عادات الجزيرة العربية و افعال داعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4526 - #28-07-2014# - 08:43
المحور: المجتمع المدني
سأمت و خجلت من نفسي عندما رايت رؤوسا معلقة على اسيجة الحدائق في الموصل، و اسمع من يسبهم و يشير اليهم و واحدا يعد الاخر، سمعت عن راس الحسين و كيف نقل و لم اعش نفسيا مع ما قرات عنه، و لكن اليوم تقززت و اشمازت روحي و نفسي، و خرجت من جلدتي و انا اعيش في واقع لم يقترب من الانسانية سنتيما واحدا بعد قرون مضت .
تسالت و تمعنت في الامر و دخلت عالما اخر بعديا عما نعيشه على الارض كي اتمكن من معرفة ما يدور الان في هذه المنطقة من جوانبه المتعددة، لم اجد نفسي الا و انا اجتمعت على ان الواقع الاجتماعي و التاريخ و الثقافة و الوعي الموجود و الترسبات التارخية و المستوردات من البادية و سماتها هي التي ازاحت كل ما يمت بالانسانية في هذه المنطقة، و لم يدر البلاد غير الوحوش المفترسة التي لا تفعل غير ما تامره به غريزته فقط بعديا عن اية عقلية و ليست الانسانية فقط .
الواقع الاجتماعي الموجود في الشرق الاوسط المتاثر بالعادات و التقاليد التي غزت على المنطقة و منبعها الجزيرة و البادية و ما تتصف هي به في الاساس، و الدافع لكل هذه الاعمال القذرة البعيدة عن الانسانية كتحصيل حاصل للفتوحات و الغزوات الاسلامية المشينة، و هم على هذه الاخلاق و العقلية نتيجة تاثير الجغرافيا الصحراوية و عدم القاء النظر الا على الفراغ و العاقول فقط بعيدا عن التمدن و الحضارة و التصنيع المحفز للعقل و الطبيعة البشرية التقدمية .
لو اخذنا ما نرى و حللنا اساسها بشكل علمي حيادي لابد ان نتعرف على المجتمع الذي ولدت منه هذه العقليات و البيئة التي برزت هذه المناهج و السلوك و الطبيعة الحيوانية . لو اخذنا الجانب الاجتماعي كمنبع لهذا الدين الذي يوجه وفق كتابه هذا السلوك، لم نلق غير ما يامر بهما يلائم علميا مع الواقع الجغرافي الجاف البعيد عن وسائل العيش السليم للانسان و متطلباته الحياتية . العمل؛ لا يوجد غير الصيد و هذا ما يغرز في النفسية الكره و القتل، اضافة الى التجارة اخيرا و ما تطرحه و تفرضه من الجشع و الاحتكار بعيدا عن الصناعة و الانتاج و ما يفيد الانسان بشكل مباشر، و هذا دافع قوي لبناء انسان غريزي وحشي لا يفكر، و يعمل كما هو و ما اخذه من عمله كصياد او تاجر في احسن الاحوال . و من الواقع يكتسب الثقافة التي تليق بمعيشته و هو بعيد عن منبع الحضارة و لم يتاثر بما يحصل في بلدان الحضارات . و به يكتسب عادات و تقاليد محافظة محفزة على الاعتزال و الاكراه و التقوقع و القتل و السلب و النهب و الغزو والغنيمة و الجزية و الفدية في جزيرة كانت او بادية او بيت طين او خيمة متنقلة هنا و هناك . و عليه لم تحصل اجياله على اية معرفة او علوم و حتى العقود الاخيرة، و بعد الاختلاط على الرغم من انهم تاثروا قليلا الا انهم اثروا سلبيا كثيرا على المنتوجات المعرفية . الفرق بين البادية و القرية و المدينة من كافة النواحي واضحة للعيان، في هذه المناطق التي استوردت منها هذه العادات و التقاليد، لم نر مدنا بمعنى الكلمة الا اننا نرى عمارات و بنيان مرصوص و تقدم حجري دون عقلي بكل معنى الكلمة . لم يبرز التصنيع الذي هو محرك التقدم و الصراع الطبيعي و الدافع نحو الصراع الاجتماعي التقدمي من اجل كل ما يفيد الانسان، بل الاتكالية هي الصفة الملازمة لشعوب هذه المناطق مما زادت الطين بلة من الناحية الاجتماعية العقلية المتخلفة .
و بعدما احتلت هذه المناطق من قبل الاستعمار، لم يفدها عقليا بل كان كل همه هو نهب ثرواتها و موادها الاولية و بقاءها متخفلا ليسهل السيطرة عليها لمدة طويلة و نجحوا في هذا و كلما حسوا باي تغيير فعلوا ما يمد لهم ما يريدون، و كما يحدث الان من احداث الفوضى و التخبط الاجتماعي و هم ينظرون اليها و يراقبونها من بعيد دون حراك، غير مبالين لها و يهم يصرون على احداث ما يؤمٌن لهم توفر المواد التي تفرض و تديم استقرارهم و تقدمهم، و حققوا اهدافهم بكل دقة و خضعت الشعوب في هذه المنطقة لهم وبقوا مستهلكين غير مبالين بما يحصل في العالم من التقدم الصناعي و الثقافي العام . واينما كان المجتمع التقليدي غير المتاثرعقليا بالتقدم و التطور الحاصل عالميا يبقى على حال و ظروف و وعي و ثقافة العصور الغابرة و ان غيٌرَ من لباسه و مظهره . فهؤلاء الوحوش و من ضمنهم تنظيم داعش يتصرفون عقلا و فعلا و كانهم في القرون الوسطى او في العصر الجاهلي او الاسلامي و ليس في القرن الواحد و العشرين.[1]