الذئب التركي وتهديده للحمل الكردي
شيخموس أحمد
كثرت التهديدات التركية باجتياح واحتلال منطقة عفرين، ومنذ مدة من الزمن تقوم الدولة التركية بزعامة الذئب اردوغان، بالتهديد والوعيد لاحتلال مناطق عفرين والشهباء كونهما يشكلان رمزاُ للمحبة والسلام ورمزاً لثورة “روج آفا” فهي أول مدينة افتتحت فيها مدرسة للتعلم باللغة الكردية؛ بعد طرد النظام البعثي منها أثناء انطلاقة ثورة “روج آفا” في #19-07-2012# وفتحت هذه المدينة أبوابها أمام عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من السوريين النازحين من بطش وإرهاب النظام والمجموعات المسلحة الإرهابية، وطبيعة عفرين التي تتميز بغناها بزراعة أشجار الزيتون وغناها البشري وقدمت الآلاف من الشهداء ضمن صفوف حركة “التحرر الوطنية الكردستانية” وثورة “روج آفاي كردستان” وصِيت نهج الأمة الديمقراطية كونها تتلون بموزاييك من المكونات السورية، انطلاقاً من ذلك كله قامت كافة أطراف الصراع في سوريا بمحاصرة عفرين وشددت الخناق عليها ففي الشمال قامت الدولة التركية ببناء جدار عازل بين بباكور وروج آفاي كردستان وأضرمت آلياتها العسكرية النار في الآلاف من أشجار المزارعين وتوسعت نفوذها؛ واحتلت الأراضي؛ ومن الغرب حاصرتها جبهة النصرة؛ ومن الشرق كانت الفصائل الإسلامية المتشددة والمرتبطة بالدولة التركية، واليوم مرتزقة تركيا تحت اسم درع الفرات؛ ومن الجنوب قوات النظام البعثي؛ وبدخول واحتلال القوات التركية مناطق جرابلس وإعزاز بعد دحر “داعش” منها من قِبَلِ “وحدات حماية الشعب والمرأة” في مدينة المقاومة “كوباني” وتحرير مدينة منبج من قبل قوات سوريا الديمقراطية، دخلت قوات الاحتلال التركي إلى الباب لمنع توصيل مقاطعة “كوباني” باقليم “عفرين” وكثرت في الآونة الأخيرة التهديدات المباشرة من قِبَلِ النظام الديكتاتوري التركي بدءاً من رئيسها اردوغان وانتهاءً برؤساء الأركان والدفاع بالتدخل المباشر؛ والاحتلال، حيث تقوم بالقصف العشوائي على المدنيين العُزَّل تمهيداً للتدخل.
عفرين مدينة المقاومة وأخوَّة الشعوب صَمَدت وبقوة أمام هجمات المرتزقة، وستقاوم بكل قوة للدفاع عن كرامتها وحريتها، وأن القوات العسكرية الموجودة فيها وأبناء الشعب الكردي؛ سيفدون عفرين بأرواحهم، وستكون عفرين مقبرة للغُزاة والطامعين في احتلالها وستصبح كل حجرٍ وشجرة زيتون؛ شوكة في عيون الأعداء، وستنتصر كما انتصرت ثورة “19 تموز” ؛وأية محاولة للطاغية اردوغان؛ سوف تكون بداية نهايته ونهاية نظامه، وسيكون النصر لعفرين. إن البشرية في هذا الزمن بحاجة ماسة إلى التعايش المشترك وقبول الآخر؛ بعيداً عن إنكار الآخر؛ وهم بحاجة للعودة إلى الحِكمة التي وُجِدْنا من أجلها على ظهر الكرة الأرضية لنعيد للحياة طعمها وألاَّ نصل إلى العَدِّ التنازلي من خلال الدمار والحروب التي نشبت الآن والتي قضت على كل عناصر الحياة التي من دونها لا يمكن اللقاء والالتقاء؛ وبناءً على ذلك لنترأس أخوَّة الشعوب بالمحبة والعيش المشترك في مجتمع متوازن متناغم يسوده السعادة بشبكة من المحبة تلف الكرة الارضية، وليعلم الطغاة أن زمن الغزوات قد وَلَّى وبَدَأ زمن الأرض وطن الجميع.
[1]