دور الاحزاب التابعة في كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - #25-07-2013# - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد احد يعترض على ان الحزبين الحاكمين في اقليم كوردستان يتبعان سياسات اسلافهما من الاحزاب الشمولية التي كانت مسيطرة على زمام الامور في كثير من دول المنطقة ابان الحرب الباردة و ما بعدها و لحد الامس القريب، و من تلك السياسات اتباع ما يمكن ان نسميه خدع الشعب و ضلاله في سيادة التعددية على حكم البلاد بتاسيسهم لاحزاب ما سميت بالكارتونية او السيطرة على الاحزاب بشراء ذمم قياداتهم و منها االاحزاب الاصيلة، بطرق شتى و منها سياسة التجويع و التكريم و المكافآة وكسب القياداة من اجل فرض سيادتهم عليها و بقاءهم تحت الطاعة بعيدين عن الاستقلالية في القرار و النظر الى القضايا و المواضيع الهامة التي تمر يوميا في بلدانهم و المنطقة بشكل عام .
اليوم في اقليم كوردستان، نرى هذه الظاهرة شائعة بشكل خطير، فان الحزبين المتنفذين المسيطرين على زمام الامور في السلطة يلعبان كما يشتهيان في الساحة و منها سيطرتهما على الاحزاب الاصيلة التي لها التاريخ و المحتوى والمكانة و الاسم واخرى ليس لها رصيد يذكر و منها من ولادة ايديهما من اجل السيطرة على الصراع و زيادة اصواتهما في الاجتماعات والمواقف و الدعم عند الحاجة، و منهم من انشق من احزابهم بايدي الحزبين، و ان كنا منصفين فان الحزب الديموقراطي الكوردستاني له حصة الاسد في مثل هذه الافعال في الاقليم و له الدور البارز في الانشقاقات في الاحزاب التي عارضتها في احد مواقفها.
الكلام هنا ليس على الحزبين المسيطرين و افعالهما و توجهاتهما و سياساتهما المتخلفة و هي معلومة لدى الجميع و انما على تلك الاحزاب التابعة التي اصبحت لقمة سائغة لهما و لا يبدر منهم موقف الا بعد الاستئذان من السلطان الكبيرلهم. و به نرى يوميا ان شعبية و جماهيرية هؤلاء في الانخفاض و وصلت الى ادنى مسوى لهم في تاريخهم بحيث لم يتمكنوا من الحصول على مقعد واحد في البرلمان الكوردستاني و حتى بتحالفهم جميعا. هذه هي الماسآة التي لا يمكن التغاضي عنها و عدم طلبلمعالجتها بكل الطرق خضوع لاوامر الحزبين المتنفذين .
ان الدور الذي تلعبه هذه الاحزاب اكثر خطورة من المؤآمرات و الخطط المحاكة من وراء الحدود ضد كفاح الشعب الكوردستاني و تضحياته، لانهم هم من يختمون على قرارات الصادرة من الغرف المظلمة للمكتبين السياسيين للحزبين او من الافراد المتنفذة المسيطرة على المكتبين مراعين مصالحهم الشخصية الحزبية الضيقة فقط بعيدا عن المصلحة العامة و ما يتمناه الشعب و ينظر الى الافق لحصوله .
و عليه، لو اعدنا النظر في القرارات الهامة المصيرية التي اتخذت من قبل الحزبين المتسلطين و بيننا موقف و دور هؤلاء الاحزاب التابعة، لتبينو استوضح لنا مدى خشوعهم و خنوعهم لاوامر اسيادهم من قيادة الحزبين، و هذا لم يبق شيئا لهذه الاحزاب كي يسموا و يعرٌغوا بالحزب المستقل، و الاخطر في ذلك ان للحزبين الدور الحاسم في تحديد القيادة و الرؤساء لتلك الاحزاب عند عقد المؤتمرات الكارتونية لهم من اجل ضمان تبعيتهم و عدم الخروج عن الطاعة و الموالاة . اليس من المعقول ان نسمع موقفا صريحا واضحا لقضية و قرار محل النقاش و الجدال للشعب و هؤلاء صم بكم لا يتحركون كان الاقليم لم يمر بامرما رغم خطورة المواقف التي يمر بها في اكثر الاحيان . و الا هل من المعقول ان لا نسمع رايا و موقفا صريحا واضحا من اعادة الدستور المخل بكل ما يتمتع به العصر من الديموقراطية و ما موجود فيه من ترسيخ و تجسيد بالعائلية و العشائرية و الانفراد في الحكم و لم ينبسوا هؤلاء ببنت شفة .
