كركوك قضية شعب كوردستان و ليست جهة معينة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - #04-07-2014# - 19:10
المحور: القضية الكردية
ليس لاحد الحق بان يُلصق قضية كركوك و المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان باية جهة كانت، سواء كانت حزبية او حركة سياسية او مكون ما، سواء داخل اقليم كوردستان او في العراق. كركوك تاريخا و جغرافيا، وفق كل المواثيق و الوثائق المنشورة و السرية منها التي كشفت فيما بعد تقع ضمن المساحة الجغرافية و الاجتماعية لكوردستان . و ان جرت عليها تغيرات ديموغرافية متعددة طوال الحكومات المتعاقبة على العراق و ابان الحكم العثماني و حتى قبله .
ما يربط الكورد بكركوك ليس ثرواتها و ما تملك من الذهب الاسود، فلم يستفد منه ابناء هذه المحافظة منه في تاريخهم و كل ما اعادت عليهم هذه الثورة هو الظلم و الغدر و التهجير و النزوح، الا ان ايمان هذا الشعب بانتماءهم لهذه المدينة لما مورس من حقها، يجعل كل منهم صغيرا او كبيرا يؤمنون بانتماءهم الروحي القوي الىيها اكثر من مصالحهم الاخرى فيها . و هذا لا ينطبق على كركوك لوحدها و انما كل اهالي و السكان الاصليين في خانقين و سنجار و مخمور و شيخان و مندلي و حتى البدرة وا لجصان يتميزون بانتماءهم و حبهم المفرط بمدنهم، و نشات هذه الاحاسيس جراء المآسي المتكررة عليهم منذ عقود، و هم يتصفون بالتعايش السلمي و يتميزون بحبهم و التزامهم الاخلاقي لهذه المدن نتيجة تكرار الويلات عليهم و يتميزون بوحدة الرؤى و الحس بالمغدورية و الغبن اكثر من غيرهم .
نسمع هذه الايام من يربط قضية كركوك بالوضع السياسي المتغير او بجهة معينة دون غيرها، و كانها هي من تهتم بكروك و قضيتها فقط، و لم يعودوا بذاكرتهم الى تاريخ هذه المدينة و مميزات شعبه واراءه.
طوال الغدر المتواصل، اصبحت كركوك قضية مصيرية تهم الحياة و الموت لكل فرد فيها، وبهذا لا يمكن ان نتعامل معها وفق المتغيرات السياسية و العسكرية، و انما حسب الاحقية في ادارتها و حرية سكانها لاختيار ما يريون ان ينضموا اليه او كيف يعيشون، و وفق كل التوقعات ان الاكثرية الساحقة تريد امن وسلام و راحة البال و العيش برفاه و السعادة التي انحرموا منها طوال عقود، علاوة على احقية اكثرية ابناءه و هم من الكورد وهم مرتبطون جغرافيا و تاريخ و روحا باقليم كوردستان فهم يريدون و يفضلون اقليم كوردستانفانهم من حقهم ان يختاروا الامان و العيش بسلام الموجود في اقليم كوردستان اكثر من بقية العراق باعتراف الجميع .
هنا يجب ان نبعد السياسة و متطلباتها عن ما يفيد الشعب في كركوك و المناطق الاخرى، كي نتمكن من ان نخطوا الى الامام، و الاولوية يجب ان تكون ضمان معيشة اهل المدينة و خدمتهم و توفير المستلزمات الخدمية لهم و التعايش بين كافة المكونات بعيدا عن التشنجات، فعندئذ لا يمكن لاحد ان يتجرا باقوال اخرى ما يخصها، لانها اصبحت اكثر من عقد و تعيش بقلق و عدم الطمانان و النفجارات، فلو وفرت ما يمنع السلبيات ستصبح المدينة كما السليمانية و اربيل ضمن الاقليم و يدافع عن بقاءها ضمن اقليم التركمان و العرب الاصلاء قبل الكورد . عليه يجب ان نبعد كركوك و المدن المستقطعة عن الصراعات الحزبية الضيقة، و ان نصر على تقديم ما يؤمن حياة ابنائها بجميع مكوناتهم قبل اي شيء اخر، فان المدينة عيٌشت العراق باكمله، فلندع على الاقل سنة تعيٌش نفسها و من ثم ان تكون ثرواتها للجميع . و الضمان الوحيد هو ترضية ابنا ئها عن احوالهم و احساسهم بالفروقات بين المرحلة و سابقتها، و عندئذ لا يمكن فصل المدينة عن الام و هي كوردستان، و الاهم ان لا نربط قضية كركوك باي حزب او جهة او شخصية، و ندع ابناءها يقررون و هم يقررون الاصح.[1]