لم تتحرك امريكا ازاء ما يحصل في كوباني بجدية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4592 - #03-10-2014# - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
عندما تحركت داعش صوب اقليم كوردستان و اقتربت جدا منه و وصلت تخوم اربيل، فان امريكا مشكورة رغم ما تفعله من وراء الستار من السياسات اللااخلاقية في تعاملها مع هذه المنظمات الارهابية و تستغلها لمصالح ضيقة، تحركت بجدية و سرعة لم تعهدها من قبل بحيث اثبتت انها لم تدع ان يصل داعش لاربيل، و انكسر داعش بعدها و عاد على عقبه مخذولا و تغيرت معادلات كثيرة بها و بعدها .
ها نحن نعيش منذ عشرين يوما في قلق دائم و كر وفر لتحركات داعش صوب كوباني و هدفه احتلالها و ما يُنتظر منه احداث مجازر و حز رقاب ان حقق ما يريد، و لكنما نتعجب منه ان امريكا و اطراف تحالف جدة لم يقوموا بما كان منتظرا منهم لاسباب منها معلومة للجميع و يدخل في خانة التناقضات الموجودة في الاهداف العامة للمشاركين في هذا التحالف الهش الضيق الافق، رغم غارة جوية هنا و هناك، و في الجانب الاخر جمعت تركيا قوتها بعد تردد في المشاركة في حرب داعش لاسباب ايضا ملعومة سواء داخلية او ما يهم سياستها في المنطقة بشكل عام و مدى الشكوك التي حولها في تنسيقها مع داعش و استغلالها له في تحقيق اهدافها الاستراتيجية، و مساعدتها له عسكريا و لوجستيا . و لكن الهدف الرئيسي لتركيا في هذا الوقت وهي تعلنه على الملا هو عدم السماح للقوى الكوردية الموجودة على الارض هناك في تثبيت ركائزها، و ما نواياها من اسقاط نظام الاسد الا هادفا لموقف و موقع لما يجعلها الحاكم الوحيد في سوريا و يزداد نفوذها كما تعتقد لتقابل ايران و نفوذها في العراق .و لكن المحير في الامر ان تحركات امريكا لازالت غامضة في تلك المنطقة و لا يمكن كشف ما تفعله و سياساتها ازاء الكورد في غرب كوردستان و ما تتنازل عنه لادخال تركيا في معمعة حرب داعش و هي عضو في الناتو و لكنها تختلف هدفا و نية عن بقية اعضاء تحالف جدة بشكل جذري .
سلوك و تعامل امريكا مع الوقائع تثبت انها لم تحترم ارادة الشعوب في الحرية و الديموقراطية و التحرر من ربق الاحتلال اينما كان كما تدعي، و ما يظهر من سياستها التفصيلية تبين لنا بوضوح انها لا تريد ان تخسر حليف متردد و مصلحي و انتهازي كتركيا لها لاسباب و هي موقعها من الصراع الاكبر مع روسيا و ما موجود في المنطقة بشكل عام و يعتبر لديها اكبر و اكثر مصلحة و استراتيجية لديها، و لكنها بفعلتها ستثبت ان السياسة الامريكة خالية من الاخلاق و الوجدان الانساني و لا يمكن الاعتماد عليها في تحقيقاي مبدا و قيمة هي تدعيها قبل الاخرين .
كوباني اثبتت للعالم مدى قوة ارادة شعبها في الدفاع المستميت عن ارضهم و عرضهم و ما سجلوه من الملاحم في هذه الايام و قدموا التضحيات سيكتبه التاريخ بخط عريض و هو مكان فخر و اعتزاز للامة الكوردية اينما كانت .
و لكن، من المستعجب جدا هو عدم استغاثة اهل كوباني من قبل السلطة الوحيدة الناقصة ايضا للكورد في كوردستان لحد اليوم و كما ينبغي ولم نلمس الا التعامل مع ما يجري بدم بارد و وفق المصالح الحزبية الشخصية الضيقة التي يتعاملون بها الاخرين في سياساتهم الداخلية لاقليم كوردستان ايضا دون اي اعتبار لقيم و شرف و عرض امة يريد داعش و من وراءه و من يتملص و ينتظر الفرصة ان يستبيحه دون رحمة .
منذ السنين و بعد الثورة السورية و بعد انفلاق و بروز داعش على الارض و لم نر اية مدينة تدافع بهذه العزيمة و الشيمة و الارادة و بهذه التضحيات و تقاوم باسلحة خفيفة كافة الاسلحة الكبرى التي استولى عليها داعش من الجيش العراقي و لم يقي يده من اي اسلوب او سلوك تعود عليه تجاه الشعب الكوردي العزل في منطقة كوباني كما فعل مع الاخرين ايضا، و ما يريده هو تكرار لسنجار ثاني و اكثر فيها، الا انه لن يلاقي الا الرد القوي او الشهادة كما عزم المقاتلون، و هذا يفرقهم عن الاخرين الذين لم يتمكنوا من الدفاع عن سنجار لساعتين فقط . و ستفضح امر امريكا و تركيا من سياستهما الانتقائية المصلحية الانتهازية التي هي عكس ادعائاتهما على ارض كوباني.[1]