كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4891 - #09-08-2015# - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بعدما اصدر السيد عبادي بيانا اصلاحيا يشمل خطوات اصلاحية جذرية و وافق عليها مجلس الوزراء بالاجماع، لم يكن هذه الخطوة نابعة من الفراغ او اجتهاد شخصي و انما جاء تعبيرا و توافقا مع الحال العراقي الان و التحركات التي يشهدها البلد و ما اقدمت عليه المرجعية من المطالبات الادارية البحتة للتغيير و الاصلاح، هو الواقع الذي فرض نفسه على رئيس الوزراء ان يخطوا هذه الخطوات الجريئة . و الجميع على اعتقاد بان البرلمان سيمرره مهما كانت الاعتراضات نتيجة معرفة الجهات بان اي رفض هو بمثابة الانتحار جماهيريا . و هي الخطوة الصحيحة الاولى بعد ان تحرك الشعب بشكل جدي .
اما في كوردستان الذي تحرر من ربق الدكتاتورية منذ اكثر من عقدين لا تزال تتراوح مكانها دون تقدم يُذكر نتيجة الفساد و سيطرة احزاب و حلقات و زمر على زمام امور السلطة و الاستئثار و الانتفاع منها، و لم تنتج هذه السلطة الا مزيدا من المسافات الشاسعة من الفروقات في المعيشة بين الناس و ما حوٌل حال الناس بين الثراء الفاحش و الفقر المدقع، مع سيطرة مجموعات فاسدة تلعب بقوت الشعب .
ان كان العراق دولة لها عمقها و اعتبارها و ثقلها و رصيدها فليس الاقليم الا جزء منها و ليس لديها القوة القانونية للدولة التي يمكن ان تقاوم و تتحمل الصعوبات و تعاني من افرازات الفساد و الفوضى، و عليه فان كوردستان اكثر حاجة الى الاصلاح و التغيير و محاسبة المقصرين و الفاسدين وفق قاعدة من اين لك هذا، نتيجة الوضع الذي لا يمكن ان يتحمله الشعب اكثر من هذا.
السؤال من يقوم بهذه الاصلاحات في كوردستان، ان كان العبادي قد تسلم زمام الامور بعد دورتين من حكم الاخرين، فان السلطة الكوردستانية متربعة على الكرسي منذ اكثر من عقدين دون اي تغيير، و الفساد نابع من راسها الثابت من جهة و عدم وجود مرجعية تخضع لها الجماهير و الشعب الكوردي كما هو حال المرجعية الشيعية . اذا الوضع الكوردستاني بحاجة الى تحركات و ضغوطات الشعب ذاته اكثر من الشعب العراقي، و لكن ان السلطة استغلت تحمل وصبر الشعب الكوردي شكل سيء نظرا لمعرفة هذا الشعب بحساسية الموقف، و لكن للصبر حدود و ان ياس من الحال فانه سينتفض بقوة و لا يمكن للسلطة الكوردستانية ان تقف امام هذا السيل و الفيضان الجماهيري المتوقع، و لن تكون هناك قوة قادرة على صد عزيمة الجماهير .
لذا على السلطة و الكتل السياسية الكوردستانية ذاتها ان تفكر جيدا و تعيد النظر في خطواتها التي تضمن عوامل تؤدي الى الفساد و تقع بالضد من مصالح الشعب . فاما ان تبدا السلطة و من يعتبر نفسه معارضة بالخطوات الرئيسية المطلوبة للاصلاح او الجماهير ستزحف اليوم كان ام غدا و لا يمكن ان نضمن عقباه.[1]