع أميركا ويكسب ثقتها وإعجابها، فيقرر دونالد ترامب نفسه إرسال الأسلحة النوعية له، رغم معارضة الحليف التركي والتابعين له في المعارضة السورية؟.
لا شك، هنا، إن نخب المعارضة السورية المرتبطة بالمحاور الإقليمية، والتي غطت سياسيا على المجموعات الجهادية وشرعنت تواجدها، بل ودافعت عنها في العديد من المنابر، تشعر بنوع من الحقد والحسد بسبب فشلها في إسقاط النظام، وبناء بديل ديمقراطي واعد يحقق أحلام الشعب السوري، في الحين الذي نجح فيه الكرد بالتحالف مع العرب والسريان في منطقة شمال سوريا، في بناء واقع إداري بعيد عن عبث المحاور الاقليمية وحروب الجهاديين التي لا علاقة لها بمطامح السوريين، وأخيرا تحقيق التحالف مع أمريكا والدول الغربية الآتية لدحر الإرهاب بعد أن طالت شروره مدن ومواطني هذه الدول. وما الإتهامات المتناقضة والتهم التي لا أساس لها، إلا ترجمة لهذه الأحقاد الممزوجة بالفشل والمرارة من الإرتهان الخاسر لتركيا وأدواتها في سوريا. فليس لدى الحاج صالح ورياض الترك وأمثالهم الشجاعة الكافية للإعتراف بالأخطاء والإعتذار للشعب السوري عما سببوه من كوارث بسبب إدارتهم الفاشلة للأزمة، والتي أدت إلى إنصراف العالم عنهم، وتركه لهم وحيدين أمام النظام السوري وحلفاءه. ذلك النظام الذي قال عنه الرئيس الفرنسي مؤخرا بأنه قد يبقى لأنه “أهون الشرور”، أي انه أفضل من المعارضة!.
واخيرا اعتقد إنه من المهم ان اذكرّ الكاتب، وكل من سيقرأ هذا الرد، ان معركة الرقة تحظى بتغطية من كبريات وسائل الاعلام العربية والعالمية، والتي دخلت الجبهة بعد تأمين جوانب السلامة والأمن من قبل قيادة قوات سوريا الديمقراطية، اضافة للمراسلين المعتمدين لاكثر من 50 وسيلة اعلام في المنطقة، ووجود اكثر من 130 منظمة مجتمع مدني مرخصة من قب حكومة الادارة الذاتية. وهذه التغطية ومتابعة أخبار المدنيين من ساحة المعركة وموقع الحدث سيساعد في جلاء الكثير من الامور، بما فيها فضح الأكاذيب والإفتراءات المغرضة التي تسوقها أوساط المعارضة السورية المرتبطة بتركيا، وبعض الشخصيات “التاريخية” فيها، ذات النزوع الأبوي الوصائي، والتي ما تزال تعيش وهم المركزية والإقصائية، وترفض الإعتراف بفشلها وقصور قراءتها للواقع والسياسة والمتغيرات. ولا تريد التسليم بأن الزمن قد تجاوزها، فلم تعد تقدم رؤى صائبة وحلول تمس هموم الوطن والمواطن، بل أصبحت جزءا من المشكلة، لأنها ترى مصلحتها الشخصية في إطالة أمد هذه المقتلة التي تأتي على الإنسان والحجر السوريين، حيث إنّ ولائها بات في مكان آخر يقع خلف حدود سوريا..
• مدير المركز الكردي للدراسات – المانيا[1]