بداية انفتاح الاعلام العربي عن الكورد
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4506 - #08-07-2014# - 13:42
المحور: القضية الكردية
مع ظهور داعش و عملياتها الاخيرة في العراق وتمكنت من فرض نفسها على مساحة ليست بقليلة من الارض، اصبحت لها موقعا يفصل بين الكورد و العرب الذيلم يعطي لصاحب الحق حقه منذ عقود و جاءت مفاجئة لانها لم تكن موجودة في تاريخ المنطقة . من جهة، نرى ان الكورد اصبحوا جارا لكيان غير واقعي بدلا من ايران في هذا الجزء، و بعد استياء الكثيرين من افعال داعش و نواياها التخريبية و التطرف المسيطرعليها و من يدعمها و ان الهدف منه ابعاد شر المحور الاخر، من جهة اخرى . فان الكورد لجئوا الى تحديد موقفهم و الحذرمن ما يصيبهم مستقبلا و هم بجوار كيان خطر و عليهم العمل على ضمان مستقبلهم و عدم التورط مع الشر المحدق بهم، و من الممكن و المنتظر اتخاذ اجراءات سياسية و عسكرية لدرء الخطر عليهم، و عليه يخففون من الجهود التي كانت من المفروض ان يبيدها الاخرون لنفس السبب .
في هذا الوقت، نلاحظ الاعلام العربي انفتح بشكل غير مسبوق، و عبر الكتاب المعتبرين و ما يعبرون عن قريحتهم و ما يحملون، و كانهم ينتظرون منذ مدة كي يُفسح المجال امامهم من على المنابر الصحفية و الثقافية كي يعبروا عما يؤمنون به . نقرا للعديد من الكتاب و المثقفين المعتبرين حول حال الكورد و مصيرهم و نواياهم الانية و المستقبليةو اهدافهم الحقة، و يكتبون بشكل موضوعي محايد، فلم نلمس في اكثريتهم خلفية ايديولوجية او سياسية معينة وراء كتاباتهم، الا من بعض العرب العراقيين و هم من سحنة التاريخ الحديث لتربية البعث و سلوكه .
ما تابعته من الكتابات، فيها من التقييم الجميل الموضوعي، و يمكن ان نستخلص النصائح الكثيرة من العديد منها، و في المقابل، نجد من له مصالح معاكسة لما يمكن ان يحصل يبرر وقوفه ضد اي امنية لشعب ظل عقود منسيا لاسباب قومية شوفينية و مصالح كبرى .
بعدما مر الكورد بكل تلك المآسي في ظل النظام العراقي الدكتاتوري، لم نسمع احدا ينبس ببنت شفة، لان المعادلات السياسية الاقليمية فرضت نفسها على الحق، و كل بلد يريد ان يحافظ على مصالح شعبه اولا و اخيرا، اما اليوم بعد التغييرات الجذرية في الشان الاقليمي للمنطقة، و الاعلام العربي انفرج و انفتح عن القضية العادلة المكبوتة طوال هذه السنين . ان الدول التي كانت مجرد ذكر كلمة كورد كفر لديهم، اليوم لا يمانعون انبثاق الدولة الكوردية بعما تاكدوا من ان مصالحهم لن تتضرر، لا بل يمكن الاستفادة من دولة فتية جديدة اكثر من غيرهم .
الجبهتين الرئيستين اليوم هما، القطب السني و القطب الشيعي و ما لديهم من الملحقات ممن في محاورهم، و ما نلقى من المواقف تخرج من الجانبين نتاكد بان الشان الكوردي و ما ينويه ان لم يفد العديدين فانه لا يظرهم و يمكن ان يغضوا النظر عن الخطوات المطروحة من قبل الكورد من اجل اتقاء شرور تاتيهم من الجهة الاخرى، عوضا عن احقاق الحق الذي من الواجب على كل حر ان يعترف به و يعمل من اجله ولول كان للاخر .
التوجه الكوردي اصبح على طاولة البحث، و المواقف متباينة، و ربما سيقع التوجه اخيرا لصالح الكورد في النهاية، لو تعاملوا مع الواقع بروية و حذر و اختيار الوقت لبيان المواقف و الخطوات الضرورية المدروسة و التاكد من توفر الركائز المطلوبة لعملهم، لذا ليس بقليل ان يخطوا ما يسهل توفير ارضية لتقرير مصيرهم . الاعلام المنفتح في هذه الاونة لم ياتي من فراغ سياسي او توجه تكتيكي، و انما القضية الكوردية وصلت حدا لا يمكن التراجع عنه . و ما نلمسه من الاعلام الكبير الثقيلالمؤثر و ذو شان يشجع الكورد على تخطي الصعوبات، وسيسجل التاريخ من يساعد هذه الامة على تحقيق امنياتها العتيدة التي ضحت كثيرا طوال العقود الماضية.[1]