الارهاب يوثٌق المحاور و يفصلهم اكثر
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - #10-09-2014# - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
منذ مجي داعش و اقترابه من الحدود الايرانية توقعنا تقاربا محوريا بين السنة و الشيعة في المنطقة، و ان داعش يمكن ان يفيد المنطقة من هذه الناحية، لان مداهمة الخطر الاعظم مهما كانت خلفيته لا يعرف من في الطريق فانه يكسح و يزيح من هو غيره مهما كان قريبا منه، و الدليل هو فرض بيعة المنظمات الاخرى التي عملت تحت كنفه في اول اجتياحه لموصل و مدن اخرى العراقية .
الا ان الاجتماع المنتظر انعقاده للمحور السني الذي يتالف من دول الخليج و مصر و تركيا و بحظور امريكا في جدة سيعمق الخلافات بدلا من حلها و في المقابل يمكن ان يتجه التحالف الشيعي نحو عمل مماثل و اقوى ليتباعدا عن البعض اكثر و ربما سيتطور الى حرب باردة محورية اكثر من الاتحاد لمحاربة العدو المشترك، و به يمكن ان يلعب داعش بينهما ان كان لاعبا سياسيا ماهرا لا كما نراه منغمسا في الارهاب و التعنت في افعاله، و هنا سيتضرر الجميع و في مقدمتهم المنطقة التي هي ميدان الاحتكاكات، فان ارادت هذه الدول الخير للمنطقة كان بالامكان عقد اجتماع مشترك تابع للمحورين في دولة محايدة .
ان التطورات الحاصلة على الساحة اليمنية واحدة من نتائج ما يدور في الكواليس لاعادة تنظيم ثقل الجهات الاقليمية في المنطقة و بيان التوازن و دور المحورين في المنطقة باسرهاو تاثيرهما على السياسة العالمية، و اليمن العمق السياسي الحساس للسعوية التي تتاثر باية تغييرات محتملة في اليمن اكثر من العراق و سوريا، ربما تهتم بما يجري هناك اكثر من الهدف المعلن و هو محاربة ارهاب داعش.
الخارطة تهتز، و المحوران على اهبة الاستعداد للمستجدات و انهما يعملان على توازن القوة و العملية تعقدت و الصراعات ستشتد مهما اثر داعش على تقارب المحورين شيئا ما . العراق هو حلقة الوصل و ما يحدث فيه او اي تطور محتمل يحدث سيكون هو بيضة القبان للصراع المحوري الدائر .
المحور السني الذي يتوضح معالمه و يوثٌق اكثر في اجتماع جدة و ربما سيخرجون بورقة محورية اقليمية و اتفاقات و توافقات سيدفع بالمحور الاخر التسارع في توثيق محورهم ايضا في اجتماع يعقدوه في اية مدينة ايرانية ، و ستكون لهذه التحركات تاثيرات مباشرة على لبنان و العراق محوريا نظرا لاحتوائهما على مكونات و خلفيات المحورين و على فلسطين سياسيا لوجود التحالفات المصلحية السياسية بين غزة و من يدعمها و رام الله و من وراءها .
فان التحالف الكبير التي تتقدم امريكا على بناءه لمحاربة داعش لم يتوقف في هذا المهام فقط و انما يكون له التاثير على ما يدور في المنطقة و ما يفعله و ينويه المحوران، و ربما سيجمع الدول التي لها يد بشكل مباشر في هذه المنطقة و يدعهم ان يقفوا مع المحور الذي يكون لصالحهم و سيتشدد الحرب المحوري و ممكن تسميته بالحرب الباردة العالمية المتجمعة حول اهداف اقليمية مؤثرة على سياساتهم العالمية .
اجتماع جدة يضع المسمار الاخير في نعش الامل الذي بني لتقارب المحاور بعد مداهمة داعش و سيتشدد الصراعات، مبتدئا من اليمن بعد العراق الملتهب.[1]