حكم امريكا الجمهوري و ايران مابعد الخامنئي
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4625 - #05-12-2014# - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد خافيا على احد تحسن العلاقات الايرانية الامريكية، ولو بشكل يمكن ان نقول بالتدريج السري او بما تحت الطاولة و ليس على العلن كاملا، و التصريحات التي تخرج لم تجهر باي شيء يوضح الامر و انما اكثرها تلميحا ، و هذا ما يتفق مع ما سار عليه الحزب الديموقراطي الامريكي في سياسته الخارجية منذ مجيء اوباما و تعامله مع الملفات الخارجية، و الاصعب منها هي ايران مابعد تصدير الثورة نظريا و مطبقا اياه فعليا و على الارض بشكل اخر و بهدوء بعيدا عن الحرب و لعلعة السلاح اليوم و بكل قوتها.
لقد اثرت الحكومة الامريكية ان تتعامل مع ايران المؤثر القوي و المهيمن في المنطقة بمنطق مغاير مع ما كانت عليه ايام بوش الاب و الابن بشكل مطلق تماما، اي تعاملت ايران بحذر و لكن استمرت على التلاقي دون انقطاع، و فعلت امريكا زمن اوباما مثلها بشكل لم تزعج اسرائيل في الوقت الذي تقاربت و تواصلت و خرجت من مرحلة ضرب ايران الى الصداقة السرية . امريكا لم تبع اسرائيل من اجل كسب ايران بينما الوضع الضعيف الذي يعيشه العرب و خفة ثقلهم أمال امريكا نحو ايران على حسابهم، و هذا واضح للعيان في الفترة الاخيرة و ما احس به العرب بانفسهم .
عندما تقترب موعد المفاوضات النووية الايرانية نلاحظ ان الانتقادات الامريكية تشتد لاسرائيل و تصل لحد الاهانة احيانا كما فعله اوباما و اهان نتنياهو على الخفيف في لقاءه الصحفي . انه اقترب خطوة اخرى نحو ايران، في الوقت الذي يعيش فيه العرب سباتا عميقا. كل ما وصلت اليه امريكا فيما يخص ايران انها ستصل الى ما تنويه من الناحية النووية، في الوقت يمكن ان نتصور ان امريكا انتظرت اسرائيل ان تمنع وصولها لهذه المرحلة، لذلك عاتبتها على عدم منعها من ذلك، لذلك اجبرت على التعامل معها سياسيا، فان امريكا لم تهمل اسرائيل و استغلت ضعف العرب و تعاملت بواقعية مع ايران .
لم تقف ايران مكتوفة الايدي، اطالت من تاثيراتها و قوتها في المنطقة لم تتضرر بالربيع العربي و ما حدث في العراق و سوريا و اليمن و لبنان على حاله، وربما مدت من قوة ثقلها الاقليمي غربا، و لم تتوقف لحد الان، ولازال لديها اوراق اخرى كثيرة عبر البحر الاحمر .
ان ايران وامريكا امدتا طريقا كان الاثنتان تعملان على بناءها منذ عقدين او اكثر تقريبا، و فرشتا لما ياتي بعد السلطتين الايرانية الخامنئية و امريكا الاوباماوية، ان تكون امام الجديدتان مستقبلا طريقا سهلا و سلسا للتعاون المشترك و تكون ايران بذلك عاملا فاعلا طالما لعبت بما تتمكن منه اليوم من استغلال كل المستجدات و تفرض سياسات اقليمية على اللاعبين الكبار دون ان يتمكن احد من الاعتراض .
اليوم و المنطقة امام حرب داعش، الطرف القوي في هذه المعادلة هو ايران و ما تحتاجها امريكا بعدما لاقت موقفا متعجرفا انانيا متعصبا من تركيا، و تعاملا هادفا لاسقاط اسد قبل محاربة داعش من العرب ايضا، فالتقت مع ما يهم ايران هو اضعاف داعش و تحديد مساره و استغلاله لصالحها وكما تفعل امريكا من نواحي عدة، و خاصة فيما هما منكبتان عليه في استغلال الاوراق في مفاوضاتهما النووية، و التي اعتقد بانها فرصة ذهبية سانحة لدخولهما اي ايران و امركيا في مفاوضات اخرى لها اهمية اكبر من النووية في دبلوماسيتهما و تعاملهما مع المنطقة و الظروف التي فيها .
المرحلة الحالية و ما فيه ايران من حكم للمتشددين و الذين تساهلوا في دبلوماستهم شيئا ما و هم تحت ثقل و وطئة الاوضاع الخطرة داخليا و خارجيا لهم، و الاحتمالات الكبيرة لمجيء بديل الخامنئي لظروف خاصة صحية، و البديل لاوباما الديموقراطية ومجي الجمهوريين المتشددين، فان الطرفين على عتبة تمهيد طريق لالتقائهما في المرحلة المقبلة و هما يستقلان سيارات فورد و يتكؤن على سرائراصفهانية من على فرش كاشان . و يمكن ان يرشفوا القهوة العربية و تلعبا وتجرا فيما بعد اصحاب منابع النفط الى جلستهما مجبرين، في الوقت الذي يمكن ان يوازنوا القوى في المنطقة كما كان ايام الشاه .
ستكون فرصة سانحة لامريكا الجمهوريين و ايران المرحلة المقبلة، لتغيير سياساتهما التي تنويان تغييرها منذ مدة و تلتقي الغريمان صديقا الماضي و المستقبل اللتان لم تلتقيا منذ ثلاثة عقود بالشكل المنتظر الحميمي و ان يعقدا صفقة القرن لتخطيط وضع المنطقة و الخارطة التي تقع عليه.[1]