على الكورد ان يفقهوا لعبة محاربة داعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - #02-10-2014# - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الواضح في الامر ان تحالف جدة يحوي في طياته اتجاهت لها اهداف مختلفة و منها متناقضة جدا عن البعض في حربهم المعلن ضد داعش، و التوجه مختلف ايضا و لكل منهم مصالحه المختلفة ومنها المتضادة ايضا و ربما يجمعون حول خطر واحد و هو امتداد داعش، الا انهم يختلفون في هذا ايضا، بحيث يحبذونه في مناطق دون اخرى نتيجة خلط المصالح في منطقة داعش بشكل جعل الاطراف الغربية و العربية لا ينسقون في عملياتهم، و لهذا لم نجد غرفة عمليات مشتركة لهم لحد الان .
من بين كل تلك الاهداف و النوايا التي تنتظرها اصحابها من خلال العمليات العسكرية ضد داعش لم يتوضح بعد ماذا سيبقى للكورد في النهاية و ما يجنون بعد استشهاد اعداد كبيرة من ابناءهم في محاربته داعش، و الروح القتالية و المعنوية القوية التي يحملونها في الحرب المفروضة عليهم تستحق الانحناء لهم . و هناك من ينتظر من بعيد كي يقطف ثمرة ما تنتجه العمليات العسكرية و هذه الدماء دون ان يتدخل او ينويفي نهاية المطاف التدخل لهدف خاص به و ليس لقتال داعش و انهائه اصلا .
يهدف اردوغان بشكل صريح الكورد و بشار الاسد و لا يهمه البديل لداعش و ان كان قتاله ضد داعش لبقاء داعش بنفسه جارا حنونا له، وربما يدخل ضمن تنسيقات عسكرية كما فعل منذ مجي داعش و افرج عن الدبلوامسيين الترك بمسرحية هزيلة مكشوفة لم ينطلي على احد ما فعله و ما كان جرى وراء تلك العملية .
ان حصلت تركيا على موطيء قدم لها من خلال السماح لها بدخول الاراضي السورية من جهة كوردستان الغربية، لم تتوقف ساكنا الا ان يديمها حربا ابادة للكورد في تلك المناطق بحجة محاربة داعش و تجعل لنفسها موقعا على الارض لفرض شروطها الخاصة لنهاية الامر الذي يطول و لم يذق الكورد منها الا القتل و التشريد .
من المؤسف جدا عدم وجود تنسيق جدي و رسمي بين الكورد بانفسهم و الجهات السياسية لاجزاء كوردستان الاربعة بما يضمن مصالح الكورد المشتركة، و يتطلب ما يجري على اراضي هذه المنطقة الشاسعة من الشرق الاوسط خططا و برامج مدروسة، و عدم وجود تعاون و تنسيق هو الثغرة الكبرى في محاربته لداعش بعدما اصبح هو في الواجهة و يواجه اخطر تنظيم ارهابي على الارض دون خطط و استراتيج معين و انما دخل الحرب متخبطا و لم يحسب لتوجهات داعش نحو كوردستان من قبل، و اليوم لازالت هناك فرصة سانحة للعمل المشترك و انبثاق غرفة عمليات سرية بين باناء الاجزاء الاربعة لكوردستان .
ان كان اكثر دول العربية المشتركة في تحالف جدة يتهلفون الى انهاء الاسد ضمنيا و لهم بدلاء مختلفون فان تركيا في الوقت الحاضر لم تنسق معهم و تختلف اهدافها و ما تنويه خلال هذه العمليات العسكرية السياسية المعقدة و المترامية الاطراف .
