هل لدى الكورد اوراق يستعملها امام بغداد ?
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4626 - #07-11-2014# - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا اريد ان انحاز الى احد هنا، التاريخ يدلنا، منذ انبثاق العراق على ايدي بريطانيا دون ان تستشير من حُصر في كنف هذه الدولة و رسمت خارطتها فرضا استعماريا مصلحيا انانيا عليه، يجب ان يحاسبها عنه التاريخ و لن ينساه الكورد مهما اعادت بريطانيا النظرفي سياساتها كما تدعي اليوم، و هذا لا يبعدنا عن قول الحقيقة في القصور الذاتي لدى الكورد انفسهم في هذا الشان من جوانب عدة .
لنتلكم عن اليوم وما فيه و نسمي كل شي باساميه دون اي تخفي لكي لا نضع راسنا في الرمل و نلتقي في الحفرة اخرين ايضا و نشاركهم الموقف كما كنا نحن الكورد من قبل مع الشيعة و اليوم نعيده مع السنة، ما برز من بعد سقوط الدكتاتور من الحكومات و موقفهم من الكورد بعد تعامل الدكتاتورية البغيضة طوال ثلاث عقود و نيف يدلنا على ان التعصب القومي و المذهبي له افرازاته المتشابهة و له مخالبه المصبوغة بصبغات مختلفة فقط و هي الجارحة بنفس المستوى و العمق من الجرح لنا نحن الكورد، اثبتت الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الدكتاتورية ان نظرة العرب العراقي بمذهبيه الى الكورد كانت و هي مستمرة فيها، استعلائيا دوما وفقا لموقعهم من و في السلطة، وكأن البلد انبثق من جهود و تضحيات اجدادهم و ليست بريطانيا من اسسته و اهدتهم اياه، باهذه المدة القصيرة من حكمهم اثبتت الشيعة انهم لم يكونوا مع حقوق الكورد الا ضمن اطار مصالحهم و تحقيق اهدافهم الخاصة و مشاركتهم هم الظلم الذي كانوا فيه، و الدليل ما يسيرون عليه بعد تسلمهم زمام الامور بمساعدة امريكا وا يران و ليس بشطارتهم و قوتهم و عبقريتهم، و هكذا كانت السنة منذ انبثاق الدولة العراقية و هم من تسلموا السلطة و حكموا العراق بالحديد و النار و اذاقوا الكورد الامرينو الشيعة اقل منهم، فالشيعة احسوا بتظلم الكورد لحد ما كانوا هم مشاركين معه التظلم الذي احسوه من يد السنة الحاكمة .
فليتكلم الجميع بكل صراحة بعدما لم تفد السياسة مع هؤلاء الذين لا يرون غير امام ارجلهم و القوة التي تخضعهم للاستسلام في حياتهم السياسية و الاجتماعية ايضا، اننا يجب ان نقولها بكل صراحة بعد نفاذ الصبر من الشعب الكوردي و ليس من حكومته التي تستسلم بحفنة من المال من بغداد، يستحق الكورد دولته المستقلة و قدم من التضحيات اكبر من ما يستحق بناء جميع الدول العربية معا .
ان كانت السلطة الكوردستانية قد سارت على السياسة الخاطئة تجاه بغداد و العكس صحيح ايضا، و لم تفكر او تخطط لما يمكن ان نصل اليه كما وصلنا اليوم، فعليه، ان تستسلم و تذق السم و هي مجبرة و تقرر و تستفتي الشعب باختيار مستقبله و يقرر مصيره .
