التحالف الدولي ضد داعش و تعامله مع المحور الاخر
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - #11-09-2014# - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان التحالف الدولي الذي اعلن عنه اوباما للعمل ضد داعش في العراق و سوريا، بانت مظاهره و كيفية محاربته و محاولته ازالة خطر الارهاب في المستقبل القريب و الكف من اضراره لحين هيئة الامور لاستئصاله نهئيا، دون التفكير في التوازن بن المحورين الموجودين على الارض في هذه المنطقة الساخنة. اتخاذ جدة مكانا لاول اجتماع لهذه العملية له دلالاته السياسية اضافة الى دعوة احد اصحاب ارض المشكلة و هو العراق دون الاخر في اخر المطاف لحضور الاجتماع من اجل التنسيق و الاخذ بالراي لاتضاح شكل العملية التي يمكن ان تطول لانها و كما مبين لها اهداف ثانوية و حذر من عدم اعادة الاخطاء التي حدثت في تحرير العراق و الافرازات التي وقعت لصالح الاطراف غير المستحبة تفرض التاني و اتخاذ الوقت اللازم لازدياد فرصة النجاح دون افراز سلبيات جانبية.
كل ما تريده السلطة السورية ان تخرج من المازق و القوقع الذي فرض عليها و تلهف للتعلق بهذه العملية الطارئة و تراها فرصة سانحة و تريدها كقشة لتخلصها من الغرق، وكما تريد ان تجيٌر العمليات التي تجري ضد داعش لصالحها سياسيا، و لم تنجح لحد الان بعدما اختيرت السعودية المضيف لبحث هذه القضية و اقرار ما يجب ان يُتخذ من الوسيلة المناسبة للعمليات و تجنب الخسائر العسكرية و السياسية، بعد كل هذا التاني و الصبر من الادارة الامريكية .
ايران تنظر من بعيد و لم تعجبها هذه الخطوات و ما تخللتها من الامور، و اخيرا دعوة العراق اليها دون اخذ براي طهران، و من الممكن ان يحيدوا السلطة العراقية الحالية في علاقاتها مع المحورين، و يجربوها في هذه الخطوة، و به ستؤثر هذه القرارات و ما تجري في الكواليس من الاتفاقيات على موقف طهران الاقليمي، و للتاثير و التشويش على ما يجري انها ازدادت من الضغوط على الحلفاء الحوثيين للتصعيد في دولة الجنوب السعودي للتاثير على ما يجري في جدة بشكل غير مباشر، و ربما نرى خطوات اكثر خطورة للتغطية على هذه الاجتماعات و اشغالها .
المحور الثاني الذي تتراسه ايران و بوجود روسيا و الاسد و حزب الله و حركة حماس بات موقفهم ضعيفا و ليس امامهم ما يبينوا بان تهميشهم في التخطيط و الاستراتيجية التي يمكن ان تقر ليس لصالح المنطقة و مستقبلها، و سيعرضوا عضلاتهم مستقبلا باية مسرحية كانت .
روسيا لم تبد اي موقف علني صريح، الا ان النظام السوري اصبح خطا احمر لها و لمصلحتها بعدما ابتلت هي ايضا في عقر دارها بمشاكل عويصة و تخبطت في خطواتها الدبلوماسية، و ما اثرت عليها السياسة الاوربية قبل الامريكية . ايران بعدما استفادت من تحرير العراق من الدكتاتورية، تنتظر ان تعاد الكرة مرة اخرى بهذا الاتجاه الا ان امريكا و المحور الاخر سيكونون اكثر حذرا و اعتبروا من الماضي لذلك لم يفعلوا ما يقع لصالحها و هي في حوار حول مفاعلها النووية الان، و بالاخص السعودية طرف رائيسي و تجري التخطيطات في اراضيها و هي اصبحت راس الرمح و تكون لها الكلمة فيما يجري و ربما تتحمل كلفة ما يتم بشرط ضمان النتيجة، اما ان تقع لصالحها او لن تفيد ايران و المحور الاخر باي شكل، لذلك استبعدت نهائيا مشاركة الاسد في العملية ولو بشكل غير مباشر ايضا .
المخططات التي تظهر في الافق و العمليات التي يمكن ان تحدث ضد داعش ستنتج معها متغيرات على ساحة المنطقة و شكل الصراع بين المحورين المؤثرين على منطقة الشرق الاوسط بشكل كامل و يؤثر على التحالفات و ربما يقوض بعض الجهات و يقلص من قدراتهم و تاثيراتهم على الارجح .
ان ارتباط قضيتي سوريا و العراق مع البعض اجبرت كل المهتمين على ايجاد حلول متزامنة لهما و ربما على المدى البعيد ان تطلبت العملية وقتا و امكانية اكبرلتجنب الاخطاء، ان ابعاد الاسد عن اي دور ولو صغير يدلنا على ان الاهتمام بالمعارضة المعتدلة هو المفضل اليوم و لكن بعيدا عن التطرف و الارهاب التي تداخلت مع الثورة السورية، و وفق ما يجري ربما يزيد رصيد المعارضة السورية المعتدلة و تقترب من الصعود الى الدور الاول و تقترب من المرحلة النهائية ان نجحت الخطوات المعدة لها من قبل التحالف الكبير ان لم تواجه الاعتراض الاكبر من قبل المحور الاخر و روسيا بالاخص، لانها تعلقت في وحل مشاكلها او اوقعوها فيها بحيل و خطوات وصراعات استوجبت احداث ذلك . و في المقابل من هذا المحور الفعال الذي يريد السيطرة على الامور، اصبحت شمس المحور الاخر في الغروب شيئا فشيئا و تسدل الستار على التدخلات غير المرغوبة في المنطقة و سيميل هذا الاقليم نحو الاستقرار النسبي في مدة يمكن ان لا تكون قصيرة، ان لم تعترضها تعنتات المحور الاخر و فلتاته المصلحية، و ربما يكونهذا الذي يقع من سوء حظ المنطقة لان المحورين اشوا من بعضهما.[1]