هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - #01-05-2015# - 14:54
المحور: ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا
في هذا اليوم من عيدهم اذا صح ان نعتبره عيدا، بل انه ذكرى لملاحمهم البطولية طوال نضالهم و ليست حادثة شيكاغو هي البداية كما يدعيه البعض، بل منذ احتياج الانسان العامل الى ضرورات حياة لا يمكن حصولها الا بعمل، فالعامل البدائي بدا عمله من الصيد اولا و من ثم منذ بداية زراعة الارض و الاستقرار و ما يحتاجه السكن في منطقة معينة و عدم الترحل، اي الحاجات البدائية التي فرضت العمل المضني منذ الاستقرار و بناء قرى و الحاجة الجماعية المتبادلة للبعض .كلما بعد مرحلة الزراعة و كلما تقدم الوضع الصناعي ازداد ظروف العمال تعقيدا و تدخلت في قضيتهم الحياتية شؤون و فرضت على مصائرهم غبن و ظلم، و قبل ان يحلل ماركس حالهم و يرتبطه بمعادلات متصلة بوسائل الانتاج و فائض القيمة و ما يذهب من نتاج الجهد العضلي و حتى الفكري العقلي الى جيوب اصحاب العمل، و تزداد الفروقات بين العامل و اصحاب الراسمال يوما بعد اخر كان الناس في فترة معينة عمالا من حيث المضمون للعمل العمالي و ان كانوا صيادين و رؤس للجماعات و تابعين . اثرت هذه الظروف على كيفية معيشة ما يمكن ان نسميهم العمال بشكل مباشر و ادت الى تراصف الصفوف في مواقع عديدة من العالم و فرضوا انفسهم و حققوا طموحاتهم بشكل نسبي مقارنة باماكن و مناطق اخرى و لكما ازدادت التصنيع فرضت العمال انفسهم .
اننا نجد اختلاف ظروف العمال المعيشية و الثقافية و السياسية من منطقة لاخرى و من دولة لاخرى و حتى من موقع لاخر داخل دولة معينة، و يقف هذا على الوضع الخاص للموقع و العامل و ظروف العمل بحد ذاته . و عليه تختلف حال العامل وفق القوانين المرعية من قبل اصحاب العمل في الموقع سواء كان معملا و او مصنعا كبيرا او صغيرا او محل معين للعمل يحوي العامل و صاحب العمل و وسائل الانتاج و الناتج النهائي، و ربما يمكن حساب عمال المحسوبين على التجارة الصغيرة في العمل ضمن ظروف العمال الممكن تحليل اوضاعها من حيث المعيشة و ما يحققون من الطموح الخاصة الذاتية و العائلية .
بما انه يمكن ان نميز بين ما حققه عمال في دولة مع اخرى حتى قريبة منها ظروفا سياسيا و اقتصاديا و موقعا، فلابد ان نجد حالات متباعدة و من الظروف المختلفة بين الشرق و الشرق الاوسط المتخلف من كافة النواحي مع الغرب الذي يعمل وفق قوانين و خطط و برامج راسمالية تضر بالعامل ايضا، و يمكن لصاحب العمل الموجود في الغرب ان يرضيه في وقته نتيجة القوانين التي تتبع و هي نابعة من النظام العام المعتمد على الفكر والفلسفة و ايديولوجية الراسمالية المتنفذة في تلك البلدان .
هنا يجب ان نقول، ان الشرق المصاب بالامراض العديدة من كافة النواحي الاجتماعية الاقتصادية السياسية، فان حال العمال اكثر سوءا من الغرب المتطور ونجد ايضا اختلافا حتى في هذا، اي يكون هذا الاختلاف بشكل نسبي . و لكن تاثيرات الاوضاع السياسية الفوضوية التي تعيش فيها الشرق تضاعف من وضاعة حال العامل و عدم حصوله على حقوقه الطبيعية و لم ينل ما يفرض ان يعيش به متواضعا في اضعف الايمان .
من مسيرة التاريخ و ما يلازم وضع العامل مع النظام السياسي العام و التغيير الطردي لاحوالهم فان الاضطرابات السياسية المستمرة في الشرق تفرز سلبيات كبيرة كما هو المعلوم على كافة الناس بجميع طبقاتهم، الا ان الضرر الاكبر يعود على العامل قبل اية طبقة اخرى، نتيجة انتشار الفقر و البطالة و توقف المعامل و المصانع عن العمل و ابتلاء العمال في الحروب و تداعياتها، و في النهاية يمكن ان تٌستغل هذه الطبقة بسهولة من قبل العديد من الاطراف و اولهم اصحاب الراسمال و حتى من قبل الحكومات قبل غيرها ايضا . ويجب ان لا ننسى ان ما يشهده الشرق على خلاف ما موجود في الغرب هو امكان استغلال الطبقة العاملة من قبل المصلحيين بشكل اكبرلانهم يستغلون انعدام القوانين المرعية بما يخص العامل على ارض الواقع .
لذا يمكن ان نستدل من احوال العمال في الدول الراسمالية بانهم من يمكن ان يكونوا قدوة لبناء طبقتهم في الدول و المناطق الاخرى و هم يكونوا طليعة في النضال من اجل الحصول على مبتغاهم و تحقيق اهدافهم الطبقية، لان تضامنهم الطبقي و مستوى ثقافاتهم يمكن ان تساعدهم على تحقيق مرامهم قبل واكثر من الدول الاخرى . و عليه يمكن ان نجد تحقيق الاهداف الخاصة بالطبقة العاملة اسهل في المناطق و الدول التي يتميز نظامها باتباع القوانين الراسمالية قبل الدول الشرقية المغمورة في الفوضى و عدم تحديد نوع النظام . و ان العمال لهم القدرة في تحقيق اهدافهم مهما كانت ظروفهم، الا ان الوقت و الزمن اللازم للعملية التي تخص نضالهم يختلف من منطقة الى اخرى، و في نهاية الامر يمكن ان يتساوى العمال حقوقا و واجباتا في نهاية المرحلة الراسمالية و تتراصف الطبقة العمالية العالمية في صف مستقيم مترابط واحد و يعبرون المرحلة بشكل سلس بعد انتهاء المرحلة المقضية، وهذا ما يمكن ان نسميه الوصول الى المرحلة الشيوعية المنتظرة وفق كل قوانين الحياة و النظريات العلمية . ان المعاناة المختلفة الشكل و المضمون التي يلاقيها العامل و هي متغيرة من منطقة لاخرى تدفعه الى وحدة الصف و الاتحاد و النضال بقوة نابعة من اتحاد القوى المختلفة الكامنة فيهم، و به يمكن تحقيق اصعب الاهداف التي يحملون و يحلمون و يناضلون من اجله.[1]