دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - #21-06-2014# - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بعد مجيء داعش و انسحاب الجيش العراقي من المناطق المستقطعة و احلال البيشمركة مواقعهم ، الوضع الامني يسير الى الاحسن و لم تشهد المدينة اية انفجارات، كما تعودت عليها من قبل، فكانت لا يمر اسبوع و لم تشهد كركوك انفجارات دموية، لاسباب عدة منها وجود الجيش و الارهابيين و الثغرات التي كانت مفتوحة من ممرات الجيش و استغلوها لتنفيذ مخططاتهم، كل ما تشهده كركوك من التحسن الامني و السلم الاجتماعي الواضح على العلن خلال هذه المدة، كل ذلك بفضل سيطرة الاسابش و البيشمركة على الوضع، مما حدا بان يشهد ابناء المدينة راحة و قلق مشتركين من الوضع القائم الان، الراحة من الامان و القلق من عودة اي طرف سواء كان الجيش او الداعش او اي طرف ارهابي للتاثير على المدينة سلبيا .
بعد نداء مقتدى الصدر لاستعراض قواته من الموالين له، و نتيجة صراعه مع المالكي و تنافسه من الجانب السياسي و العسكري ، شهدت كركوك كمثيلاتها من المدن الاخرى العراقية استعراضا عضليا ولو بقوة قليلة جدا نسبة الى مدن اخرى . الا ان هذه الحركة غير الموفقة خاصة في كركوك، ستؤثر سلبا على الامان و السلم التي تشهده المدينة حاليا، و هذه الاستعراضات التي لا تسمن و لا تغني شيئا ستنعكس بالسلب على التعايش الاخوي بين مكونات المدينة و وحدتهم و مصيرهم و مواقفهم .
فعلى المحافظ المقتدر و القائد المحنك السيد نجم الدين كريم عدم فسح المجال لاية حركة اوفعل او موقف يؤدي الى انزلاق المدينة نحو الهاوية، كما هو حال المدن المتهيجة الاخرى، و من الواجب عليه الدقة في اتخاذ القرارات و التعامل مع اي مستجد، فكان عليه ان يقنع مؤيدي السيد الصدر الالتزام بما الميدنة فيه و تقدير ظروفها الخاصة و عدم فتح ثغرة او مبرر لاية جهة في التطاول عليها، نعم فسح الحرية السياسية و لكن الاستعراض تكون لها تداعيات مضرة .
اتمنى ان تمر هذه الحركة العسكرية السياسية بسلام، و لكن يجب الحذر اكثر و عدم فسح المجال لاي احد كان اللعب بمقدرات و مستقبل هذه المدينة المنكوبة في تاريخها.
و عليه، كان من الواجب الوطني و الديني على السيد المقتدى و مؤيديه ايضا، ان يقدروا وضع كركوك الخاص و ان يتخذوا الحيطة و الحذر بنفسهم و عدم الخوض في خطوات تنعكس عليهم قبل غيرهم . فما اقامته قوات الصدر من الاستعراض المدني العسكري لبيان امتلاك النفوذ و القوة في مناطق عديدة من العراق، كان من العقلانية ان لا يشمل المناطق المستقطعة الحساسة جدا .
و يجب ان نقول هنا، ان هذا خطا يجب ان يمر بسلام و لكن يحسب على المحافظ ايضا، و كان لابد عليه ان يتخذ موقفا حاسما و يمنع هذه الحركات و من باب القناعة و النقاش و ليس بالقوة، لضمان الحرية السياسية من جهة و تقدير المواقف و الوضع على الارض من جهة اخرى.[1]