ابداع بيان ماني بين النحت و البساطة في الحياة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4083 - #05-05-2013# - 21:58
المحور: الادب والفن
لو تعارف اي منا لاول مرة بالدكتور بيان ماني النحات، و تمعن في سلوكه و تعامله مع الحياة العامة و الخاصة، و دقق في كيفية عمله و جهده و مزجه العفوي بين النحت و المزح و بساطته المعهودة، يتاكد جيدا مدى جمالية الحياة ان اختلط الفن الحقيقي النابع من الايمان بخدمة الانسانية و تطور المجتمع، بعيدا عن تعقيدات الحياة في مجتمعنا المشوه في هذا العصر. و لابد القول من ان اي كان الفرد، لو سار على هذا النهج التفاؤلي في ازاحة الهموم اليومية حتى في اصعب اللحظات التي يمر به فهو يبدع في تخصصه و تفكيره حتما، وانه بلا شك سوف يضيف الى حياة الناس اكثر مساحة سعة من جمالية الحياة التي لم تراها الاكثرية منا، وهو يلونها بالفرح و السعادة و حب الذات و الاخر معا، فهو يبسط من الامور التي تعيق الراحة النفسية للقريبين و البعيدين منه، و يدل الاخرين على ممارسة الهواية (اية هواية كانت ) و الاكثار في النشاطات مستندين على الامل و الحب و العمل على نشر الخير دائما .
من المعلوم يتم الابداع عن طريق ابتكار نتاج جديد او عملية جديدة غير مسبوقة لحانب ما او اضافة جزء لعملية ما حدث من قبل او تحديث لها. فمن جانبه اشترك ماني في الجوانب الثلاث لعملية الابداع، عند ملاحظة عمله في اختصاص النحت و خاصة بالبرونز فهو الوحيد في داخل كوردستان ملم به و دون غيره بشكل كامل .
لو القينا نظرة على نتاجاته اننا نجد له من التماثيل العديدة التي ليست باقل جودة مما في دول العالم الاخرى من كافة الجوانب. فهو له مشغله الخاص و ما يسعد النفس بانه يعمل فيه كعامل طوال يومه .
اما من ناحية حياته الخاصة و صفاته و طبيعته و اخلاقه المميز فحدث و لا حرج، فانه شهم بمعنى الكلمة و بسيط للغاية و لطيف في مزحاته المتكررة و ان كان غارقا في اعقد مشاكل عمله في لحظته، و اصدقاءه خير من يشهدون له في هذا الجانب .
اما مراحل حياته العملية الابداعية تبدا منذ نعومة اظافره و تنقله بين المدن العديدة بعد ترحيل اهله من محل ولادته ، و ليس هناك من احد ينكر بانه كان مميزا بين اقرانه في مرحلة الطفولة و المراهقة و لحد اليوم ، فله مواقفه السياسية الاجتماعية الثقافية الجميلة و مكان فخر الجميع .
ما يهم هو موقفه و قدرته و نظرته الثقافية الى الحياة و ما فيها و ما يهم الجميع كاهم جانب في حياته، فهو مسهل الامور كي يتلائم مع الواقع و صعب المران عندما تصل الحال لما يهم المجتمع من المواضيع العامة . انه اكاديمي فنان ثوري كوميدي له العديد من المزايا التي يمكن ان تحسب له .
الثقافة العامة لاي مجتمع يمكن ان تتكون من مجموع الثقافات المختلفة فيه مع الابداعات الجمعية و الفردية التي يمكن ان تؤثر على مسير المجتمع، و هنا يمكن ان نعتبر نتاجات النحات ماني احدى تلك الابداعات التي يمكن ان يكون لها الدور الفعال على ثقافة المجتمع مع سلوك المبدع ذاته. انه مشارك نشط في جميع فروع الفن بقدر ما يسمح له وقته و امكانياته و له دور بارز في تشجيع الملمين بالفروع الثقافية و الفنية الاخرى. الكتابة بجميع انواعها من صلب اهتماماته و ان كان مقلا فيها الا انه يصادق الكتاب و جلهم من الكتاب و الفنانين، و يناقش و يدخل في معمعة ما يحتوي هذا العالم من الغموض. احدى اهم الصفات الثقافية الموجودة في هذا الفنان النحات المبدع من الجانب الثقافي،وكما معروف هو تحقيق اهداف الثقافة حسب الامكان و هو يكمن في رفع مستوى العام لحياة الانسان و الحرية و التقدم و خدمة الانسان و الاجتهاد يكل طريقة في سبيل ضمان سعادة الانسان و تحقيق امنياته . اذن ترسيخ الفن و النحت بالذات لخدمة الانسان هو الهدف النبيل و هذا من خصائص الفن الهادف و الفنان المبدع . و لهذا فان النحات بيان ماني هو خليط من البساطة المبدعة التي ستبقى نتاجاته محفزة للفكر و العقلية الانسانية الراقية المتطورة . و اخيرا لابد ان اعترف بانني منذ معرفتنا للامور الثقافية و للبعض كان لنا التاثير المتبادل على البعض و تكاملنا البعض في اكثر من جانب.[1]