اين تكمن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4701 - #26-01-2015# - 15:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
آثرت على نفسي ان لا اكتب الا ما يكون لصالح المستقبل و في المقابل ليس نكرانا بالماضي و انما اعتبارا منه، و اؤمن بشكل كبير بان الحاضر سريع الانتقال الى المستقبل، اي لحظة عابرة و من البديهي ان لم نستقر على اي حال من كافة الجوانب و نستمر كما هو الزمن، و عليه قول الحقيقة و ان كان ثقيلا هو ازاحة العرقلات و يزيح الاشكال و يبعد الانسان عن التعقيد و التضليل و نساير به الاستمرارية . ان تكلمنا من جانب الذي لا يمكن الا ان ترتبط به الجوانب الاخرى، فان فرضت السياسة نفسها على الكتابة في الحاضر او التاريخ في اكثر الاحيان الا ان النتيجة تكون لصالح الصحيح في الناحية الاجتماعية و الاقتصادية للمجتمع دائما، مهما طال وقت التحقيق او التفاعل بين المعادلات التي تفرض نفسها في الحياة العامة للناس، و زادت مدة المخاض لانبثاق مرحلة جديدة .
بما انه اصبحت العلاقة و الترابط متين و متداخل بما يخص اقليم كوردستان مع العراق كدولة فاننا يمكن ان نطرح ما يهم الطرفين في اكثر الاحيان بتحليل يمكن ان نخرج بنتيجة متقاربة، و اليوم نحن في مرحلة انتقالية عابرة بمقياس عقلاني لما يجري، و الجميع ينتظر الاستقرار كي يفرغ حمله و يرسي على بر الامان سواء كان في العراق او في كوردستان .
اين الاشكال الذي يمنع التراخي و يزيد من عمر العسرة و العوق على الفرد، فانه واضح و مكشوف انه حالة سياسية اجتماعية اقتصادية بامتياز لا يمكن ترابطهم دون عوامل مساعدة من تركيبتهم الذاتية اي من قبل العناصر التي تجري فيهم التفالعات، ام فرضا من الخارج كما يفعل المتدخلون في شؤوننا اليوم و نضطر الى قبول ما يفعلون، للحفاظ على كياننا الفيزيائي فقط .
لم يعترف و لم يوضح احد بما نحن فيه بشكل صريح للجيل الجديد، و لم نجد شجاعة مطلوبة من احد لطرح و كشف اكثر الحقائق ايلاما بنا جميعا و هو الفشل في ادارة البلاد، و نرى الجهات جميعا كل من يغني على ليلاه و يدعي انجازه دون ان يضع يدا على الجرح الذي نزفه هو و من معه للبلد، هذا ينطبق على العراق و كوردستان معا . فان كان العراق بلدا عريقا او له تاريخ كونه دولة و معترف به الا ان كوردستان لازالت في بداية الامر و هي غارقة في الفشل الذريع و لم تعترف السلطة و الاحزاب المتنفذة فيها بجزء يسير من مسؤليتهم في ذلك، بل جل ما يعلنونه هو الانجازات التي ليست الا ما فرزتها واقع الحال و ليس من التخطيط و التنفيذ و العقلية الابداعية التي يدعونه . و المثير للشفقة انهم يتباهون بعملهم دون ان يعلموا انهم لم يفعلوا شيئا بل كان الامر اكثر انجازا دون وجودهم و باقل خبرة ممكنة العمل بهامن قبل غيرهم .
من الناحية الاجتماعية، لم نلمس تطورا يوازي ما يحصل في العالم ولو بجزء يسير. انهم فشلوا سياسيا و يدعون العكس بل ليس لديهم الشجاعة الكافية للاعتراف بالحقيقة . لهم احزاب متفرغة من القاعدة والاساس و كل ما يملكون هو السلطة التي اصبحت هي جميع الاركان الاساسية لوقوفهم على ماهم عليه، ولو ابتعدوا عن السلطة لبرهة لاصبحوا في خبر كان، اي اصبحوا احزابا للنظام و ليس احزابا تنظيمية كما هو الطبيعي لصفة اي حزب و ما يجب ان يكون عليه و كيف يبني تركيبته .
يمكن ان نصف الحال بانها كآبة سياسية في اعلى درجاتها . اختفت الجراة المطلوبة لبيان الحقيقة التي يمكن ان تكون بداية نهاية الفشل و يبدى بعدها العمل ببداية جديدة، و لكن كل ما يعلن هو كتم الموجود و ان في حالات يمكن ان يُلُمح الى شيء الا انه يكون بقصد الترقيع و التبقيع و ليس من اجل ايجاد النفذ الصحيح للحلول . اننا دمنا على واقع نريد ان نسترضي الاسطورات التي سادت في البلد و استنتجتها المرجعيات المختلفة و الهدف منها الابتعاد عن الضرورة .
اننا امام اشكالية عويصة للجميع و هو تفرغ كل التنظيمات من القاعدة الاساسية لها، او بالاحرى ان السلطة بذاتها اصبحت مفرغة من الاسس و تدور في حلقة فارغة و محتارة بين القاعدة المتطرفة التي باعتمادها لا يمكن ان ننتظر السلام، او اذا اعتمدنا النخبة الملائمة و ان ساد المعتدل الخير العلماني فاننا لم نجد الاساس الذي تُبنى عليه الدولة، اي الابتعاد بين القاعدة و القيادة اصبحت حقيقة محتومة و هذا مصيره التهاوي فعلا اليوم كان ام غدا. لان اي نظام يمكن ان يهدف الى الاستمرارية او يهدف ان يديم حاله او يريد التطور و يحترم نفسه و يؤمن بحقوق مواطنيه لابد ان يفكر في مستقبلهم و يجعل كل ما متوفر لديه قاعدة اساسية ليسخرها لخدمتهم و ليس العكس تماما كما هو الحال، اي سخرت القاعدة لخدمة السائدين لحد اليوم .
ان بداية الحل تكمن في الذات و يتطلب هذا الشجاعة و الجراة التي تفرض الاعتراف بما نحن فيه و من ثم العمل على ايجاد ما يوصلنا الى بداية العمل الصحيح للانتقال الى مرحلة نعبر بها الخيال و التضليل و خداع الذات كما نحن فيه في العراق و كوردستان بشكل عام . اي يتطلب موقفنا ايجاد الجراة و الشجاعة للاعتراف و من ثم الاستهلال من الحقيقة و الفكر الحقيقي المناسب لايجاد الحلول.[1]