المماطلة المقصودة من الحكومة العراقية اليوم امام حقوق الكورد، و بغداد ، هي تعاني الامرين من على ايدي داعش، فكيف بها غدا ان تخلصت من شره، فعلى الكورد ان يعلي صوته و يعلن عن اوراقه باسرع وقت و بغداد هي من فرضت ذلك، فالفوضى الخلاقة اكثر افادة للكورد كما علمنا التاريخ و التجارب، فالمصالح العالمية لن تدع ان نتجرع السم في حالة خلط الاوراق و الشعب الكوردي في تاريخه استفاد من الخلط و الفوضى اكثر من وقت الاستقرار، فلنلعب اللعبة التي اما تودي بنا الى نهاية المطاف و نحقق اهدافنا و اما تخلط الامور كافة و على الكل، و لم تستفد بغداد منها ايضا، ان لم تبق اوراق بيدنا و هذا من فشل قادتنا و تعاملهم مع بغداد و المستجدات و جهلهم و سذاجتهم في التصورات والتحليلات والمراقبة و الاستنتاج، فما ذنب الشعب ان يخسر الاول و الاخير و يعاني من الظروف التي يعيشها .
خُلقت الشكوك بين الكورد وا لعرب الشيعة الحاكمة خلال هذه المدة و لم يكونوا مشاركين صادقين و فقد كل منهما مصداقيته امام الاخر، و السنة لا زالت تتلاعب و تريد فرصة كي تقوي نفسها و تصبح مراقبا على خلافات الكورد و الشيعة لتقضم حصة اكبرفي الفترة المقبلة . الورقة الوحيدة الباقية لدى الكورد هي الضغوطات الدولية لصالحها اما للحصول على متطلباته او التوجه نحو الاستقلال و هذه ورقة ضعيفة الى حد بحيث لا يمكننا ان نعتمدها في سياساتنا الحالية، لاسباب ذاتية و موضوعية تتطلبها المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص، و السياسة الدولية تجاههما ايضا، و عليه ايضا هذه الورقة توجهنا نحو القرار الذاتي فقط .
فان كان الكورد يعيش في ظروف لم تكن ديموقراطي ةو شفافة و تقدمياة في سياسته الداخلية فيها، و من يدير البلاد هم حفنة من القبليين و العشائريين و الشخصيات الحزبية و الحلقة الضيقة من المنظومات المعروفة عن اصحاب الاموال و الوجهاء الاجتماعيين المعتمدين على العشائرية القبائلية و الحزبية الضيقة،و ما اختلط من المنظومات التي بيدها السلطة و النفوذ و لم تقنع السلطة الكوردية المجتمع الدولي بانها نموذج تقدمي ديموقراطي عصري فعال، و لم يقنعوا حتى الشعب الكوردي بسياساتهم و سلوكهم و اغضبوا الجميع بما فيهم النخبة بتصرفاتهم الدكتاتورية، فكيف يقنعون اصحاب القرار العالمي . عدم امكان الحكومة الكوردستانية في ايفاء بوعودها و فشلها في حتى دفع رواتب الموظفين لاقل فترة ممكنة عند قطعها من قبل المالكية،لذلك فقدت الثقة بها كليا داخليا ايضا و لم ياخذ احد بتحدياتها و تهديداتها ضد المركز، كما كانت تهدد بالاستقلال من قبل، وتوقعَ الشعب بانها ضمنت حياة الشعب على الاقل لسنوات عديدة ، و بعد بيان خواء التهديدات و فشل الحكومة على ارض الواقع، فانها لم تبق ورقة رابحة بين يديها، لا بل لم تلمح بامكانيتها السرية، بينما تتسرب معلومات عن ثروة الساسة الكوردستانيين الشخصية الذي لم يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة التي تفوق مئات المليارات و التي تعتبر قمة الفساد و النكسة السياسية بعينها . فان كان قوت الشعب غير مؤمٌن فكيف بتطبيق ما يهم البيشمركة و مادة 140 وقانون النفط والغاز و انت تختزل التفاوض الى تامين رواتب الموظفين فقط ؟ اي انك ستكون في اضعف موقف .
فهنا، يصبح الكوردامام مفترق الطرق اما ان يعود و ينضم الى ما يسير اليه المركزفي بغداد مخذولا ربما بماء الوجه، و اما يقرر القرار النهائي و يتحمل النتيجة سواء رضيت القوى العالمية ام لم ترض . لانها فقدت الاوراق الداخلية والخارجية جميعا، اما الفوضى و زيادة التخبط في المنطقة او تحقيق الاهداف النهائية من خلال الفوضى العارمة.[1]