بقاء قوات الحزب العمال الكوردستاني هو الضمان لنجاح عملية السلام
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - #11-03-2015# - 15:03
المحور: القضية الكردية
يفسر كل طرف من اطراف القضية الكوردية وخاصة الدول التي قُسم عليهم الكورد و الذين لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بقضية الكورد في تركيا و كوردستان، يفسر رسالة القائد اوجلان على هواه او بالاحرى على ما تفرضه عليه مصلحته الحزبية و الشخصية و الدبلوماسية الدولية الخاصة دون التفكير في ما يهم اطراف القضية و خاصة الكورد الذي يتوقف مصيره و مستقبله على نجاح خططه وخطواته في هذه العملية المتشعبة و التاريخية التي يمكن ان تغيٌر وجه المنطقة بنجاحها .
كريلا او قوات الحزب العمال الكوردستاني موجودة في قنديل و ملتزمة بما تفرضه شروط السلام العادلة التي يجب ان تقف ورائها النية الصادقة من قبل الاطراف و التي لها القدرة على السير بالسلام بشكل مرضي، بعيدا عن المناورة و المراوغة التي تُكتشف سريعا و تهدم البنيان ان كانت التوجهات سيئة المضمون و الفحوى و في حال ان كانت تضمر ورائها اهداف مغايرة و تكتيكات مضللة بعيدة عن اركان عملية السلام و ما يجب ان يلتزم به كل طرف من العملية .
حزب العمال الكوردستاني، له منهاجه و اهدافه و شعاراته و المعلوم عنه، انه و منذ انعقاد مؤتمره الاخير وضح امر السلام مع تركيا بشكل كبير و التزم بما يعتقده قائده و يوجهه به بالشكل المطلوب و لم يُبقي امام الدولة التركية الا التوجه الصحيح و تنفيذ الاتفاق و العهود التي قطعتها على نفسها .
اما ما يخص القاء السلاح و هو الامر الاكثر خطورة على مسار العملية السياسية و السلام، يجب ان لا يحدث اعتباطيا دون تجسيد ضمانات نجاح و تقدم عملية السلام على الارض و التاكد من بيان حسن نية الدولة و ما يجب ان يلمسه المواطن الكوردي من الخطوات التي على عاتق الحكومة اتخاذها على الارض بعيدا عن الخيال و النظريات و ما يدعيه الاعلام بعيدا عن الموجود، اي تطبيق الخطوات و النقاط المتداولة بشكل واقعي و بيان المصداقية للكورد قبل المواطن التركي و هو ما يدع الجميع ان يفرض على قوات الموجودةفي كوردستان الشمالية ان تضع السلاح بنفسها دون اي اضطرار و تعود الى بيتها و اهلها سالمة غانمة، و هي اخر خطوة . و لكن بقاء قوات حزب العمال الكوردستاني على اراضي كوردستان الجنوبية و عدم دخولهم الى اراضي كوردستان الشمالية ليتبين لديهم مدى جدية الحكومة التركية امر يمكن تطبيقه للمدة المعلومة و المحددة امامهم ، اي بقاء السلاح و القوات عند ارض جبل قنديل لما يترائى لديهم ما تفعله تركيا و تنفذه من البنود و النقاط التي تبين و تثبت للقريب و البعيد مصداقيتها، و عندئذ يمكن تنفيذ الخطوة الاخيرة من ما تضمنه البنود من القاء السلاح دون اي ضغط، فالسلام المتجسد على الارض سيمنع السلاح تلقائيا و عودة افراد القوات الى نشاطاتهم السياسية المدنية امر محسوم. و الا فان القاء السلاح دون استيضاح الامر عمليا على الارض من قبل الحكومة التركية ليس الا خطوة غير مضمونة النتائج امام النية التكتيكية التركية التي لا يمكن الوثوق بها من قبل اي متتبع و ليس الكورد بنفسهم فقط .
اذا، ليس امام الكريلا الا التصميم على التريث في العمليات العسكرية و عدم خوض اية عملية عسكرية مهما تحججت القوات التركية و حاولت استقدامهم اليها بالطرق الاستخباراتية، و لكنهم و كما هي عادتهم لهم القوة الكافية التي لا تلين و المعصم القوي للدفاع عن انفسهم في ارض كوردستان الجنوبية فيمكنهم الدفاع عن انفسهم من اي اعتداء محتمل . لقد جرب حزب العمال الكوردستاني تركيا عندما سلم مجموعة السلام انفسهم و لم تتقدم الحكومة خطوة واحدة لتنفيذ ما عهدت به، بل خطت باتجاه غير ما انتظره العالم منها، و بما فعلت افقدت مصداقيتها بشكل كامل، و لا يمكن للبطل ان يُلدغ من اي جحر كان مرتين، و اليوم يجب ان يفرض على تركيا اتخاذ الخطوات المطلوبة منها قبل ان تطلب هي اية خطوة ولو قصيرة من الكورد . لضمان نجاح عملية السلام و تحقيق نتائج للطرفين يجب الحذر من قبل الكورد قبل غيرهم، و بيان النيات الصادقة للعالم سيفرض على الحكومة التركية المزيد من العزلة ان حاولت ان تلعب بذيلها .
الاساس المتين لنجاح و بناء العملية السياسية و السلام في كوردستان الشمالية هو بناء الديموقراطية التي لم يالوا القائد اوجلان جهدا في بيانها و توضيح مضمونها و ما تناسب تركيا دولة و القضية الكوردية فيها كشان هام و عام فيما يهم المنطقة والعالم و الداخل التركي ايضا . فلا يمكن ان يسترخي المناضلون و يفكون الحزام في الوقت الذي لم نجد ما يؤمن الطريق الى السلام النهائي و الديموقراطية الراسخة و المرحلة التي تضمن الحقوق الكاملة للجميع . و ان توصل الجميع الى حل نهائي مقنع يمكن الكريلا ان تنخرط مع قوات البيشمركة في كوردستان الجنوبية عددا و عدة للدفاع عن اراضي كوردستان اينما كانت و تكون تابعة للاقليم رسميا.[1]