هل يتحمل الكورد صعوبات مابعد الاستقلال
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4519 - #21-07-2014# - 16:30
المحور: القضية الكردية
لا غبار عن مدى التضحيات الجسام التي قدمها الكورد خلال تاريخه جراء الثورات التي اندلعت و الاعتداءات و الاجحاف بحقه المشروع كاي شعب يتمنى و يهدف لتحقيق مصيره النهائي، بعدما فرضت عليه الحدود الاصطناعية الدولية دون الاخذ برايه، و من اجل مصلحة استعمارية بغيضة اولا و اخيرا، و الضحية هم الكورد و القوميات الاخرى التي فرض التعايش بينهم بالقوة الغشيمة و الخطوات الاستعمارية .
من خلال هذه السنين الطويلة التي يعتبرها القوميون من الاحتلال، و طوال هذه المدة من التعايش متذبذب المنحنيات من حيث السلم و الحرب، تغير الواقع السياسي كثيرا الا ان الوضع الاجتماعي لم يتاثر كثيرا نتيجة الجغرافيا و النسبة المشهودة من التعصب الموجود في كيان كل فرد كوردي وكرد فعل ذاتي نتيجة احساسه بالغبن، و التطرف القومي لما حصل له و تعامل المركز به معه . قاوم الكورد كثيرا، و استخدمت ضده افتك الاسلحة و وصلت الحال الى الكيميائية و الانفال و التشرد، و ازداد الكورد عزيمة و قوة و ارتفع نسبة الاعتزاز بالذات كلما اشتد الظلم عليهم، و توسعت مساحة الكره امام الاخر المعتدي لانه صاحب السلطة الحقيقية على الارض و لم يشاركه الا صوريا و في مراحل ما .
مر الكورد خلال تاريخه بالفترات المهلكة و تحمل الشعب و ضحى و افتخر بتضحياته من اجل ما يؤمن به، لم يذخر جهدا في التعامل مع التغييرات التي فرضت عليه سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا، و المحاولات البائسة لتغيير ديموغرافيته و تركيبته من الجوانب العدة و الضغط عليه بالترهيب و الترغيب و محاولة ميله كليا للانصهار ، لم يفد السلطة مركزيا الا قليلا و من نسبة قليلة جدا من ضعاف النفوس . بعد سقوط الدكتاتورية، تغيرت الحال و تنفس الشعب الكوردي في اقليم كوردستان العراق الصعداء الى حدما، و ليس نهائيا، و هو لم يكتف بما وصل اليه لان الشعب كان ينتظر تقرير مصيره النهائي و تفاجا ببقاءه ضمن الدولة العراقية طوال هذه المدة، وبعد ان اصطدم بما موجود من ان واقعه و الظروف الداخلية و الاقليمية و العالمية لم تهيء لحد اليوم بشكل مثالي الظروف لاعلان استقلاله، الا ان الظروف الحالية فسح تامامه مجالا كبيرا رغم الصعوبات في البت بما كان يؤمن و يكافح من اجله جاهرا من قبل الجميع، و على خلاف ما كان يختفى من قبل خوفا من ردود الافعال من يمسهم من دول الاقليم بشكل مباشر او من القوى العالمية ، فاليوم فتحت ابواب الاعلان بما يكن الشعب جاهرا من الاهداف الاستراتيجية و مصيره النهائي .
لو غامر الكورد و هو على هذه الحال من الظروف الداخلية غير المكتملة و الظروف الاقليمية شبه الفوضوية و العالمية اللامبالاتية في القضايا الحساسة، و ان اُعتبرت الخطوة مجازفة، و هذه اما تنجح او تنعكس سلبا على ما تقدمت من الخطوات الناجحة السابقة ايضا . فهل السياسة يمكن ان تبنى على العاطفة و المجازفة و المغامرة دون قراءة المعادلات و جوانب القضية و الوضع من كافة زواياها، و قراءة جميع الاحتمالات و بدقة متناهية حول المجالات التي تخص الشعب و اهمها من الناحية الاقصتادية و السياسية وما يمكن ان تفرز من ردود الافعال هنا و هناك .
يجب ان يُحسب لاصعب الاحتمالات و ما يمكن ان يصل اليه الشعب و الحلول التي يمكن ان تُطرح، و لا يمكن ابعاد ما يمكن ان تُقدم اليه الجوار التي لا تهضم ما يحدث، و النظر الى ما تؤثره على الداخل الكوردي .
اذن الصعوبات كثيرة و الاحتمالات الشتى التي يمكن ان يتوقعها الكورد يجب ان يُهيأ لها الشعب و التكلم معهم و مصارحتهم بما يمكن ان يحدث بكل صدق و اخذ رايهم، و يخيروا هم في قبوا او رفض البت في الخطوة النهائية و قرار الاستفتاء و الاستقلال، هذا داخليا، اما خارجيا، ان كان المطلوب هو جس نبض القوى الكبرى و تهيئة ارضية مناسبة لمعرفة خطواتهم و موقفهم ازاء ما يمكن ان يحدث، و الحساب لاسوا الاحتمالات في هذا المشوار ايضا، فان معرفة سياسات الجوار اهم من ذلك لمعرفة كيفية التعامل معها .
اي، بعد جمع نتائج اسواء الاحتمالات حيال ما يمكن ان يحدث داخليا و خارجيا و طرحه على المؤسسات المختصة و دراسته المستفيضة و من ثم دراسة ما يمكن ان يفرز من العملية من الاخطاء او الخطوات دون قراءة مسبقة لها، و كيف يمكن ان يكون التعامل مع مثل تلك المستجدات، كلها خطوات قبل استشارة الشعب على النية و الخطوة النهائية .
السؤال المطروح، بعد هذا الاسترخاء و الراحة و العيش السليم البعيد عن القتل و الهتك و التعدي و الظلم من المركزخلال العقد الاخير و التطورات التي شهدتها الظروف العامة للكورد في اقليم كوردستان و اعتياده على نسبة مقبولة من العيش الرغيد بعد سقوط الدكتاتورية، هل يمكن ان يتحمل هذا الشعب و في هذه الحال الصعوبات المحتملة و الافرازات التي تؤثر على حياته من جميع الجوانب لمدة ليست بقليلة ؟
انا اعتقد، لو كانت النتائج مضمونة و كانت في الافق ما يطمان الشعب من نجاح العملية، سيتحمل الكورد كل الاحتمالات، ان كان مطمئنا من السلطة الصالحة ان كانت تعمل على ما لخير الجميع من الادارة و وحدة الصف، بعيدا عن التسلط الاعمى و التفرد مهما كان، فيمكن ان يعبر المرحلة نحو النجاح النهائي، الا ان الوضع الحالي من التفرق و الفساد المستشري و عدم اكتمال الماسسة و في ظل القرارات الفردية لا يمكن ضمان بقاء الحال على ما يمكن ان نتظره و ربما ينحدر الى الفوضى و لم يتمكن من ضمان النتيجة.[1]