هل يستفيد المالكي من تحركات الداعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4478 - #10-06-2014# - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بغض النظر عن القيل و القال و التصورات و الادعاءات حول منشا الداعش و من وراءه و ان كانت ايران كما يُقال كثيرا، نظرا لما تستفيد من تحركاته بشكل مباشر او غير مباشراستنادا على افعال هذا التنظيم، الا اننا هنا بصدد من يستفيد في هذا الوقت بالذات من فعالياته العسكرية الميدانية . لو تمعنا بدقة متناهية في مسار تحركات الداعش نتاكد بان الصراع و المنافسة الكبيرة بين المالكي و من يضعون الخط الاحمر لبقاءه و توليه المنصب للدورة الثالثة، و اكثرهم شدة هم من لهم النفوذ في مناطق تحرك الداعش، و اليوم افرغوا الساحة بعد تعامل الجيش مع الحدث بخجل و انسحابهم دون مقاومة و هذا ما ولد الشك و قرب المراقبون من اليقين حول الهدف و من له اليد، و هذا الهدف السياسي المخفي العلني ايضا دليل ماوراء التحركات، و الا هل من المعقول ان لا يتمكن داعش من السيطرة على المدن خلال السنين والاشهر و ينجح خلال ساعات في الزحف و الاحتلال لمدن كبيرة و يسيطر على الوضع و يزيح ما امامه بشكل كاسح . و من يتعمق في نتيجة و اسباب هذه العمليات فيتوضح لديه الاهم وهو سحق منافسي المالكي و هروبهم من المدن، و هذا ما يجعل نتصور الهدف الرئيسي و هو، اان يتشمت المالكي بهم و يقول انتم تخليتم عن مناطق نفوذكم و انا و بقوة الجيش الذي يعتبره ملكه اعدتكم اليها وكما حافظت على مواقع و مناطق نفوذكم لي الحق في المنصب و ليس امامكم الخيار غير القبول .
و الا غير ذلك فان السنة بكل قواها السياسية و التركيبات و الحركات و الاحزاب لن يستفيدوا من حركات الداعش في المدى القريب و البعيد بذرة، و المستفيد الوحيد هو المالكي فقط، و هذا ما يدع اي منا التيقن من ماوراء الداعش و تحركاته.
لكن هذا الامر خطير جدا و سلاح ذو حدين، لان المحور السني لا يمكن ان يسكت عما يجري و اللعبة التي يمكن ان يلعبوها مع المالكي خطرة، وما استهله المالكي من هذه التحركات و المغامرات من المحتمل ان يقع فيها هو ضحية لان المحور السني سيتدخل بكل قوة و الموصل يمكن ان تكون خط احمر له و ما نعرفه عنها من الترسبات التاريخية و طمع تركيا فيها .
و عليه انني اعتقد اننا في لعبة ليست لها نهاية مفرحة للشعب و دخلنا متاهات لا نهاية قريبة لها، و لا يمكن ان ينجح المالكي و لا غيره فيها بسهولة و لا يمكن ان نعتقد بان المحور السني قد يرضخ لنتائج هذه اللعبة في هذه المرحلة . و الخاسر الوحيد هو الشعب ضمن المخاض العسير المؤلم الذي يمر به العراقن و يتكرر هذه الحالة بعد كل انتخابات و لعى اشكال مختلفة .
ان ما يمكن ان يتصوره المتفائل في المتابعة لهذه الاحداث، انها يمكن ان نقترب من نهاية اللعبة السياسية العراقية و تتدخل القوى المؤثرة و تفض الى حال او شيء يمكن ان نبدا به من الصفر.[1]