ارجوا ان لا يتحقق ما تنبات به من قبل
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - #03-11-2014# - 23:03
المحور: القضية الكردية
كما قلت من قبل، ان تركيا لا تفعل شيئا لوجه الله و لا تخطوا خطوة ان لم تتاكد من ان تكون النتيجة لصالحها، كما فعلت من قبل و كم حاربت اقليم كوردستان في بداياته، و من ثم رضخت للامر الواقع و تعاملت معه بعد تغيير المعهادلات و انجبارها، و لكن بشرط ان يكون مفتاح الحياة السياسية الكوردستانية تحت سيطرتها . و هذا ما فعلته و خاصة عنداشعال الحرب الداخلية الكوردستانية بين الحزبين المتنفذين، و من ثم حثهما على محاربة الحزب العمال الكوردستاني و لم يقصرا يوما في تنفيذ اوامر تركيا. الى ان سقط الدكتاتور العراقي و ثبتت افدام الاقليم، و لم يكن امام تركيا الا ان تتعامل مع من يخضع لها اكثر من الاخر و هو الديموقراطي الكوردستاني بعدما ساعدته في الحرب الداخلية،واصبحت جزءا من الصراع الداخلي في اقليم كوردستان .
كانت تركيا في حال تراقب بشدة المسيرة الكوردستانية و كلما احست بخطوة تؤدي الى تقدم القضية الكوردية فعلت ما يمكن ان تضع امامها من العراقيل بسياساتها المعلومة بشكل مباشر او غير مباشر، الم نتذكر الجولات بين الدول الثلاث انقرة و طهران و دمشق و اتفاقاتهم بشان اقليم كوردستان و كيفية محاربته سرا او علنا، و لولا التغييرات الكبيرة التي حصلت في ظروف الاقليم السياسية الاقتصادية الاجتماعية طوال العقدين، لكانت تركيا تنفذ اجندتها بنفسها، و لكنها فرضت ما تريده على الموالي له بكل ممنونية من قبله، و انها دامت على موقفها وتربصت فرصة كي تقتنصها و تقضي على تجربة اقليم كوردستان، و انها لم تشارك التحالف الدولي في القضاء على الدكتاتور العراقي ظانة انها يمكن ان لا تفيد المكونات العراقية التي وقفت معارضة للدكتاتور، و لكنها خسرت و لم تنجح في نظرتها و توقعاتها، و استفادت اقليم كوردستان من السقوط و ارتفع من شانه و هذا ما ادى و فرض موقفا على ان تتعمال تركيا معه من كافة الجوانب .
و منذ تحرير العراق و تبحث تركيا ما عن فرصة محاولة اعادة مجرى ما سار عليه اقليم كوردستان الى ما قبل انتفاضة كوردستان في عام ،1991و لكنها لم تلق الظروف المناسبة لان الحكومة المركزية لم تكن كما كانت قبل سقوط صدام و هي اي تركيا التي كانت تفرض عليها مطالب لمنفعتهما المشتركة، كما فعلت سنة 1984 و منعت الحكومة الدكتاتورية المركزية العراقية من الاتفاق مع الاتحاد الوطني الكوردستاني و وضعت العراقيل امام الوصول الى اتفاق ثنائي لحل القضية الكوردية من الجوانب الكثيرة . و لكن الحكومة العراقية الجديدة اصبحت في المحور المقابل لتركيا كتحصيل حاصل، و هذا ما وقع لصالح الكورد و لم تنجح تركيا في منعهم من التقدم فرضخت للتعامل معهم و استفادت من الاقليم من الناحية الاقتصادية كثيرا، و لكنها لحد الان و هي مستمرة في غيها وتريد ان تعيد الحال الى قبل العقدين و اكثر ان تلقفت اية فرصة تمر في المنطقة، و الدليل الواضح الذي لم يفقهه الكورد انفسهم الكورد انفيهم اليوم و خاصة رئاسة الاقليم و الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي اصبح خاضعا خانعا مواليا لتركيا لمصالح ضيقة، هو عدم تحرك تركيا قيد انملة عندما اقتربت داعش من تهديم ما بني خلال هذين العقدين و انتظرت تركيا تخريب التجربة الكوردية على ايدي داعش و العودة بنا الى العقود ما قبل التحرير، و هذا ما تمنته تركيا في قرارة نفسها، و اعتقدت ان داعش تحقق اهدافها دون حراك منها على الاقل لانقاذ من والاها طوال العقدين الماضيين ، و لم يتعض الموالي لحد الان و يعتبر تركيا المنقذ .
اليوم و منذ ما حدث من تغيير للمعادلات و لم تقع غرب كوردستان وفق ما تريده تركيا كما هواقليم كوردستان العراق، و هي تحاول بكل جهدها ان تبقي الامورهناك ايضا تحت سيطرتها و المفتاح الكوردي السوري في جيبها ايضا كما هو الكوردي العراقي ، واعتقدت انها فرصة و خاصة بعد احداث كوباني و محاولتها لفرض منطقة عازلة و ما تريده من سيطرة الموالين لها على المنطقة و منع الادارة الذاتية الكوردية لغرب كوردستان من ادامة عملها، و تريد ان تفرض ما تؤمن على الجميع بما فيهم التحالف الدولي، و لكن لا تجري الرياح دائما كما تشتهي السفن لحد الان .
اليوم و بعد ان ياست تركيا مباشرة وفق ما تريد و تخطط من امكان تدخلها و تحقيق مرامها، وافقت على مرور العدد المحدود من البيشمركة الى كوباني بعدما تاكدت من صمود كوباني و عدم سقوطها ولو بقي عنصر واحد من الاتحاد الديموقراطي الكوردي فيها، و اشترطت دخول قوات الجيش الحر الموالي لها، و باضعاف الاعداد و هي من تختار من القيادات الموالية لها من اجل التخريب و تعقيد الامور اكثر في كوباني، اما لتسهل سيطرة داعش او تسيطر هي بواسطة مواليها من الجيش الحر و من على راسهم من المعلومين لوقوفه ضد الكورد و عمله مع تركيا و ليس مع المعارضة السورية اصلا، اي من المخابرات التركية العاملة في الجيش الحر . اليوم اثبت دخول كتيبة يوسف الاعظم الموالية لتركيا قلبا و قالبا من عناصرها و قائدها المعروف بيوار مصطفى الموالي لتركيا و المعادي للكورد كما هو المعلوم عنه من قبل و من تصريحاته العلنية ضد الكورد، فعليه يجب منع دخول قوات الجيش الحر من دخول كوباني اكثر ليبقى توازن القوى كما هو .
و لنسال هنا ايعلم رئيس الاقليم و ما يدعي بانه مشرف على اتفاق دخول البيشمركة الى كوباني شيئا عن نيات تركيا، ام هل هناك اتفاقا في الظلام و من وراء الستار مما يستفيد حزبيا على اساس مصالح العليا و القضية الكوردية بشكل عام و على حساب الكورد و مصيرهم و مستقبل اجيالهم.[1]