هل يمكن دحر داعش ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4537 - #08-08-2014# - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
كل ما تعتمد عليه داعش في حربه القذرة التي عبرت كل حدود المنطق و استباحت ما لا يمكن تصوره في ممارساته الارهابية ضد البشرية، و يمكن دحرها باجراءات عسكرية سياسية اقتصادية متزامنة،و لكن حين يكون الوقت ملائم بعد تحقيق الاهداف التي اتفلقت من اجلها . انها وضعت يدها في النار بعد تعديها على الكورد و خرجت الحدود التي كان بامكانها اللعب ضمن مساحتها مستغلة الصراع السني الشيعي التي اصبحت الحاضنة مفتوحة لها نتيجة الحقد و الكراهية المنتشرة بينهما لاسباب عقيدية سياسية معلومة .
لقد حافظت المجتمع الدولي على الكورد و ساعده منذ عام 1992 بقرار مجلس الامن المرقم 688 بعد تفهم المجتمع الدولي لمعاناة الكورد الطويلة الامد، و ممارسته لسياسة واقعية من حيث التوجهات الدولية بعيدا عن التعصب و كانت اليد المساعدة القوية للمجموعة الدولية التي اشتركت في اسقاط اعتى نظام دكتاتوري في المنطقة، بحيث اصبحت لاوضاعه بعدا مؤثرا على السياسة العالمية، و بعد السياسة اللينة امام الاقليات الموجودة في المنطقة و السير خطوات كبيرة لاحترام حقوق الانسان مقارنة بانظمة المنطقة و تمتع اقليم كوردستان بالامن و الامان . عندما لم يكن الكورد ضمن الصراع السني الشيعي بشكل مباشر، على الرغم من التوجهات المختلفة لهم الى المحاور الموجودة في المنطقة، فلا يمكن للعالم ان تسكت امام الاعتداءات التي يتعرض لها من قبل فئة معلوم المنشا و الممول و الداعم و الهدف من وراء تاسيسها . بعد التطاول على الكورد و المسيحيين و الايزديين، و الذي كان خارج نطاق المطلوب منها من الداعمين الاساسيين على اعتقاد العديدين، و انما غرر بها من المتعاطفين معها لاسباب ضيقة لجهة معينة، اليوم يمكن ان تندم داعش على فعلتها، ان لم تكن وراء هذه التكتيكات اهداف استراتيجية كبيرة في مناطق اخرى و التي يمكن ان تباغت بها الكثيرين ان خرجت نهائيا عن الطاعة و المطلوب منها وتهور ت.
ان هدف داعش الرئيسي هو بناء دولة لها في مساحة اعلنتها، سواء وافقت عليها الداعمون لها ام اجتهدت هي في تحديد مساحتها، الا انها ربما اخطات قبل الاوان في تحركاتها، و لم تحقق مصالح من وراءها، و على ما يعتقد الكثيرون بانها تحاول من خلال بناء الاكتفاء الذاتي في تمويل الذات من خلال سيطرتها على منابع و ابار النفط، كي تخرج من اطار التابع المخنوع و محاولة الاعتماد على النفس في تحركاتها و الاستقلالية في قراراتها ، و على كل الظنون انها كلما تفشل في منطقة تعمل على مباغتة اخرى و تريد ان تتكتك في صراعها مع انظمة المنطقة من خلال كسر الحدود و بناء كيان يغير الخارطة الموجودة . فان سارت على خططها الجديدة كما تبين من حركاتها خارج المطلوب، فانها، ستتحرك نحو كركوك في اية فرصة سانحة من اجل الاعتماد الكلي على النفس في ادارة الذات و التمويل و التسليح .
ان تهورت داعش وخرجت من المساحة االمسموحة لها سياسيا و عسكريا و جغرافية، فانها تقصر من عمرها، بعدما اخطات كثيرا خلال هذه المدة و تصرفت بشكل غير مقبول ، الا انها يمكن ان تواجه تاديبا يعدل مسيرها و تحركاتها في المستقبل القريب . امريكا قررت بشكل سريع بعد ان احست بان داعش خرجت من طوعها قليلا، او تصرفت ضد مصالحها الحيوية، و تحركت خارج الصراع الذي هي موجودة اصلا من اجله في المنطقة . فانها في تحركهاخارج الصراع المذهبي وخلطها بالصراع القومي لا يمكن لامريكا ان تقبل به، لانها لها اهداف عامة في المنطقة ضمن الصراع المذهبي فقط، و هي جهدت و صرفت كثيرا من اجل تغيير الصراع القومي الى الصراع المذهبي كاستراتيحية امريكية جديدة في المنطقة .
اما ما يخص كيفية دحر داعش فانه قضية اخرى، بما ان وجودها مرتبط بالصراع العام في المنطقة و ما عليه النظامان العراقي وا لسوري، فان الخلاص منها متوقف على مستقبل النظامين معا، اما محاولة اعادتها الى حدودها، بسيطة عند القوى العالمية، و لكن دحرها يحتاج لخطوات و الوصول الى مرحلة تقنع القوى العالمية بان مصالحها لم تعد تحتاج لوجود داعش و هذا لم يحصل قريبا . فان تحركات داعش مرتبطة بمدى التزامها لما مخطط لها، و لكن كل تحرك لتحجيمها ليس بشرط ان يكون من اجل دحرها، و تحركها الخطا على العكس من المصالح المشتركة للقوى العالمية و الاقليمية دعت جهات عالمية تتحرك باسرع مما تحركت اثناء استباحة داعش لاراضي شاسعة من العراق من الموصل الى اطراف بغداد . فدحر داعش اسهل من القاعدة و لكن في الوقت المناسب و بالطريقة الملائمة لها.[1]