نقاط على الحروف حول #القضية الكردية# … هذا ردنا على المعارضة المرتهنة
علاء الدين آل رشي
كانَ جليّاً أنَّ امتهانَ القياداتِ المعارضةِ للكُرد خلالَ سنواتِ الثورةِ لمْ يكنْ أمراً عفوياً وليسَ مجردَ حساسيةٍ منْ حزبٍ كُرديٍّ ما؛ الأمرُ الذي دفعَ بالكُردِ لتحالفاتٍ تحفظُ وجودهم بعيداً عنْ الهيمنةِ التركيةِ أو الخليجية؛ الْيَوْمَ يتمُ الانتقالُ إلى خانةٍ جديدةٍ بعدَ أنْ أثبتَ الكُردُ أنهم أقربُ للروحِ الوطنيةِ منْ كلِّ الفصائلِ الثوريةِ ذاتِ الطابعِ المتطرف ( لا ننكرُ وجودَ بعض التجاوزاتِ منْ بعضِ القواتِ الكردية لكنها تُعَدُّ بمثابةِ الغبارِ أمامَ الكبائرِ التي ارتُكِبَتْ باسمِ الثورةِ سياسياً وعسكرياً) …
يزيدُ منْ احتقانِ البعضِ منَّ القومجيةِ والأقلياتِ الأخرى أن الكُردَ استطاعوا أنْ يكونوا خطاً ثالثاً استعصى على النظامِ وعلى الفصائلِ الثوريةِ المتطرفة، واستطاعوا التحالفَ مع الامريكيِّ والروسيِّ مباشرةً بعيداً عن الإملاءِ العربيِّ أو التركي؛ فبعدَ أن تمَّ اقصاءُ صالح مسلم منَّ الرياض وكذلكَ منْ جينيف (طبعاً صالح مسلم وكل شركائه في الشمال السوري)؛ كانَ واضحاً أنَّ مقولاتِ تخوينِ الكُردِ يتمُّ منْ خلالِ وسائلَ فضائية وثورية وإعلامية ممنهجة للوصولِ إلى احترابٍ معَ الكُرد …
ما فعلهُ السيد صالح مسلم لا يختلفُ عنْ كلِّ ما فعلهُ قياداتُ الثورة؛ هم تحالفوا معَ تركيا حليفةَ روسيا وهو تحالفَ مع روسيا حليف تركيا، تركيا وفصائلها سلموا حلبَ للنظام؛ وقواتُ سوريا الديمقراطية لم تسلم شبراً واحداً للنظام، بل فرضتْ رؤيتها ولمْ تتفقْ مع النظامِ إلا بتسوياتٍ حقيقيةٍ دوليةٍ حتى تمَّ ما نراهُ الْيَوْمَ من تزويدٍ نوعيٍّ منَّ السلاحِ للكُرد وقواتهم، كانت بندقية الكُرد واضحةٌ ضدَّ داعش والنظام إن اقتضى الأمر، وردُ العدوانِ عن مناطقهم، الأمر الذي أثارَ حفيظةَ القومجيةِ العربِ وصغارِ العقول منَّ الطرفِ الآخر فاختلقوا المشاكلَ والإشاعات …
نجحَ الكُردُ في ايجادِ توافقاتٍ دولية، ولعبوا السياسةَ بحذافيرها، وطاردوا الإماراتِ الدينيةِ ولم يقفوا مع المتظلمينَ ولا معَ المتآمرين، وتوافقوا على حلولٍ معَ النظامِ بحيثُ يرفضُ سيادتهُ ويحافظُ على مؤسساتهِ التي تخدمُ الناسَ وحفظِ دمِ الناسِ، بل سعوا لحلٍّ وجوديٍّ بعد أن تمَّ محاصرتهم عربياً وتركياً وفرضَ احترامهُ وشكله؛ لم يطالبوا بالانفصالِ كما يحلو للمحتقرينَ والمحتقنينَ أن يصفوهم، ولمْ يتحدثوا عنْ وطنٍ قوميٍّ لهم؛ رغمَ حماسةِ البعضِ منَّ الشبابِ لذلك؛ ومعَ أنَّ الدوافعَ الداخليةَ موجودةٌ لحضهم على ذلكَ، إلا أنَّ القياداتَ طلتْ مستعينةً بفكرةِ إخاءِ الشعوبِ وفدراليةِ الحكم …
البويجية الإرهابيون وبدو الفرس الملاحدة الانفصاليين؛ كما يحلو للخطابِ الثوريِّ أنْ يسميهم لم يغيروا تركيبةَ مدينةٍ ما، ولم يجعلوا الفوضى خياراً لهم، ولا الخرابَ والحرب؛ ورغمَ أنَّ العربَ في غالبهم استحضروا مفرداتَ الاستحقارِ للكُرد؛ واتهموهم بما لم يفعلوهُ معَ النصرةِ وداعشَ إلا أنَّ أكاذيبهم باتتْ مكشوفة …
فالعربُ في غالبهم مثلاً يعملونَ على التسويةِ بمظلوميتهم مع الكُرد، وهذا كذب؛ والواقعُ يكشفُ ذلك، فلم يقع على العربِ أنْ منعوا من تسميةِ أولادهم بأسماءَ عربية مثلاً .
الكُرد منَّ الستينياتِ ذُبِحوا باسمِ القوميةِ العربية، ومعَ هذا يُصِرُّ القوميونَ العرب على ادعاءِ أنهم كانوا يذبحونَ مع العرب …
أكذوبةُ الإخاءِ العربيِّ الكُرديِّ يكذبها فكرةُ الاستهتارِ بكرامةِ الكُردِ قاطبة…
أكذوبةُ أنَّ الكُردَ حلفاءٌ للنظام، وهذا لا يصدقهُ الواقعُ ولا تقرهُ الحقائقُ.
أكذوبةُ عدمِ حملِ الكُرد على الأحزابِ الكُرديةِ يكذبهُ واقعٌ يختصرُ الكُردَ بالأحزاب.
أكذوبةُ مراعاةِ خصوصيةِ الكُردِ لتجدَ في الواقعِ الكُرديُّ يُرَحَّبُ بهِ إذا تخلى عن أي شارةٍ تدلُ على خصوصيته..
أكذوبةُ خنوعِ الكُردِ ويكذبها ثوراتهم المتتاليةُ ضدَّ النظام …
اكذوبةُ فهمِ خصائصِ الكُردِ ويكذبها أنهم يطالبونَ الكردَ بأخوةِ الدينِ معَ أنَّ للكُردِ عقائدُ متباينة ومذاهبُ سياسية مختلفة
هذهِ الأراجيفُ جعلتْ منَّ الكُرديِّ يفكرُ بعقليةِ الخلاص، وبعقليةِ الانفكاكِ عن سيدٍ طالما ظلمهُ؛ تارةً باسمِ الدينِ وتارةً باسمِ الثورةِ وتارةً باسمِ السياسةِ وتارةً باسمِ القومية …
عن السلطة الرابعة- صفحة الزميل سمير متيني[1]