مثلما لمسنا موقف تركيا عند مجيء داعش و وصوله لتخوم اربيل دون ان تحرك تركيا ساكنا، فلا يهمها وصول داعش الى اية منطقة ان كانت توجهاته في صالح تركيا كما هو الان في محاربته للكورد في كوباني و يقابله استبسال لا نظير له في المنطقة من قبل رجال و نساء كوباني المقاتلين المدافعين عن ارضهم و عرضهم بعزيمة و بسالة . في الوقت ذاته تتحرك تركيا و تريد التدخل من اجل تحجيم الكورد في تلك المنطقة و تنوي السيطرة على الواقع الكوردستاني في سوريا و العراق ايضا كما هو الحال منذ عقدين و توجد قواتها في اقليم كوردستان العراق و لم تحرك ساكنا حتى بعد مجيء داعش و اجبرت الكورد على قبول ذلك التواجد على مضض .
من المؤكد ان هذه الحرب تطول، و نرى كيف تتحرك امريكا ببطء شديد و تجس النبض، بينما اطراف تحالف جدة الاخرون بدات الشكوك تدب في صفوفهم من الاهداف السرية التي يكمن من وراء العمليات، لذا ان لم يحسب الكورد حساباته الدقيقة و ان بقي كما هو عليه الان مشتتا و متباعدا عن العبض في كل جزء من كوردستان لم نحصل على الهدف الخاص بنا و نخرج من العملية خالي الوفاض بينما نحن من يدفع الثمن من الدماء اليومية لحد الان .
ان اكبر خطر الذي نواجهه هو من الجانب التركي الذي لا يهمها سوى انهاء دور الكورد في سوريا و سقوط بشار و احلال بديل مناسب و موالي لها ان تمكنت من ذلك، و هذا يضرب في صميم القضية الكوردية في المنطقة، و تركيا على استعداد عن تدافع عن داعش لوحدها ان تلكدت بان بقائه يحقق لها ما تريد مرحليا و استراتيجيا و مستقبليا . من جانب اخر فان الحكومة المركزية الجديدة في العراق لم تحسب لما يجري الان في المنطقة بشكل جيد لانها مشغولة بتكملة نصابها و هي تحت ضغطين كبيرين من قبل ايران و تحالف جدة بما فيه امريكا لما ينوونه من تحقيق اهداف خاصة بهم، و لم يحصل العراق ايضا الا على سكب دماء ابناءه في مقاتلة داعش . من جانب اخر لم تصل الحكومة المركزية لحلول مشاكله العميقة مع السنة و الكورد كي تفضي الحال الى تفرغها في اعادة ترتيب الداخل بشكل يضمن مصالح و مستقبل ابلد . في المقابل فان الخلاف الكبير بين المركز و اقليم كوردستان و عدم الوصول الى الحلول المناسبة يجعلنا ان نعتقد ان تبقى الحال عالقة لنشبث كل طرف بموقفه و رايه ، و تبقى الحال على ماهي عليه لمدة و لم يخسر منها الا ابناء العراق بجميع مكوناته و كيناته في النهاية .
فلعبة محاربة داعش معقدة و لها تداعيات و تحوي في ثناياها من الاهداف السياسية التي لا علاقة لها بداعش بشكل مطلق، و اعادة تنظيم المنطقة تستغرق كثيرا و من يضمن عدم هلاكنا في النهاية ليحصد المراقب من البعيد على اجزاء كبيرة من كعكعة داعش و يخرج الكورد و حتى العراق منه دون تحقيق اي هدف خاص بهم، او انه اساسا دخل الحرب و يدفع دماءا ضحايا دون هدف خاص و انما لابعاد شر داعش الذي يمكن ان نشكل و يمكن ان يفيد داعش من يوجهه و يستعمله و يستغله لاهداف استراتيجية به .
و عليه، من الواجب ادراك الوضع من قبل الكورد سريعا و العمل بسرية تامة في امور يهم مستقبلهم لكسر حاجز الاساليب المستخدمة من قبل كبارالقوى في المنطقة على حسابهم، و من الضروري جدا انبثاق غرفة عمليات كبرى من القوات الكوردية للاجزاء الاربعة الكوردستانية للتخطيط السياسي و العسكري بدلا من التشرذم الذي يعيشون فيه اليوم.[1]