كينونةُ الحلِّ في سوريا وفقَ منظورِ الكرد
آلدار خليل
إنَّ الأهدافَ التي سعى الكُردُ إليها ومنْ معهم منْ مكوناتِ روج آفاي #كردستان# منذُ بدايةِ الحِراكِ الثوريِّ في سوريا، لمْ تكنْ مجردُ ادعاءاتٍ كالتي طرحتها القوى الأخرى منْ أجلِ تقديمِ نفسها على أنَّها حريصةٌ على أداءِ الواجبِ الوطنيِّ فحسب، وإنما كانتْ تلكَ الأهدافُ سعياً جاداً أرادَ منهُ الكردُ إبرازَ دورهم الوطنيِّ الهامِ في دعمِ الاستقرارِ وتحقيقِ التغييرِ المؤديِّ بالنهايةِ إلى خلاصِ السوريينَ منْ حكمِ الاستبدادِ والطرحِ المشابهِ لهُ في الناتجِ الذي بَدَرَ منْ بعضِ القوى المعارضة.
لمْ يرغبِ الكردُ أنْ يتحولوا إلى خاصرةٍ رخوةٍ قدْ تتمكنُ القوى المعاديةُ للشعبِ السوريِّ منْ خلالها الدخولَ إلى ساحةِ الصراعِ ومنْ ثمَّ المتاجرةُ بدماءِ السوريين، بالرغمِ منْ قبولِ البعضِ الآخرِ لهذا التواطؤ، فقدْ دفعَ الكردُ فاتورةَ العِداءِ الإقليميّ والتواطؤ الداخليِّ نتيجةَ عدمِ رغبتهم باللحاقِ بركبِ المعارضةِ التي كانتْ تتخذُ منْ عواصمِ العِداءِ السوريِّ مركزاً لها، والتي كانتْ خاليةً منْ القيمِ الإنسانيةِ والحسِ الوطنيّ، وكانتْ تخلو منْ الكرامةِ التي لمْ يشأ الكردُ يوماً أنْ يتجردوا منها مقابلَ ولائهم للوطنِ السوريِّ وحرصهم على مصلحةِ عمومِ السوريين.
اليومْ وبعدَ نتائجَ مثمرة؛ تمَّ تحقيقها ميدانياً على الأرض، والتي أكدتْ ولا تزالُ على الجهودِ الوطنيةِ للكردِ السوريينَ في الحفاظِ على وحدةِ الأراضي السورية، وتحقيقِ الحريةِ التي تليقُ بالكردِ وعمومِ الشعبِ السوريِّ وبمختلفِ انتماءاتهِ باتَ المعيارَ الحقيقيَّ للحرصِ الوطنيّ، وهوَّ نِتاجُ الجهودِ والتضحياتِ التي بُذِلَتْ في سبيلِ ذلك، لذا نرى اليوم بإنَّ هناكَ تأكيدٌ منَّ الممثلِ الأمميِّ “دي مستورا” على ضرورةِ مشاركةِ الكردِ في صياغةِ الدستورِ السوريِّ الجديد، والذي هوَّ عبارةٌ عنْ أقلِ ما يمكنُ أنْ يَعْتَرِفَ بهِ المجتمعُ الدوليُّ مقابلَ التضحياتِ الجِسامِ التي قدمها الكردُ وحلفاؤهم منَّ المكوناتِ الأخرى منْ أجلِ الحفاظِ على وحدةِ الدمِّ السوريِّ ووحدةِ الجغرافية السورية، وهذا التأكيدُ الأمميُّ خطوةٌ مشجعةٌ وضروريةٌ لتحقيقِ الأهدافِ التي سعى إليها الشعبُ السوريُّ منْ أجلِ التغييرِ والديمقراطيةِ في سوريا، وهو ضمانٌ لتحقيقِ آليةِ الاستقرارِ ودعمِ الحلِ الوطنيّ، كما أنَّهُ في الوقتِ ذاتهِ حاجةٌ مهمةٌ منْ أجلِ زيادةِ فرصِ الحلِ على أساسِ الحاجةِ السورية.
