اثبت اوجلان حكمته و حنكته في هذه المرحلة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4611 - #22-10-2014# - 15:34
المحور: القضية الكردية
اعلن قائد العصر المحنك اوجلان عن موقفه الحكيم لهذه المرحلة معلنا بان عملية السلام دخلت مرحلة جديدة و انه متفائل في النجاح في الوقت الذي تشائم الكثيرون و ارادوا ان يعلنوا العكس من توجهات القائد العبقري اوجلان و يضربوا المنجزات عرض الحائط و يحققوا مرام اردوغان و حيله دون قسط منهم .
في الوقت الذي يقترب العالم من الاعتراف بحق الكورد بتحقيق اهدافه يوما بعد اخر، و تحاول تركيا التشويش و وضع العصا في عجلة عملية السلام و عرقلة مهام الجميع و في مقدمتهم الابطال في شمال كوردستان، يعلن اوجلان عن ايمانه بعملية السلام و نجاحه و يطلب الاستمرار بها، و هو عين العقل كما يعتقد الكثيرون، بعد التمعن في تقييم الوضع الراهن و ما يجري من جميع النواحي اوصل القناعة الى البلدان و المواقع المهمة بالتعامل المباشر و غير المباشر مع القضية الكوردية اكثر من سنين القتال و سفك الدماء السابقة . في الوقت الذي يعلن اردوغان عن مواقفه و اتهاماته المبتذلة، و يريد ان ينهي عملية السلام و يوجه العالم نحو المنطقة و يثبت تهم باطلة للكورد بدهائه، يضع القائد اوجلان حدا له باعلان موقفه، و هو يقول بان اماله تعززت في التوصل الى الحل، كما في الوقت الذي يريد الاخرون انهاء عملية السلام يصر اوجلان على ابقاء العملية و يهدف من وراءه قطع الطريق عن توجهات الحكومة التركية الخبيثة و هي التي تريد استغلال المرحلة لتثبت ادعاءاتها و نظرتها الى الثورة الكوردستانية في شمال كوردستان و تشوه الحق و تضلل القضية امام العالم بحركاتها و تكتيكاتها . و يطلب اوجلان الكورد جميعا و ليس انصاره باتخاذ سياسية شجاعة و واضحة، و يريد ان يفرض ما يهم الخاص بالكورد نفسه و ليس ما يريده الاخر، و هذا يدل على ان نظرة اوجلان الى المرحلة متفائلة و يريد بموقفه نجاحا للخطوات التي اتخذه و هو يبين تقيمه بعمق كما شهدنا له من قبل، من الاراء و المواقف التي كانت في مكانها الصحيح و الدقيق .
حسب التقييم الحالي و الذي نجح اوجلان فيه مرة اخرى و اثبت انه يفكر بعمق اكثر من الذين احرار اصحاب دول و سيادة و اعمق من الحكومة التركية، لابد ان نقول ان الحركة التحررية الكوردية خطت نحو الامام اليوم و بعد اعلان موقف اوجلان بعقلانية كبيرة في الوقت الذي تشهد المنطقة اكبر التعقيدات و تحتاج لتحليل مناسب و خروج بمثل هذا الموقف يشجعنا على ان نقول بان الكورد بدءوا لاول مرة ينجحون في السياسة والدبلوماسية و يزيدون نجاحهم السياسي و الدبلوماسي و يضيفونه الى نصرهم العسكري، بعدما عانى الكورد من تخبطهم السياسي و الدبلوماسي لعقود، بحيث خسروا كل مكتسباتهم العسكرية على طاولات التفاوض و بمواقفهم السياسيةو الدبلوماسية الخاطئة . فاثبت اوجلان بهذا الموقف مدى عقلانيته في تحليل المراحل و اتخاذه للمواقف الصحيحة و اليوم اثبت صحة قراءته لهذه المرحلة .
لذا لابد ان يطبق الجميع هذا الموقف بحذافيره، و به يمكن ان يصحح العالم موقفه و نظرته الى الكورد في شمال كوردستان وحيال الحزب العمال الكوردستاني ايضا . انه عين العقل و قراءة علمية دقيقة لما يُراد من التصرف و السلوك الملائم لسحب البساط من تحت ارجل تركيا نتيجة حيلها و مناوراتها و التي تريد كسب مواقف الغرب ضد الكورد و الحزب العمال الكوردستاني بالذات و جر الكورد انفسهم لارتكاب اخطاء تسهل نجاحها في تلك الاهداف الخبيثة لاردوغان و حزبه لتمرير اجندته و تحقيق نياته، و انه يريد ان يضر ب العصفورين بحجر واحد، فرض شروطه لحرب داعش و اعطاء اسباب وهمية لمواقفه و اتخاذه حرب الكورد حجة لبيان ادعاءاته، و يريد ان يظهر بان الحزب العمال الكوردستاني ايضا ارهابي كما اعلن من قبل ويريد اثبات الدليل باعلانه انه الان يشغل تركيا في الوقت الذي يجب ان يساعده على محاربة الارهاب، لذلك، موقف القائد المحنك البطل اوجلان افشل كل مخططات تركيا الجهنمية التي ارادت الفوضى و التخبط من اجل الخروج يمكتسبات في ضرب الاهداف الحقة للكورد و اثبات ادعائاته الباطلة و اجبار العالم الذي يقترب من الكورد ان يبتعدوا عنه و تريد بتلك الحركة تهميش الكورد لسنين اخرى ايضا . فبموقف اوجلان قبرت مخططات تركيا و تنفيذ موقفه سيجعل العالم اكثر قربا و يثبت مدى حب الكورد للسلام و يفرض نفسه اخيرا في الوصول الى الحل المناسب في اي وقت كان باقل تضحية او سفك للدماء . انه موقف في الوقت و المكان الصحيح المناسب، انه اثبت قائد عظيم يستحق التبجيل.[1]