دور الاعلام منذ مجيء داعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4531 - #02-08-2014# - 23:41
المحور: الصحافة والاعلام
بعد مجيء داعش او بالاحرى منذ انبثاقها، لم تخل صحيفة او اية وسيلة اعلام يوميا من اخبار حول نشاطاتها و نواياهاو افعالها، و اكثرها ان كان منتقدا او محايدا، حققوا ما تريده هي من الاعلام دون اي جهد منها. اعتمدت على العنف و ارادت تخويف و فزع الناس لتسهيل مهمتها و هي نشرت نشاطاتها المقززة في وسائل التواصل، و اصابت اهدافها اعلاميا سواء بنفسها او بسذاجة الاعلام المؤثر على الراي العام و كيف نشروا ما ارادت هي .
كل ما تشير اليه الوقائع يؤكد لنا بان داعش ليست وحدها المفكرة و المخططة و المنفذة و انما وراءها عقول و قوى و نوايا غير ما تريدها هي ايضا، ان لم نقل انها وسيلة و تعمل باوامر بشكل مطلق و انما اصبحت هي المنفذة لخطط و برامج و مناهج اخرى سواء التقت بما تريده مع الاخرين او كانت هناك اختراقات في صفوفها لامالة القادة نحو ما تريده القوى السرية و كيف يخططون من وراءها بشكل غير مباشر ان لم يكن مباشرا من القمة . و ما يخرج الينا بعض الاعلام القوي الاكثر انتشارا و تاثيرا و المحسوبين على هذا و ذاك من القوى العالمية يدلنا على ان داعش ليست الا تنظيم قاعدة اخر لاهداف مماثلة و في مكان اخر و لاغراض متعددة و ربما النسبة الكبيرة منها تقع لصالح المخابرات العالمية المخططة.
هنا بسؤال واحد فقط يمكن ان نستدل على جوهر هذه الحركة و اسرارها، لماذا ابو بكر البغدادي يكون الرجل الاول و هو بهذه السيرة الذاتية الضعيفة مقارنة باخرين، و يمكن ان نضيف، لماذا تُؤمَر شركات الاتصال قطع الخطوط اثناء خطبة الجمعة للبغدادي في الموصل و من قبل جهات لا تقبل مصالح هذه الشركات المادية كشفها للاعلام بشكل صريح .
صحيح ان الاعلام المهني المحايد هو نقل الاخبار و ما يدور من الاحداث دون اضافة او نقص، الا ان الحيادية في نقل ما يزيد من العنف و يحقق اهداف الاخرين لابد ان يُدرس و يمكن ان يُمنَع ان كان المنع لصالح المجتمع و حياة الفرد. الاعلام نقل كل ما تفعله داعش و ما تنشره هي دون ان يدرس او يقرا ما وراء المنشورو مؤثراته السلبية، و عليه حقق بعلم او لا ما تريده داعش و من وراءها، و من جانب اخر، هذا ما ولد العنف المضاد و زاد من الكره و الخلاف بين المكونات اكثر و ليس بين داعش و السلطة فقط، و هذا ما اضر ايضا بالشعب . نشر الاخبار و عدم دراسة الاضرار من نشرها عقدت الامور، و سهولة نشر الاخبار في وسائل الاتصال ازدادت التعقيد و افادت الاشرار بشكل كبير، و كان بامكان الكبار، لو كان بنيتهم فعل خير، ان يمنعوا منذ البداية هذا الامر و كانوا قد قللوا من الدماء المسفوكة قليلا على الاقل . و لم ينتشر الخوف و الهلع بهذا الشكل الذي نجحت به داعش في تحقيق اهدافها بالتخويف و نشر الهلع و الفزع و من ثم سهولة التقدم و تحقيق ما تريد .
لو ارادت الكبار منع تحقيق اهداف داعش لاستطاعوا ردعها من خلال اعلامهم فقط و ليس استخدامهم للقوة ايضا، و لكن من العجيب ان يسايسوا في اعلامهم اكثر مما يعلنون من وقوفهم ضد داعش، و هذا ما يدعو الشك من نية امريكا بالذات في محاربة او على الاقل عدم دعم داعش في تحقيق نواياها بشكل غير مباشر . و من له المام بسياسة امريكا التحايلية يعلم بانها تحقق اهدافا سريا و تعلن عكسها على العلن، و من لم يتذكر ما فعلته و اعلنته امريكا ايام الحرب الافغانية في الثمانينات الى ان انسحبت الاتحاد السوفيتي منها، و كيف سكتت او انكرت من انها وراء تنظيم القاعدة و هي من ارسلتها للحرب في تلك المنطقة دون غيرها، و اليوم تعيد ما فعلته من قبل، و ستكشف الايام مستقبلا الاسرار بشكل فضيع .
اذاً، ان الاعلام كاقوى سلاح و في منطقة تعيش اصلا على الاشاعة و تحوي شعوب عاطفية تصدق ما يُنشر باسرع ما يمكن دون التاكد من المصادر و المصداقية، فاصبح سلاحا فتاكا ذو حدين بيد الارهاب و من وراءه .
و من جانب اخر، فان حرية الاعلام من الاسس المهمة لتجسيد الديموقراطية في بلد متحرر حديثا، الا ان الحروب لها قوانينها و مقتضياتها يمكن العمل على منع التاثيرات السلبية للحريات المطلقة لمدة معينة، فانا مع تحديد مساحة النشر و الاعلام في حالة الحرب لمنع سيل الدماء، فالانسان و الدماء اهم و افضل من الحرية ان كانت الحرية تقع ضده في فترة معينة.[1]