إنَّ المنطقَ الذي التزمَ بهِ الكردُ في سوريا؛ وهوَّ النأيُّ بالنفسِ منْ خلالِ عدمِ الدخولِ في الصراعِ الدائرِ منْ أجلِ السلطةِ والحكمِ المطلق، وطرحِ الخطِ الثالثِ كرؤيةٍ استراتيجيةٍ مهمةٍ منْ أجلِ تحقيقِ التوجهِ الديمقراطيِّ ظهرَ أنهُ هو الرؤيةَ الأكثرَ حِفاظاً على حالةِ التجانسِ والتنوعِ داخلَ المجتمعِ السوريّ، والأكثرُ قدرةً على تلبيةِ الرغبةِ الشعبيةِ لمختلفِ المكوناتِ السوريةِ في القيامِ بدورهم، وممارسةِ حريتهم ضمنَ السياقِ الدستوريِّ الذيْ لا يزالُ الكردُ ينادونَ بهِ منْ أجلِ مصلحةِ جميعِ السوريين، حالةُ مشاركةِ الكردِ في العملِ منْ أجلِ وضعِ معاييرِ الحلِّ الديمقراطيِّ وفي المقدمةِ الدستورُ الوطنيُّ جهودٌ مهمةٌ منْ أجلِ ضمانِ الوحدةِ الاجتماعيةِ والوطنية، ومنعِ انزلاقِ المجتمعِ السوريِّ إلى الصراعاتِ الداخليةِ وبخاصةً في ظلِّ وجودِ قوى معادية لتوجهاتِ السوريينَ الوطنية، وتعملُ بشكلٍ دائم، وتسعى بكلِّ الإمكاناتِ منْ أجلِ خلقِ الفوضى التي تفتحُ الطريقَ أمامهم منْ أجلِ القيامِ بتحقيقِ أجنداتهم، وزيادةِ فرصِ استثماراتهم لواقعِ الحالِ في سوريا فقط، للمزيدِ منَّ اللعبِ بمصيرِ هذا الشعب. إنَّ الكردِ أحدُ أهمِ العناصرِ التي تحققُ وبشكلٍ واقعيٍّ معادلةَ الحلِ الوطنيّ، وإنَّ الرؤيةَ الأمميةَ منْ خلالِ الممثلِ الخاصِ بسوريا مهمةٌ ولكنها ليستْ بالقدرِ الكافي، لأنَّ هذهِ الرؤية كانَ لابدَّ لها أنْ تكونَ منْ بدايةِ المباحثاتِ الدوليةِ التي غلبَ عليها التدخلاتُ الإقليمية، لأنَّ مشاركةَ الكردِ آنذاكَ كانتْ فرصةٌ مهمةٌ منْ أجلِ تحقيقِ الاستقرار، معَ ذلكَ وبالرغمِ منْ التأخيرِ في هذهِ الخطوةِ إلا أنَّ ذلكَ لو تمَّ دونَ التدخلاتِ التي تقصيِ وتجهضُ جهودَ التفاوضِ والحلِ سيكونُ أمراً مهماً، والكردُ في روج آفاي كردستان؛ ومنْ منطلقِ الحرصِ على المصلحةِ الوطنيةِ السورية كونهم سوريونَ جاهزونَ لأيةِ جهودٍ تؤدي إلى خلاصِ عمومِ الشعبِ السوريّ. ولهذا لابدَّ ومنَّ الضرورةِ الأخذُ بعينِ الاعتبارِ الرؤيةَ الكرديةَ في الحلِّ والتي تتجسدُ في حلٍّ وطنيٍّ شاملٍّ فيدراليٍّ قائمٍ على مبادئِ التنوعِ ومراعاةِ الخصوصيةِ داخلَ البيتِ السوريِّ منْ خلالِ النقاشِ وقراءةِ الواقعِ بشكلٍ منطقي. والاعترافُ الدوليُّ بمقاومةِ الكردِ وشركائهم في روج آفاي كردستان بدحرِ الإرهابِ والتعاونِ في هذا المجالِ الذي حققَ انتصاراتٍ ساحقةٍ على الإرهاب، وكانَ منطلقاً للحدِّ منْ دورهِ على عمومِ المنطقةِ والعالم. فلا بدَّ منْ أنْ يؤخذَ بعينِ الاعتبارِ في مشاركةِ الكردِ كذلكَ في التمثيلِ والتفاوضِ وكتابةِ الدستور، لأنَّ ذلكَ سيعكسُ نفسَ الدورِ والنتائجِ الإيجابيةِ على المستوى السوريِّ على الجانبِ السياسيِّ والاجتماعي، لذا فإنَّ عزلَ الكردِ عنْ معادلةِ الحلِّ في سوريا يشبهُ عزلَ منطقِ وعقليةِ الحلِّ الحقيقيِّ والصحيح. معَ العلمِ أنَّ مشاركتهم ضمانٌ أساسيٌّ لتحقيقِ الحلِّ الذي لنْ يكونَ أصعبَ على الكردِ منْ حالةِ المواجهةِ معَ أشرسِ حالةِ إرهابٍ ظهرتْ في المنطقةِ منذُ الاجتياحِ المغولي، بلْ إنهُ بفضلِ هذهِ المشاركةِ تحوَّلَ الإرهابُ الآنَ منْ حالةِ الهزيمةِ إلى الاندحار.[1]