اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4640 - #22-11-2014# - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
و انا في طريقي الى مطعم و دخلت في تفكير عميق حول ما انوي الذهاب اليه في هذا اليوم ليس للغذاء و انما سياسيا و فكريا حول ما يجري على الساحة الكوردستانية ،و نحن في ظرف سياسي مترنح و الشعب قلق من حاضره و مستقبله، الاحتمالات السيئة و الجيدة كلها واردة و لا يعلم اكبر محلل ان يخرج بنتيجة مطابقة ، هل اننا نحو الافضل قليلا او الاسواء لو تخربطت الحال الى ما يمكن ان تحصل تدخلات اخطر مما نحن فيه من ظروف المنطقة باكملها، و انا اقطع فكري مرات عن الانهماك على الوضع العام و كأنني اكافيء حالي بغداء كباب كي انقطع عن التفكير و حتى السطحي منه .
قلت دعني من البعيد، فلأعد الى كوردستان، من اين ابدا، هل لي ان احشرها بين بلدان المنطقة من حيث نسبة تاثيراتها و ثقلها ام دائما ناتي بعد جميع الدول بعدما علقنا و بقينا مرتبطين بالمركز و نشدد ربطنا به رغم ادعائنا بين فينة و اخرى الاستقلال للاستهلاك الداخلي، قلت يالنا من شعب بعد التضحيات التي هي اكبر باضعاف عن ما قدمته اية دولة في المنطقة، و اكثرهم لم يحصل على استقلاله باكثر من ختم و موافقة شيخ عشيرة لشروط المستعمرين .
ثم عدت الى الذات بعدما لعنت الاستعمارالغادر، و عاتبت نفسي مالك و هذا الحشد الكبير من الدول و المصالح المتداخلة و ما تحصل من نهاية المعادلات من النتائج التي تمسنا، و هل لك ان تحصل على نتيجة هذه العملية الرياضية و انت راجل تمشي بسرعة لتجنب البرد و انت ذاهب لما تحصل عليه من كباب واحد فقط لاسباب صحية . و كلما اجبر نفسي على ترك التفكير في هذا الامر لانني كنت لوحدي و لكن اعود الى ما خرجت منه .
و قبل ان اصل الى باب المطعم دخلت في ربما يُحتسب متاهة، انا في كوردستان و في جزء و هو اقليم في العراق، و يعتمد على المركز حتى في رواتب موظفيه، و يجب ان يُسيٌر سياسته وفق الدستور العراقي الذي اجبر الالتحاق به و الذي لا يعتبره نسبة كبيرة من شعب كوردستان بلده الحقيقي، ووصلت بسرعة الى مرحلة مجيء داعش ليكمٌل القضية تعقيدا . و ما اعتبرته مصيبة انه رئيس الاقليم يهدد احيانا بالاستقلالفي خضم هذه التعقديات و هو لم يقرا ما يحصل غدا و ليس بعد المرحلة، و كانه الاستقلال ورقة للصراع السياسي، دون ان يكون له ادنى بعد نظر في معرفة الاستراتيجية التي يمكن ان تنفذها الدول المؤثرة في المنطقة، و الا لماذا لم يكن مخططا لما ياتي و لم يقم بما عليه لمواجهة تغيير وجهة داعش كما فعل نحو كوردستان، و اعتقد ان اقليم كوردستان بعيد عن خطره و هو ليس بعدوه، ياله من سذاجة في الفكر السياسي لو قارنا حالنا بسياسيي القرن الواحد و العشرين ما يجب ان يكون عليه مسؤلونا و كيف يكون مدى عمق تفكيرهم و ضرورة توسع مدى معرفتهم السياسية .
كم نحن فقراء في العقلية و السياسة و ما نفتقده من النظرة السياسية العلمية الثاقبة اللازمة الضرورية المرادة لشعب مظلوم مثلنا و بحالنا و نحن في هذا القرن و من حقه من ينعتنا بالعديد من المسميات استصغارا او استهزاءا .
شعب نملك من الامكانية العقلية و لكن نحن محكومون من قبل حلقة ضيقة مصلحية لم تملك نقطة قوة تزكينا او تدفعنا الى ان نفكر اننا على قدر من الامكانية لموائمة العصر ولو بنسبة ضئيلة على الاقل، و حتى من الناحية السياسية فقط . و ان قيٌمنا و قدرنا ذاتنا باكثر مما نحن فيه و كاننا نفكر و نعمل و نطبق ما مطلوب منا من كافة النواحي بعقلية الكوردي في القرن التاسع عشر رغم ما وصلتنا من الوسائل التي تفرض نفسها علينا كي نجهد في التسارع لكي نقترب ولو بشكل ضئيل جدا لاقرب مجتمع عندنا . و لكن نخفق في ذلك ايضا!!
و حقا، انا امشي و دخلت في متاهة قياس حالنا من حيث تقيم القيادة و السياسة المتبعة و اللاعبين و العقلية التي نعتمدها في الامور المهمة الحساسة، و لم اخرج منها و وصلت لباب المطعم، و طلبت كبابا واحدا فقط عندما تلاقيت مع وجه صاحب المطعم البشوش المبتسم جدا . و انا عدت الى حالي الطبيعي و ابتسمت معه مجاملة . و سالني معلقا و متعجبا، اليوم انت في احسن جو نفسي كما اراك،اليس كذلك، فقلت نعم . و قلت مع نفسي المثل العراقي( الي يدري يدري و الي ما يدري قبضة (كضبة) عدس ).[1]