إرادة المقومة في الرابع عشر من تموز تجدّدت وتأصّلت بروح آرين وملحمة #كوباني# وصمود آفرين
صادفَ في هذه الأيام الذكرى السنوية للرابع عشر من تموز (يوم الكرامة الوطنية ) التي كسرت شوكت الفاشية التركية، وذلك بالمقاومة العظيمة التي أبداها الرعيل الأولُ لحركة التحرر الكردستانية بقيادة كاوى العصر مظلوم دوغان ورفاقه محمد خيري دورموش، كمال بير، عاكف يلماز، وعلي جيجك، في سجون#الاحتلال التركي# والتي كان شعارها (المقاومة حياة). تلك المقاومة التي زرعت الخوفَ والذعر في كافة أنماط الفاشية، والتي تعتبر من أعظم حركات المقاومة في التاريخ.والتي باتت نتائجها وثمارها واضحة في وقنا الراهن.
وها هو شعبنا اليوم في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن يناضل ويحقق الإنجازات بقوة وروح مقاومة السجون، مقاومة ال 14 من تموز والتي لم تنقطع حلقاتها منذ ما يقارب ال35 عاماً وكانت انطلاقةً لقفزة الخامس عشر من أب من على ذرا جبال كردستان، وصولاً إلى ملحمة كوباني وشنكال ومقاومة عفرين التي تدافع بروح مقاومة الرابع عشر من تموز. كما إن الانتصارات التي حققها وتحققها وحدات حماية الشعب والمرأة المنضوية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا, وقربها من دحر الإرهاب في آخر معاقله في الرقة لهو امتدادٌ لروح المقاومة في الرابع عشر من تموز .
هذا ويمكننا القول بهذا الصدد أيضا إن التقاربات التي نشهدها بين أعداء الشعب الكردي لهي نتيجة للخوف والفزع الذي بات يشكله الروح الثورية المتصاعدة في عموم كردستان وروج آفا خاصة وما حققتها من مكتسبات وانجازات بفضل تضحيات قواتها على الأرض التي تستلهم عزيمتها وقوة إرادتها من روح مقاومة الرابع عشر من تموز في سجون الفاشية التركية، والتي باتت تؤرق مضجع هذه الدول المحتلة لكردستان وسعيها إلى إعادة إحياء مخططتها ومؤامراتها للوقوف في وجه هذه الروح والإرادة الثورية المقاومة والحيلولة دون تحقيق الشعوب لآمالها وتطلعاتها والانعتاق من براثن استبداد وعنصرية هذه الدول المحتلة. فما تشهده مقاطعة آفرين ومناطق الشهباء من تحشدات لجيش الفاشية التركية ومرتزقتهم على حدودها وقصفها لقرى وبلدات آفرين هي نتيجة للصفقات التي أبرمتها الطورانية التركية مع ملالي إيران والنظام الأسدي برعاية روسية ساعين إلى إعادة عجلة التاريخ إلى سابق عهده، ووأد الروح الثورية المقاومة في عموم كردستان وروج آفا والشمال السوري بشكل خاص، وهذا ما بات جلياً من تغير لخارطة التحالفات والمحاور وخاصة بعد الأزمة الخليجية وانكشاف داعمي وممولي الإرهاب عالميا وإقليميا، مما جعلت هذه المحاور والدول مكشوفةَ الأجندات والمخططات، والانكفاء والعودة إلى اتفاقياتها القديمة الجديدة للحدّ من إرادة الشعوب والحيلولة دون تحقيق مشروعها الديمقراطي المدني التعددي الفدرالي ليس لروج آفا والشمال السوري فحسب بل لعموم سوريا . لكن ما لا يستطيع أن يدركه أعداء الشعوب ومحتلي كردستان أن مسيرة الحرية التي انبثقت من صرخة مقاومة أوقدها كاوى العصر مظلوم دوغان في غياهب السجون بقية متقدة ومتجددة بروح آرين ميركان وملحمة #كوباني# وستسمر بصمود آفرين، لأنها ببساطة تعتمد على إبداعات هؤلاء الشهداء العظماء المستمدة من الفكر التحرري لقائد الشعب الكردي أوجلان وإرادة الرابع عشر من تموز.
ذلك أن الميراثَ المقاوم الذي تركه هؤلاء العظماء يعد بمثابة المنهل الذي لا ينتصب ويتجدد في كل لحظة من تاريخ حركة التحرر الكردستانية، فما تشهده روج آفا من انتصارات ومكاسب والتي وصلت إلى ذروتها في مقاومة العصر كوباني والوقفة البطولية لآفرين ما هي في حقيقة الأمر إلا بذزور المقاومة والثقة بالذات والإمكانات التي زرعها شهداء الربع عشر من تموز، وأينعت ثمارها بإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية ولاحقا الفدرالية الديمقراطية لروج آفا وشمال سوريا .[1]