لذا ليس من الغريب ان نرى حركة جديدة تحصل على ربع مقاعد البرلمان و لم تحصل تلك الاحزاب المؤتلفة بجميعهم الى حد ما حتى على مقعد واحد، اليس من المنصف و المعقول لهم ان يحلوا انفسهم بدلا من ما يقتاتون به على حساب قوت الشعب و رغيفه الذي اصبح في حلق الحزبين المتنفذين و حكومتهما التابعة لهما ايضا .
ما اراه من خلال متابعتي و تقيمي للموقف، ان مستقبل هؤلاء الاحزاب ليس بما يمكن ان يستوي او يعود الى مساره المطلوب. لذا علي الكوادر الخيرة البعيدة عن ضمان المصالح الخاصة لهم الموجودة في هذه الاحزاب الان وهم في اسفل الحلقات حتما ان يتحركوا بكل ما لديهم من اجل مبادئهم و قيمهم الاخلاقية و الحزبية و تاريخهم، كي يعيدوا الهيبة الى من له التاريخ ويستعيدوا القوة القوة المنتظرة منهم بطرق شتى:
اما الضغط على قياداتهم من اجل التغيير الشامل الكامل و ابعاد المصلحيين و التابعين للحزبين المتنفذين و بناء حزبهم من جديد مبنيا على القيم و المباديء الطاهرة التي كان يحملها او اعلان الابتعاد عنهم كي يضعفوا هؤلاء الخاشعين اكثر و يذهبوا الى مزبلة التاريخ .
او يجب ان يتفق الكوادر الخيرة من تلك الاحزاب التابعة جميعا على ابداء راي موحد من اجل الاتحاد و التقارب على الاقل لبيان الموقف و الراي الصحيح من ما يمر به اقليم كوردستان من اجل الحفاظ على تاريخهم و مواقفهم المشرفة طوال تاريخ نضالهم السياسي و العسكري. و الا ان الشعب هو من يبقي اي حزب في هذا العصر و يذهب جهد هؤلاء الخيرين الموجودين لحد الان في تلك الاحزاب سدى و لا يرحمهم التاريخ و الضمير و الشعب ايضا .
و عليه، بعد ما اتضح خلال هذه الفترة الطويلة ان القياداة المسيطرة على هذه الاحزاب تابعة للحزبين المتنفذين المسيطرين على السلطة في اقليم كوردستان فان الحل ليس بسهل و انما ممكن، و بايدي الكوادر الخيرة و الشعب معا، الا ان حسم الموقف يتطلب جهدا بناءا من قبل الخيرين هؤلاء قبل صناديق الاقتراع .
السؤال الهام الذي يجب الاجابة عنه هو، كيف يمكن التخلص من هؤلاء القادة المصلحيين الذين عينوا من قبل الحزبين على راس احزابهم و ابتلت بهم الكوادر المناضلة الشريفة. هناك طرق شتى اما التوحد و الاتفاق بين تلك الكوادر في احزابهم و بيان المواقف بكل صراحة و قوة او ايجاد طريق سليم واضح للتعاون بين كوادر هذه الاحزاب المختلفة و لم شملهم من اجل تصحيح المسار. و هذا يحتاج لجهد و خطط لابد منها من اجل الافلات من قوة هؤلاء القادة التابعين و هم و مستمرين في مساعدة الحزبين المتنفذين في قراراتهم و افعالهم وجاه-ين من اجل ضمان بقائهم طالما هم على سدة الحكم.
الاعتماد على الاعلام الحر المستقل طريق واسع لبيان تلك المواقف و على هؤلاء الكوادر بيان ارائهم موحدين بشفافية و قوة اعلاميا. محاولة اللقاءات المستمرة من اجل التعاون و التوحد لبيان الاراء الصحيحة و الحاسمة في الوقت المناسب خير سبيل لبيان المواقف، و اعداد الخطط اللازمة لتلك المواقف يحتاج لدقة متناهية .
لذا، لم يبق امام الخيرين من تلك الاحزاب التابعة التي افسدته اموال السلطة المتنفذة و الجاه و المناصب الا التعاون و التحرك السريع الدقيق من اجل الاطاحة بتلك القيادات الفاسدة داخليا او بالانشقاقات الكبيرة و فضح من له اليد في تلك الحالات. و الوقت قليل امامهم و الا مصيرهم سيكون مع قياداتهم عند حكم الشعب و مزبلة التاريخ لا ترحم من لم يبدي المواقف الصحيحة رغم نيتهم الجميلة و المخلصة.[1]