الارادة والاخلاص اساس تحقيق اي هدف مهما كان صعبا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4296 - #05-12-2013# - 13:28
المحور: المجتمع المدني
قال لي احدهم انني فاشل في كل شيء و حتى في حياتي التي مرت دون ان اتذكر ما يفرحني فيها، و قال الاخر انني اعيش وسطيا و متوسط الحال في كل شيء لهذا يقاسمني الفرح و الحزن في حياتي لحد اليومو انا مقتنع بما فيه، و قال الثالث انا محظوظ في كل شيء لم اشاهد ما عانى منه من اعرفهم و اتمنى ان تدوم حياتي هكذا ! و قالو لي ماذا عنك، قلت: انا محظوظ و تعيس و غالب و مغلوب و ناجح و فاشل وسعيد و حزين و فيٌ كل المتناقضات. تعجبوا لامري ولما اقول، و قالوا فسر ما تعني، قلت في اي عمل او هدف كنت مؤمنا به و لم اصرف جهدي فيه، لم احققه، بعيدا عن الحظ و الكسل و الملامة و العتب على الغير .و انا دائما اعلم بما انجح او بالعكس، لان التخطيط و التنظيم و الايمان بالموضوع و الحب للهدف و الحرص و الاصرار على النجاح و ازالة العوائق هو الوسيلة لما يريد اي منا الوصول اليه، لذا فمن الاعمال الذي كنت مجبرا على ادائه و اعلم انني لم احققه منذ البداية و لم اندب حظي و لم احققه، لان الحقيقة معلومة لدي و الاسباب مكشوفة لما العتب على الاخر. و من الاهداف حققتها و كان من اصعب الامور الذي دخلت في ثناياه و بدقة و حساسية و كان من الصعوبة بشكل، لم اعتقد انني لم اغلط فيه، و نجحت، و هناك اهداف اخرى رغم سهولتها و لاسباب ذاتية لم انجح فيه، لذا الهدف و الايمان به هو مصدر النجاح و عليه الصفات التي يمكن ان اقولها من صنع يدي ان كنت ناجحا او فاشلا او محظوظا او تعيسا .
نعم هناك مقومات و وسائل مادية و معنوية لابد من توفرها لتحقيق المبتغى، و لكن الدافع الذاتي و الارادة الصلبة و حب العمل لتحقيق الهدف المعتبر و السامي، ان كان خاصا او عاما لدى الفاعل، هو من يقرر النجاح او الفشل . ليس هناك احد لم يتمكن من الوصول الى ما يريده بشكل ما . فهناك اهداف استراتيجية تتطلب علم و حكمة و وسيلة واستراتيجية عمل خاصة بها و وقت و تنظيم و الحكمة و الحنكة، و لكن الاهم من كل ذلك هو الارادة و الاخلاص لما تهدفه و تكد من اجله، و هناك اهداف انية او قصيرة المدى و سهلة التحقيق لا تحتاج لاي جهد زائد، و ايضا يتوقف النجاح على مكنون الهدف و ليس حجمه من جهة اخرى .
لذا من الممكن ان يصف اي منا نفسه بما عمل و اعتقد من المنظور الذي عمل به و حقق ما يريد او لم يحقق نتيجة لخلل ما، و الا ليس فينا من له الحسنات فقط و يتصف بكل شي و غيره لم يمتلك ذلك منذ ولادته، و عليه انا اعتبر نفسي مليئا من المتناقضات ليس مثبتا على شخصيتي و في اخلاقي بل نتيجة مدى ايماني او اخلاصي و قوة ارادتي في تحقيق ما نويت تحقيقه من اي خطوة كنت سائرا فيها . و عليه لم اصل الى ما كنت لم اخلص له منذ البداية او كنت مجبرا عليه، و وصلت الى ما صرفت مابي من الارادة و الاخلاص من اجله رغم ضخامة الصعوبات و العراقيل امامي . و عليه اؤمن بان ذات الانسان و بما يملك هو السبب في اي نجاح او فشل في اي عمل. و لكن قليلا منهم يعترف بهذا و يذهب مسرعا الى ان يندب حظه بل يضع ما يفشل فيه على المفاهيم التي ابتدعها المجتمع و التاريخ المليء بالتوجهات الروحية . و اخيرا قلت لنفسي و لهم، نحن الثلاث لا نختلف عن البعض في كل المواصفات و الصفات و المميزات و الخصائص المصطنعة التي خلقناها نحن لانفسنا لنبرز الفروقات و الا اننا الانسان نقدر على اي شيء نؤمن به و لااراديا لا ننجح بشيء لم نؤمن به او لم نحبه او نخلص له و لكن فقط نتمنى تحقيقه، في اي اختصاص او موضوع او هدف مراد تحقيقه .
و عليه، كلما ازدادت الاختصاصات و توسعت العلوم و تضخمت الاهداف و كثرت الوسائل و ارتقت العقول و تغيرت الحياة، فان التفكير و العمل يحتاج لتغيير ملائم لما يتوافق مع المستجدات المتنوعة في كافة المجالات او الاهداف العديدة التي يعمل اي منا تحقيقه في حياته و يصف نفسه و حاله من جميع النواحي اعتمادا على ما يحققه من تلك الاهداف و التمنيات. لذا الارادة القوية و الاخلاص سببان هامان لسعادة الانسان و لنظرة الانسان الى نفسه قبل غيره و لتحقيق اي هدف في حياته.[1]