الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4640 - #21-11-2014# - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
عماد علي
منذ مدة قصيرة و المثقفين العراقيين مشغولين بما نشره الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، و بين فيه موقفا ربما غريبا لاسباب ذاتية كانت ام نابعا من ايمانه الفكري و الايديولوجي و العقيدي بما طرحه، و من جانب يمدح مصر العربي صاحب التاريخ و الموقف الجميل و يمدح اشخاصا ربما له من المصلحة في نظرته اليهم و من حقه ان يحافظ على ما يهم حياته و ما ينفعه ان اعتبرناه شخصا له ذاتيته و يجب ان يهتم بنفسه كما الاخرون . هنا في كوردستان و قبل اكثر من سنة قام بعض من الشباب المتهور بحرق كتب شاعر كوردي مغامر، بعدما عبر عما اكتنفه من خاصية حب الحظهور و له مواقف و تصريحات استفزازية و يعبر باسلوب ربما هدفه ذاتي اكثر من اي شيء اخر، و نرجسيته لا تقاس من الكبر . انني انتظرت كثيرا لارى موقفا من المثقفين الكورد حول ما كتبه الشاعر اليساري ليكون لي كلمة و ادلو بدلوي لصالح سعدي يوسف كما كنت قد بينت موقفا لصالح ذلك الشاعر الكوردي المغامر الذي وظيفته في كل مسالة هو بيان تفرده و من باب خالف تعرف، و ليس موقفا مبنيا على اسس.
قبل مدة كتبت مقالا حول اليساريين الشوفينينن الذين قابلناهم و لازالوا في حياتنا السياسية و يجب ان نقبل بارائهم و لا نتخاصم معهم ان كان لدينا سلاح الجدل و الحوار و النقاش معهم ان كنا نعتقد باننا على الحقو الصح في تفكيرنا فيما يعلنون من المواضيع العامة التي تخص شعبنا .
اقول، ان سعدي يوسف تاريخ كبير و له مواقفه الجميلة في حياته، و له ثقافته العالية المبنية على اليسارية ايضا، الا انه اليوم ربما دخل في عمر يستحق المراعات اكثر مما هو فيه الان و الانسان معرض للتغييرات النفسية و هو في الغربة و الاحساس بالاغتراب هناك قاتل، و ان كان مع الغربة التهميش و الاهمال و عدم النظر الى تاريخ من له مثل هذا التاريخ والثقافة فهو يدفع الى الشذوذ في الانتاج ايضا .
ان كتبه بعد اصدراها و نشرها ليست ملكا له بقدرما للقاريء الذي يملكه حق الدفاع عنها، لذلك اي عمل او طلب متهور من قبيل طلب البعض لحرقها لا يدخل سوى في خانة التعصب السياسي البعيد عن كل ما يمت بالثقافة و العلم و المعرفة، ور غم ان الشاعر المثقف الكبير سعدي يوسف اساء الى الكورد ربما من جهة، و اني اعتقد ان من حرصه على الثقافة المدنية و التقدمية وعينه على وحدة العراق ارضا و شعبا كما عادة اليساريين و منهم الشوفينيين قبل الاخرين، و ما لاحظه هو من سيطرة الاسلام السياسي على كل زوايا الحياة العامة في العراق، فبيٌن هذا الموقف النابع من حرصه على الثقافة المدنية التقدمية و ربما ليس من موقف سياسي فكري ايديولوجي .
لذلك فرحت من انني لم اجد رد فعل قوي من قبل المثقفين الكورد من مثيل حرق الكتب الذي ادعى له المثقفون العرب العراقيين، و انني شخصيا اعتبره رد فعل تخلفي، لان كتبه اصبحت خارج ملكيته الفكرية و للشعلب الحق في الدفاع عنهاو الحفاظ عليها. و ما يزيد اسفي ان الشاعر سعدي يساري وله تاريخ مشرف في الثقافة و الادب و الشعر و المواقف الجميلة في الزمان و المكان المعينين الذي طرحها في تاريخه الطويل . فان له الحق اليوم ان يفكر و يوضح و يبين عكس ما نفكر به، ربما لاسباب لم نعلم بها سواء نتيجة ظروفه الخاصة او استبدلت الغربة مواقفه و له الحق في الكلام، و ليس للاخرين الحق في اللجوء الى افعال تعتبر ارهابية بحق الثقافة والمثقفين . فنحن الكورد من منظور احترامنا الى المثقفين فنقدر تاريخه و مواقفه السابقة و نعتبر كتبه السابقة تروة ثقافية ليس لاحد ان يعبث بها، و اننا نعتقد بان اساس نشر نثره الجديد هو حرصه على العلمانية و المدنية و تكلم ربما بشكل يميل الى القومجية العربية على غير عادته و لكنه ربما اراد به الخروج عن ثوب القومية و الاديويولجية و الطبقية، او بالاحرى كتب بروح مزهوقة خارجة من الطوق السلبي من الاسلام السياسي على ما يفسر و يرسم من عراقه كشاعر و مفكر .
انني اقول ان من يدعوا الى حرق كتبه من العراقيين ليسوا الا تابعين للاحزاب و الاتجاهات الدينية المذهبية، و ربما ازعجهم من الناحية السياسية اكثر من الثقافية، و ربما ازعجهم كلمة العجم، و هذا ليس بعيب، فان تكون عجميا مثقفا انسانيا خير لك ان تكون قومجيا قريشيا ارهابيا.[1]