هل نجح الكورد في التعامل مع الاحداث الاخيرة في العراق
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4514 -#16-07-2014# - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
وفق السياسة المبنية على المصالح، و تاريخ المنطقة الحافل بالحوادث الكبيرة، و العقلية التي يستند عليها و يسير بها الطرفان الكوردستاني و المركز العراقي، ان قيمنا ما نحن عليه بعد اكثر من شهر من الاحداث المفاجئة الاخيرة، يمكننا ان نعتقد بان المسيرة و السياسة التي اتبعت من قبل الاقليم بنسبة معينة ناجحة الا في الامور و التصريحات و المواقف الخيلية التي دفعت في اشعال نار التطرف من قبل من هم اصلا متشددين و اصحاب عقليات ضيقة معتمدة على الافكار و الفلسفات و العقائد التي مرت عليها الزمن و منتهية الصلاحية لهذا العصر المتغير بسرعة فائقة .
انهار الجيش العراقي في لمحة بصر، فوجيء الجميع، و تخبط الكثيرون في بداية الامر مما خرج البعض و لم يقدر ماحدث و ظهر من المواقف التي دفعت الى بعض العمليات المسيئة للعصر و ما يحتاجه و للانسانية و العقل العصري ، و هذا، ليس بغريب بل كان من المنتظر ان يحدث الاكثر، لان المجتمع المغلي و الاطراف المتشددة التي انبثقت من رحم هذا الشعب والتاريح لا يمكن ان ننتظر منهم الاحسن . اُستغل الحدث و لكن ان لم يُستغل كان من الممكن ان يحصل الاسوا، فهل من المعقول ان تدع مدنا يصيبها الدمار و الخراب لانك لا تريد ان تستغل الوضع و تعتبر انتهازيا من قبل الاخرين، يجب ان تُحتسب مصلحة شعب بالف مفهوم او قيم تضر به بشكل مباشر. ان حفظ الامن و الاستقرار و المصالح الهامة اهم من التهم التي يمكن ان تلقى عليك .
صحيح كان تعامل الكورد وفق المصالح الخاصة و اهتم بما يهمه، والا كان بامكانه ان يمنع حدوث الخراب في مناطق اخرى و بتقديم التضحيات القصوى، و لكنه ملدوغ من ذات الجحر مرتين او اكثر،و عليه يعتقد بانه لم يعيد الخطا ذاته . في ثورة ايلول امر من جانب واحد بوقف القتال ضد الجيش العراقي في الستينات عندما شارك الجيش في حرب فلسطين، و كحسن النية، و عندما عاد الجيش و استجابة و لطفا منه، و بدل الشكر و العرفان هجم على الثورة و باقصى و اقسى ما كان لديه. في انتفاضة 1991 ساعد الكورد المئات الالاف من الافراد الجيش على خروجهم من كوردستان سالمين دون اذية، الا ان بعضا تعاملوا مع الكورد في السيطرات البعثية باقسى الطرق الهمجية و لم يسمحوا بدخول لتر بنزين او كيلو من الاحتياجات الشخصية الخاصة اثناء فرض الحصار على اقليم كوردستان من قبل النظام الدكتاتوري، و لعبوا بالزائرين الى اقليم بكل الاساليب الوحشية، و لنا امثلة شخصية؛ كان هناك من الجنود لديهم صحبة خاصة مع الكورد في كوردستان و ساعدوهم على الرجوع الى اهاليهم، و بعد مدة شوهد الجنود ذاتها بانهم يتعاملون مع الكورد بما امر به النظام دون رحمة . كل هذا جعل القاعدة و القيادة الكوردية تفقد الثقة و تتعامل وفق ما يضمن الحقوق النهائية، و عند الحوادث الاخيرة تصرف واعتبر القيادة من ما مر و تعامل وفق المصالح الضيقة التي هي الحفاظ على الذات و عدم تكرار ما كان يحدث من قبل، اضافة الى ذلك اصبح الاقليم ملاذا للنازحين و ممرا لخروج الجنود من المناطق الساخنة .
و عليه، رغم ان الكورد في الحوادث الاخيرة لم يتعدوا او يدخلوا اراضي الغير ولم يعتدوا على احد، بل تحركوا و اعادوا نسبة كبيرة من الاراضي التي تعود لهم تاريخيا و جغرافيا، الا انهم ينعتون بالغدرو الانتهازية من المتطرفين، و من قبل من فشل اصلا في ادارة البلد و هو السبب الرئيسي فيما حدث، و من اجل القاء الفشل على الاخر و من اجل بقاء ماء الوجه، و عليه ان التعامل الكوردي مع الاحداث الاخيرة وفق ما تتطلبه السياسة هو على احسن وجه . و لا يوجد شعب يسكت عن حقوقه من اجل قيم نظرية شرقية، بل النظرة العقلانية تفرض تعمل ما تقدر عليه و دون ان تضر بالاخر .
السياسة المركزية المبنية على العقائد الغيبية و المصالح الحزبية الذاتية الشخصية الضيقة، تنتج هذا الخراب و تلقي بضلالها على الاخر من اجل تبرئة الذات. فالاجدر ان يقيٌم الجميعالوضع و يعرف و يعلن عن الاسباب الحقيقية وراء ما حدث واخذ الدرس و العبر منها و ليس القاء اللوم على الاخر و اخراج المسبب الفاشل من العملية لاسباب سياسية اقليمية قبل الداخلية سالما معافاة .
العقد من الزمن ليس بقليل من اجل اعادة ترتيب البيت الداخلي، و ان احسست بان كل سنة اسوا من سابقتها، فما الحل، غير اتباع الطريق للحل الجذري الملائم مع العقلية السائدة في المجتمع و القيادة ايضا.[1]