هل المراة تظلم نفسها ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4385 - #06-03-2014# - 13:13
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
تابعت العديد ممن يتغنين عن حقوق المراة على كافة الاصعد و من الناشطات ايضا. تعجبت لامر الكثير منهن و ما يفعلن في العلن و يتجهرن بمطالبة حقوقهن و مع ما يطبقنه على ارض الواقع بما يخصهن هن بالذات و على حياتهن الشخصية. هل من المعقول ان تدعي احداهن المساواة مع الرجل و تغار عليه و تفعل ما تشاء من اجل ابعاد الصديقات عنها كي لا تصادقن شريكها و كانها بفعلتها تجعل شريكها ملكا لها، فان لم يدل هذا على الاحساس بالنقص و عدم معرفة كيفية التعامل مع الشريك و احترام الذات كي يبقى الشريك ملتزما و وفيا لها؟
هذا من باب الحياة الخاصة، اما بشكل عام فامر اخر . تناقشت مع مجموعة لا باس بها من الملمين بما يخص المراة و حياتها، فتجمعت لدي الاسباب العديدة و ما يؤثر على فكر و حياة المراة و نظرتها الى الحياة و العوامل المتداخلة في حياتها العامة و الخاصة.
ان للبيئة اثر كبير، هذا ما اجمع عليه الجميع. الثقافة الخاصة و العامة التي تربت عليها، من الاساسيات . التربية العائلية و المستوى الثقافي للعائلة، من الركائز الهامة لعقليتها. و العديد من الاسباب الخاصة بكل مراة و معيشتها، و لكن ما اختلط الامر علينا هو التناقضات التي تعيشها فيما يخص تفاعلها مع ما يؤثر على حياتها من المباديء العامة، استوضحت لدينا، ان النسبة الاكبر منهن يميلن الى الغيبيات و ماوراء الطبيعة و المثاليات، و هذا له الاسباب العديدة الذاتية و الموضوعية التاريخية و الثقافية و البقعة التي تعيش فيها، و هي ما تخلط عليهن الامر و يشاهدن كل موقف او موضوع بشكل ليس على حقيقته .
و لكن ما يستعجب منه المتابع و الباحث هو ظلم المراة لنفسها و هي في ظروف قادرة على ان تحرر ذاتها من الخوف و الظروف المسلطة عليها، اليس هناك من المباديء العامة الرئيسية التي تطمس المراة في وحل من الظلمات و هي تلتزم بها و بكل قناعة، و تخدع حتى نفسها لاسباب خرافية في نظر الجميع و حتى بذاتها.
انني تابعت احداهن و هي في مستوى لا باس بها من الحرية و الثقافة و العلم و المعرفة وهي نشطة مثابرة ذكية و لها باع طويل في اختصاصها و خبرتها اكثر من الذكور الذين يشاركونها الاختصاص ذاته، و لكني تعجبت لامرها و هي لا تؤدي الواجب الملقاة على عاتقها و هي من مسؤلياتها و الا تستشير الرجل الاقل خبرة و معرفة بما تمتلك،ليس من باب الديموقراطية و انما من الخوف الموجود في داخلها من ان عملها لابد ان يوقع عليه الرجل قبلها، و كانها نفسيا تربت على ان الرجل هو الصح، و كم مرة اخطات بسبب تلك الاستشارات لاخيها الرجل المتعالي .
قلت مع نفسي هل طبيعتها الحياتية البايولوجية تفرض عليها ما تعمل ام ان هناك من ترسبات التاريخ التي ضاعفت على مآسيها و هي لا تعتبر نفسها الصح امام الرجل مهما كانت خبرتها وثقافتها و المامها في ما تعمل.
و عليه تيقنت بانه كلما تعمقت في معرفة خصوصيات المراة اكتشفت ما ليس لدي خبرة بها مهما كان خبرتي، و تاكدت من انه، ان كان المجتمع و الرجل هو العامل الاكثر تاثيرا لما هي عليه المراة من الحال و خاصة في شرقنا الا ان المراة هي التي تتقبل ما ليس عليها ان تقبله برحابة الصدر و هي و ان لم تكن السبب احيانا في امور تظلمها الا انها المساعد لما تقع فيه من المطبات في حياتها .
لذا انني على الاعتقاد بان المراة بنفسها و ذاتها عليها ان تصلح امرها قبل ان تنتظر الرجل المناسب لتخليصها من عقدتها التي توارثتها من التاريخ و الجغرافيا و الثقافة المجتمعية و العقائد و المباديء التي تتمسك بها دون ان تعلم انها في مضرتها اكثر من منفعتها. و عليه، انني على اعتقاد كلي بان المراة هي التي تظلم نفسها قبل الرجل و الظروف، و هي تعاني مما تعمله يدها و افعالها مستندة على ما اثبته الرجلمن الامور الحياتية لصالحه طوال التاريخ و منذ ان استلم زمام امور السيطرة على الحياة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية في البيت و البلد.[1]