من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - #03-06-2014# - 15:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لا يمر يوم الا و نسمع عن قتل هنا و ذبح هناك، حرق هنا اعتداء و تعذيب متنوع هناك، الاسباب مختلفة و الحوادث متشابهة من حيث الكيفية والطريقة و حيثيات العملية، لان ورائها عقليات متشابهة و توجهات اجتماعية متماثلة نابعة من الواقع و الارضية الموجودة بما تتصف بها الى حد كبير .العادات و التقاليد و العلاقات الاجتماعية المعقدة و الكلتور المسيطر على المجتمع و جذوره و الترسبات التارخية المختلفة المتاصلة كانت ام الدخيلة الشاذة التي تسببت في تغيير وجهة المجتمع نحو الاسوأ، و المعتقدات الدينية و المذهبية الخاطئة التطبيق و القيود الكثيرة على سلوك و تصرفات و حريات الفرد و خاصة المراة، وضعت سلاسل واغلال على عقول الفرد قبل المجتمع بشكل عام، و حددت حتى من حرية الفرد التي لا تضر بالاخر منها ايضا .
و لكن السؤال هنا، القتل المتعمد و خاصة للنساء كثر في الاونة الاخيرة، و نسبته يختلف من منطقة لاخرى، لو اخذنا العراق بشكل عام نرى انها منتشرة في المناطق المتخلفة و العشائرية الملتزمة اكثر من غيرها، و اقليم كوردستان في قمته . لماذا لم نجد تحركا حاسما لحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي سيطرت خلال السنين السابقة و بشكل خطير في اقليم كوردستان رغم المستوى المعيشي الاحسن مقارنة مع باقي مناطق العراق المختلفة .
امتلاك وسائل الاتصال المختلفة الكثيرة لارتفاع مستوى المعيشي الملحوظ في كوردستان مع بقاء العقلية على ما كانت دون تغيير يُذكر، ارتفاع نسبة التوجهات الدينية المتطرفة مع تعقيد العلاقات الاجتماعية و الاختلاطات الكثيرة، عدم وجود الردع القانوني لدى السلطة و التساهل مع المجرمين بحجج غسل العار و غير ذلك، و هنا حتى يدخل الاعتبارات الحزبية العشائرية الشخصية في هذا المجال نتيجة المصالح المختلفة و حرص الاحزاب المتحفظة المحافظة على عدم فقدان الجماهيرية و حماية المنتمين بشكل و اخر، تفقكك العائلة من جانب العلاقات الحميمية المترابطة و تمسكها بالعادات و التقاليد، و الالتزام بالعقلية المتخلفة من حيث الامور الاجتماعية العامة ، عدم فعالية المنظات المدنية وبالاخص ما تهم المراة و وجودهم مظهريا و لمصالح خاصة مادية كانت و معنوية دون ملاحظة او لمس اي نتيجة ايجابية فيما تخص هذه الظاهرمن كافة النواحي، مع انعدام وسائل و طرق التثقيف بشكل فعال .
عدم البحث عن كيفية الحد من هذه الحوادث التي اصبحت ظاهرة مستمرة، هو صلب المشكلة و الاهمال و عدم الاهتمام الكافي للبحث عن الحلول الجذرية للحد منها هو محل التساؤل لدى الجميع، و الا لما تتكرر ان لم نبالغ يوميا فانها شهرية، هذا ان كانت علنية، و الحوادث السرية التي لم يُعلن عنها اكثر بكثير.
لو كانت السلطة في كوردستان حريصة على استئصال هذه الظاهرة التي تضر بها قبل غيرها في المحافل الدولية قبل الداخل لكانت اهتمت بها بشكل اكبر و بحثت عن مسبباتها و اصرت على الاقل على التقليل من نسبتها في المدى القصير و البعيد، بشتى الوسائل و الطرق.
ان اهتمت السلطة بهذه المسالة، لكانت هي من اعلنت و اعترفت بانها اصبحت ظاهرة خطيرة و اعترفت بفشلها في الحد منها و شكلت لجان علمية اجتماعية مؤثرة لهذه الظاهرة و انتجت بحوث و وضحت كيفية القضاء عليها بالوسائل الحاسمة من الناحية القانونية و الاجتماعية، و بطرق حازمة و باثقل الاحكام للمجرمين و ليس التباطؤ في اتخاذ حتى الاجراءات القانونية الاعتيادية بسبب المصلحة الحزبية، وكانت قد دعمت المنظمات المدنية الفعالة و ليس تابعة للاحزاب التي لم نجد لها اية ثمرة في مجال عملها و ليسوا سوى شركات لمجموعة معينة من الناس و كل ما نراه منهم هو التظاهر او الاعتصام بعدد قليل من المنتمين لهم دون ان تكون لهم الكلمة او جماهيرية مؤثرة على الراي العام، و دون ان يؤثروا على قرارات السلطة، بهذه المجموعة من المنظمات التي اشتهرت بانها منظمات المطاعم في اوقات التظاهرات و الاعتصامات التي يلومهم عليه الشعب لانهم لا يتحركون ساكنين الا اذا سمعوا علنيا بالحوادث دون ان يكون لهم اي دور تثقيفي تعليمي لتغيير ما هو عليه المجتمع و العائلة و الافراد من الالتزامات الاجتماعية من العادات و التقاليد و الاعراف الخاطئة التي ورثوها تاريخيا .
ان كانت السلطة حريصة على سمعتها قبل الشعب الكوردستاني لبحثت بجدية اسباب و عوامل تكرار هذه الحوادث و ما برزت منها من الاجرام بعيدا عن الاخلاق الانساني و توصلت الى الحلول الجذرية على المدى القريب، و الا ستكون هي موضع النقد الاكبر و الضحك لدى الاخرين.[1]