صحيح ان ما نعاني منه في منطقتنا من عمل يد امريكا فقط ؟؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - #05-02-2014# - 13:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ارجوا ان لا يتهمني احد بالشيوعي او اليساري المتطرف قبل ان اوضح الامر من الجانب السياسي و ليس العقيدي الفكري او الايديولوجي كما هو حال كل المتكلمين . المعلوم ان المسند الوحيد فقط و بالنسبة المطلقة و دون غيره الذي تعمتد عليه امريكا و معها العديد من الاخرين هو مصالحها الذاتية فقط دون مراعاة لاي مبدا او فكر او عقيدة و على العكس على ما تعلنه، و الانسانية التي تدعيها ليست الا وسيلة لتنفيذ مرامها اينما كانت و البراجماتية التي تعتمدها لا تحتوي على اي بنود انسانية .
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و تجزءها الى بلدان، استغلت و استخدمت امريكا ابخس الطرق لتطبيق ما كانت تصارع الاتحاد السوفيتي و تعمل عليه و تصرف ما لديها من الامكانيات على ان تزيحه و تحكم العالم من بعده، ليس من اجل نشر السمات و الصفات الانسانية و انما كما نرى اليوم هو مصلحتها هي فقط دون حتى اقرب اصدقائها .
شاهدوا ما حل بالعالم جراء تلك السياسة الرعناء، لو دققنا العقد الذي صُفر فيه دور روسيا و ما حققته امريكا في هذه المنطقة بالذات و ما دار من الصراعات التي تعتبر من اكثر العقود دموية، لسنا بصدد شرح ما امرت به امريكا من المنظور الكره الذي يكنه العقيديون و الايديولوجيون اصحاب الافكار المعادية للراسمالية فقط و انما من الجانب الانساني ، نلاحظ ان المكرمة الوحيدة هي التي منحتها الى الشعب العراقي هي اسقاط النظام الدكتاتوري العراقي فقط، و هذا ليس لسواد عيون العراقيين ايضا كما نعلم و فعلت المصالح الذاتية الامريكية و استراتيجياتها دورا كبيرا فيه .
الان بعد ان انتعشت حال المريض روسيا بعد انحلال الاتحاد السوفيتي و بروز دورها و اعادة هيبتها، نرى ما يحل في الافق من الخطط التي تريد امريكا ان تنفذها دون رادع و لكن الى حدما روسيا اليوم اصبحت السد المنيع الوحيد لتلك المخططات، و ما اجبرت تلكؤ امريكا في عملها خوفا من ما يضر بها لو اصرت روسيا على مواقفها الحالية.
ان ما نلمسه ليس فقط من صنع امريكا قد يفكر احد انه حدث بشكل طاريء او مفاجيء كما يقول البعض نتيجة لتعاملها مع الواقع او الحادث و انماحثت كل ما جرى في هذه المنطقة بالذات بتخطيط مسبق و تنفيذ متقن مستغلة غياب الرادع و المانع لها و في الوقت المناسب .
لنعد الذاكرة و نحسب ما جرى من الحروب و التغييرات، من افغانستان و العراق و ربيع الشرق الاوسطي و ما تخللتها من المواقف و التدخلات غير البريئة، نرى ان لامريكا دور رئيسي مشين و من جانب مصلحتها مهما كان التغيير، لا بل شاهدنا من التناقضات الفضيحة في مواقفها و تدخلاتها تجاه كل قضية مما اكدت للجميع مدى تضليلها للعالم و ادعاءاتها للانسانية بشكل يمكن ان يصدقها غير الملمين من الناس بالسياسة او ذات الشان.
الم تشاهدوا نظرتها الى الانتفاضات و الثورات في الدول العربية من تونس و ليبيا و مصر الى سوريا و كيف كانت منحنى خط تدخلاتها و مواقفها المختلفة من بلد لاخر و ما وقعت فيه من الاحراج السياسي .
