ان سقطت كوباني ارضا لن تسقط عزيمة و ارادة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4600 - #11-10-2014# - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
حكى لي صديق كان قريبا من القوات الامريكية حين وجودهم في العراق بعد تحريره من الدكتاتورية، كانت هناك قوة من الارهابيين لا تعد بعدد اصابع اليد، في المنطقة الغربية ، عندما صادفوا قوة امريكية جرارة، فكانت رتلا من الدبابات و المدافع و الامكانيات اللوجستية الضخمة، صادف و داهم و باغتت تلك القوة الارهابية هذا الرتل، فحدثت فوضى لم يكن لها مثيل من قبلها و تبعثرت تلك القوة بشكل لم تشهده من قبل القوات المريكية التي كانت رابضة في مواقعها في المدن و المعسكرات، فتكبدت خسائر جسيمة و من منهم فقد و هرب الى اماكن غير ملعومة في تلك الليلة و عُثر عليه في اليوم التالي، و من تلك الحادثة التي كنت فيها تاملت في الفرق بين العزيمة و القوة بين الارادة و اداء الواجب فقط، عندما اقارنها بما يحدث في كوباني منذ شهر تقريبا .
و بعد مقارنة جدية و دراسة لتلك الحادثة مع ما يقدمه ابناء و بنات كوباني منذ حوالي شهر من التضحيات و القتال الشرس مع همجية الارهاب الذي لا يفرق بين الاخضر و اليابس و هو يعيث في الارض فسادا مع الفرق في العدة و العدد لم يبق امامي شيء اتحدث به سوى ان اذكر العمليتين . ان ابناء كوباني البطلة يقدمون اروع اسطورة و بطولة لا مثيل لها حتى في تاريخ هذه المنطقة و من الشجاعات النادرة حتى في تاريخ العالم اجمع .
اثبت اهل كوباني و من خلالهم الكورد انهم اهل للتقدير و الانحناء و انهم يجب ان يُضرب الامثال بهم من الشجاعة و الفروسية و التضحية و الارادة و العزيمة للدفاع عن حق و ارض و تاريخ و قومية و شعب مغدور منذ عقود كثيرة . انهم محصورون من الجهات الاربعة اضافة الى ما تفعله تركيا من محاربتهم بطريقته الخبيثة، و يدافعون عن مدينتهم بكل ما يمكن ان يُقال عنه بابسط الاسلحة فقط، و لكن ارادتهم هي التي تقف صامدة امام العقل و الفكر الاسود . حتى و ان سقطت كوباني ارضا و مدينة اليوم او غدا و هو ما ينتظره الجميع، لم يسقط اهلها و لم تنحني ارادة شعبها و ستبقى العزيمة الكوردية جذوة متقدة ستلهب في اية فرصة سانحة و لا يمكن لشعب هذه سماته و خصلاته و قوته و ارادته و ايمانه بقضيته ان يفشل في مسعاه لنيل اهدافه الحقة و سيشهد العالم لهم، و انهم نقلوا القضية الكوردية الى مكان سامي و اصبحوا رمزا للتضحة و الفداء، و لا يمكن ان تخمدها مصالح المحتلين و حيلهم، حقا كوباني بيٌضت وجه الكورد و الشجاعة التي ابدوها ابناءها عرض مدى استبسال الكورد في ثوراتهم، و ان هذة المدة القصيرة من مقاومتهم لخص للعالم شجاعة ابناء الكورد في ثوراته و دفاعه و مقاومته لالد اعدائه التي لاتزال تحيك له كل الحيل ليبقى خاضعا له، و لكن كما نرى منذ الان و بعد التغييرات الايجابية بزغ الفجر و لا يمكن ان تخفى الحقيقة مهما بلغ كيد الكائدين من الاعداء الكثيرة لشعب مناضل مقهور و محتل من قبل الحكومات و القوميات السائدة .
الارض مقدسة لدى الشعب الكوردستاني و لكن الملاحم التي سجلها الشعب الكوردي في كوباني تفرض على الجميع مدى الغدر الذي يلحق بهذا الشعب وبارضه و الجميع يراقب دون مد يد المساعدة بجدية اليه، و هم يشاهدون الفرق الشاسع بين العدة و العدد لطرفي النزاع و انهم استبسلوا بهذه الاسلحة الخفيفة التي وراءها عزائم و ارادة حولتها الى مدافع و دبابات ستبقين يا كوباني شامخة و ان وصلتك ايدي الغدر القذرة، و ستكوني رمزا لنضال امة شجاعة بارعة في الدفاع عن ارضها و عرضها.[1]