#ثورة روج آفا# ثورة وعي إجتماعي و وطني
القضاء على الارهاب يبدأ من أنقرا..!
إن ستة أعوام من عمر الحدث السوري التاريخي، والمغاير لسلسلة أحداث سبقتها، والذي رأت المنطقة عامة و سورية خاصة نفسها فيه..!! و بصرف النظر عن منطق الصح أو الخطأ في تقييمه السياسي و الاخلاقي و الذي بات معرفة العملية التقييمية و معاييرها والتعرف على عناصر الحقيقة البيضاء فيها من أصعب المعادلات بل المستحيلة لما يسود و باستبداد حالة الفوضى الفكرية و الاخلاقية و السياسية السلبية و خلط القيم الانسانية بالمفاهيم السلبية لمسار تطور الاخلاقي للمجتمعات البشرية .
ضمن هذه الفوضى الاخلاقية و الوطنية و القومية و الاقتصادية و السياسية التي يعاني منها معظم الشرائح السورية و على أنواعها ظهر على الارض منظومة فكرية و سياسية و أخلاقية قبل العسكرية، منظومة تبدو أيضاً مغايرة للحالة السابقة التي ذكرناه و بصرف النظر عن الاختلاف و الاختلاف مع هذه المنظومة التي انطلقت من مدينة #كوباني# “عين العرب” في #19-07-2012# اثر تحريرها من بقايا النظام البعثي العنصري و الديكتاتوري الذي حكم سورية بالحديد و النار و افسد كل القيم الانسانية الجميلة التي سادت سورية عبر عقود من تاريخها.
لقد أفرزت هذه الثورة بحدود انتصاراتها الدنيا مسألة في غاية الاهمية و هي التفكير الجدي من قبل مراكز القرار الدولي في ضرورة الاعتراف بأخطائها لا بل بجرائمها ضد الشعوب التي استعمرتها في السابق و محاولة نسف منظومات و قوانين و اتفاقيات تاريخية مضى عليها أكثر من قرن و إعادة رسم الخارطة العالمية من جديد و تجلت هذه الحقيقة حينما أمتدت ثورة روج آفا “غرب كردستان و شمال سورية” إلى روج هلات” شرق” و باشور”جنوب” سورية و لو بالحدود الدنيا لمفاهيمها و قيمها لكنها باتت محط محط تفكير على المستوى الكردي و السوري لا بل على المستوى الاقليمي و الدولي بات التغيير في المفاهيم و القضايا العالقة في الشرق الاوسط ضرورة ملحة و تجلى ذلك في ظهور معادلات جديدة غيرت منحى العلاقات الدولية ومصالحها حيث باتت ثورة روج آفا وقواه التي حمتها لهيب الارهاب و الفوضى و في مقدمتها وحدات حماية الشعب YPG تمثل المعنى الحقيقي لقيم و مبادئ المتعارف عليها سياسياً و علمياً و تاريخياً من الحرية و الديمقراطية و المساواة و تآخي الشعوب على اساس من العدل و الاحترام المتبادل بعد قرون من سيادة الدولة القومية الواحدة و إالغاء و إقصاء المختلف رغم تعدد و تنوع القوميات في الوطن الواحد.
إن صوابية النهج الذي سارت عليه ثورة روج آفا تقاس بالإنجازات الكبيرة التي حققتها على كافة المستويات، والتغييرات الجذرية في بنية#المجتمع الكردي# و السوري معاً تلك المتغييرات الايجابية و المعاشة في مناطق الإدارة الذاتية حيث التعايش السلمي بين المكونات السورية التي شهدت و على مدى عقود من حكم البعث العروبي أزمة في العلاقات و خلقت حالة من الاستعلاء القومي و إقصاء الآخر لا بل و قمعه و محاولات تذويبه في قومية السلطة الحاكمة، و اسيس إدارات خدمية و إدارية في مناطق ثورة روج آفا و حمايتها من سعير الحرب المجنونة و الارهاب المنظم الذي تقوده دولة إقليمية و في مقدمتها الدولة التركية و تنفذها كتائب إرهابية أحياناً باسم الدين و أحياناً باسم العروبة .
لقد تجلى الوعي الاجتماعي و السياسي و المدني في ثورة روج في الدور العظيم الذي لعبته المرأة الكردية أولاً و أخواتها من المكوناتالاخرى ثانياً وعلى جميع أ سواء في الميدان العسكري، الذي تبلي فيه بلاء حسناً، وأضحت فيه مضرباً للمثل، أو في بقية الميادين الإدارية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وبالطبع عند الحديث عن المكاسب التي تحققت في ظل ثورة روج آفا، لا بد من التذكر بالمنظومة العسكرية والدفاعية المتمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة. هذه القوة التي تمكنت من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على أعتى الأنظمة الإرهابية، وهو ما عجزت عنه دول كالعراق مثلاً، إلى أن أصبحت محل إشادة وإعجاب من القوى الدولية الكبرى، وفرضت عليها التحالف والتعاون الثنائي في مجال مكافحة داعش. هذا في مقابل تمدد الجماعات الإرهابية على بقية التراب السوري، والكم الهائل من الدمار والخراب الذي لحق بالبلد، والمزيد من تشرذم وتشتت صفوف وقوى المعارضة السورية، وكل ذلك مع غياب أي رؤية واضحة ومعقولة لحل الأزمة السورية، سواء من قبل النظام أو المعارضة، والأسوء من كل ذلك، وجود مؤشرات على إمكانية بروز سيناريوهات أسوء وأكثر كارثية. إذاً، ثورة روج آفا لم تكن ثورة من أجل تحييد الكرد عن الثورة السورية، بل إنها ثورة انطلقت من أسس صحيحة وسليمة، ومن رؤية استشرافية لمسار الثورة السورية وقراءة دقيقة للواقع والمعطيات التي برزت مع انطلاقتها، هي ثورة للدفاع عن جميع المكونات السورية دون أي تفرقة أو تمييز، لا تقبل بغير سوريا ديمقراطية تعددية تتحقق فيها المساواة بين جميع مكوناتها، وهي ثورة كانت ولا تزال حرية الشعب وكرامته هو همها الأول والأخير.
[1]