اننا عندما نقول بان امريكا راس البلاء ليس عداءا او استنادا على ايديولوجيا معينة بل من لمسنا لارض الواقع و تعمقنا فيما تفعله البلدان و من بينها امريكا في المنطقة فقط، و عليه يجب ان نعلم ان اي تجاوز او تحاشي لما تفكر به امريكا من قبل اي كان من البلدان و القوى سيكون بالنتيجة لصالحهم، و عليه يجب ان تفكر تلك القوى في الامر قبل الانخداع بقوة امريكا و ادعاءها في ما تنويه لاي عمل كما فعلت العديد من البلدان، و من ضمنهم الكورد في ثوراتهم و فشلوا لحد اليوم .
كل الامل معقود اليوم على استعادة دور روسيا بشكل مؤثر لتعيد الى المنطقة توازنها الصحيح بالشكل الذي يمكن ان يكون مفيدا لشعوبها وفق ما يريده العصر من المستلزمات الضرورية من كافة النواحي .
الصراع الايراني الامريكي معلوم المضمون و ما فيه من الشكوك المستندة على مجموعة من الاحتمالات، الصراع العربي الاسرائيل و ما وصلت اليه اسرائيل خلال هذه الفترة و دور امريكا في ما تدعيها من نشر السلام، الصراع الكوردي العربي و الكوردي الفارسي و الكوردي التركي و ما تتفاعل معه امريكا من زاوية مصالحها احيانا و تتركه في احيان اخرى، الصراع السني الشيعي في المنطقة و كيفية تاجيجه من قبل امريكا و ما تفكر بانه لصالحه، الصراع العربي الفارسي و العربي التركي و التركي الفارسي وفق كل المعايير التي تعتمدها امريكا تخفف ما تريد تخفيفه و دفنه و تبرز الاخرى ان كان الوقت و المكان لتلك الصراعات لصالحها و بعيدا عن الانسانية التي تدعيها و ان توصلت تلك الحوادث و الحالات الى الصراع الدموي الفضيح .
اذن، ان اية مشكلة صغيرة على الصعيد الدولي في منطقتنا ليست الا لها علاقة بممارسات و سياسات امريكا و مخططاتها في كل الاوقات و الساعات و هذا تاكيد لما قاله الجميع من قبل و تاكيد على تواصل امريكا على النهج ذاته .
اما ما نرجوه و نتمناه جميعا و من يحمل ذرة خير للانسانية هو بروز قوة مانعة كما تظهر اليوم و تتمثل بروسيا الوارثة لقوة الاتحاد السوفيتي و لكن بشكلها المعاصر الحامل للمميزات و الصفات التي بتطلبها العصر الحديث و ما تفرضه التغييرات التي حصلت في العالم و المنطقة بالذات في العقود الاخيرة .
و به، تاكدنا بان المثير للقلق دائما هو امريكا و دورها و نظرتها و مواقفها، و حتى في اية عملية تنتظر العالم موقف امريكا السري قبل المعلن، فاننا نحتاج لعصر تظهر فيه قوة نفكر بمعرفة موقفها و نقدره ان كانت تدع امريكا تفكر مليا في اتخاذ اي موقف، كما نعتقد ان روسيا هي من يمكن ان تفعل ذلك، و ليس من المعقول ان نفكر بان امريكا سوف تتغير و تغير من سياساتها و تعاملها مع العالم الا اذا كان هناك رادع لوقف سياساتها المبنية على المصالح الذاتية لها فقط . اليوم نحن في بداية عصر جديد و الكل عاقد العزم على رؤية من يلعب بشكل صحيح في اعادة الامور الى نصابها . و الانظار متجهة الى روسيا الجديدة و مواقفها و تعاملها مع الاحداث بعيدا عن الجشع و المصالح كما تفعل امريكا، و ان كانت السياسة مبنية على المصالح و لكن عدم الغاء مصالح الاخر و حياته و معيشته هي المطلوبة ايضا.[1]