نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4471 - #02-06-2014# - 12:29
المحور: القضية الكردية
من المعلوم ان النظام الديموقراطي الحقيقي الخالي من المعارضة سيصبح اعرجا بمعنى الكلمة في سير مهامه الرئيسية . لاحظنا التحسن الذي حصل في مسيرة الحكم في اقليم كوردستان بعد انبثاق حركة التغيير و تنسيقه مع الاحزاب الاخرى و الدور الفعال الذي ادته في المرحلة السابقة كونها معارضة فعالة و جريئة و وضعت مسار الحكم الديموقراطي المطلوب على سكته الصحيحة لحد مقبول، على اثره شاهدنا نقلة ملحوظة في كافة المجالات التي مر بها الاقليم .
ببروز المعارضة، تراجعت احزاب السلطة نفسها قليلا و اعادت النظر في العديد من افعالها، و السلطة التنفيذية حسبت حساباتها و اخذت دور المعارضة و مواقفها المؤثرة في الحسبان، و بدات الانتقادات البناءة العلنية تظهر للعيان و التي لم يتجرا احد قبل تلك المرحلة ان يتفوه بها و يكشف السلبيات على العلن، وقبلها شاهدنا كيف لعبت احزاب السلطة بحرية كاملة دون رقيب و تفشى الفساد و المحسوبية و المنسوبية بشكل خطير فيها دون ان تهتم هذه الاحزاب بما يهم عامة الشعب و مصالحها .
عند انبثاق المعارضة و بشكل فعال، وضعت حدا لكل السلبيات الى حدما رغم تحايل احزاب السلطة على المعارضة ومحاولتها عدم الاهتمام بها، و لكنها رضخت اخيرا لامر الواقع و راجعت اوراقها عندما حست بقوة المعارضة و التاييد الشعبي لها و جماهيرية المعارضة التي تفوقت عليها في الانتخابات السابقة .
اليوم، و بعد مشاركة المعارضة في السلطة في هذه المرحلة و تغيير مسارها، و كما نحس منذ الان انها دخلت مرحلة المساومات بعد التحالفات التي اجرتها،و لم تبق من المعارضة الحقيقية بشيء يمكن ان يوثق بها، اي افرغت الساحة السياسية الكوردستانية من المعارضة لان الجميع يشاركون في السلطة دون التداول الحقيقي للسلطة المطلوب في النظام الديموقراطي الذي كنا نتامله .
اليوم و رغم اننا نسمع الانتقادات الكثيرة من قبل المعارضة السابقة وحتى احزاب السلطة السابقة لما يجري و ما نمر به من الاحداث السياسية الداخلية و الخارجية، الا ان نيتهم و اعلانهم جميعا في المشاركة في السلطة بددت الثقة بهم جميعا ليكونوا طرفا معارضا حقيقيا لصالح الشعب، و ان الشعب يرى ان مواقفهم مبنية على كم من الامتيازات الحزبية التي يحصلون عليها، لكم افواههم .
السؤال الذي يشغل المراقبين و المتابعين و الشعب بشكل عام في هذه المرحلة، هل تنبثق معارضة جديدة في الاقليم ، و من سيتصدر في العمل على تاسيسها، و ما دور النخبة و المنظمات المدنية في الولوج فيها، و كيفية او طريقة وضع اللبنة الاولى لبناءها من جديد و بشكل راسخ ؟
الاطراف كثيرة منها سياسية او مدنية و هناك نخبة موثوقة و شخصيا بامكانها ان تقف في هذه المرحلة بالذات موقفا تسند ما تحتاجه الحال، اي النظام الديموقراطي الذي سرنا عليه نسبيا، و النظام القائم اليوم جرح احدى رجليه ليتعرج في سيره في المرحلة المقبلة .
الوضع معقد و الارضية الشعبية ملائمة الى حد كبير، و لكن هل من منظم قوي قادر على اعادة تنظيم القوى المشتتة لبناء معارضة قوية هدفها تغيير الوضع العام و تكون بديل السلطة الحقيقي وليس مشاركة لها في اية مرحلة من المراحل المقبلة، و هذا ما يثبت عملية تداول السلطة التي لا ديموقراطية من دونها .
اعتقد ما يتمخض عن الوضع المتاجج و ما ياتي من الايام و ما يتخللها من المواقف المفاجئة سوف يولد معارضة نظيفة على الساحة و لكن القوة التي يمكن ان تديرها و تقودها لم نلمسها لحد الان.[1]