ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - #10-01-2013# - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ها قد بان على الارض ما كنا نتكلم عنه من قبل من وصول ما كان يُطبخ و كان العمل جاريا لتنفيذه على قدم و ساق من اجل توريط العراق في الاستقطاب الاقليمي المسيطر على المنطقة بشكل مباشر، بعدما اُتهم من قبل انه مع احد القطبين فعليا و سريا او بشكل غير مباشر . المنطقة منذ اندلاع ثورات العصر في الشرق الاوسط و مهما كان جوهرها فانها وصلت الى الجوار العراقي، و ما افرزت منها غير قليل، دخلت الساحة العراقية رائحتها و انها ربما تكون مضرة للنفس العراقي الجديد بعد سقوط الدكتاتورية . بعدما سيطر على الثورات التوجهات المذهبية القحة وفق مصالح الاسلام السياسي، فالصراع اصبح بينه و بين الاخر المشابه من حيث الاهداف و المختلف من حيث المذهب . و كل منهما في تماس و احتكاك مباشر و غير مباشر من اجل وقف تنمية البعض و عدم تمديد نفوذ احدهما و محاولة سيطرتهعلى حساب الاخر. و على الرغم من اعتمادهم على الانظمة المختلفة الاخرى لتحقيق اهدافهم مهما كانت عقائدهم او جوهر تفكيرهم و نياتهم و ان كانوا من المحسوبين على العلمانية حسب التصنيف القديم للمفهوم .
اما من حيث المعادلات السياسية و ما يسير عليه اقليم كوردستان و موقع و توجه و ثقل الاطراف الكوردية المؤثرة على الساحة السياسية و المتغيرات فيما بعد الاحداث في الداخل و ما يمسه من التغييرات الجارية في خارج الاقليم و منها المركز العراقي . فالمصلحة و السياسة العقلانية تتطلب حنكة الجهات و تعمق القادة و تمعن او تركيز الاحزاب على الاصح من القرارات المصيرية المستندة على كيفية ضمان مستقبل الاجيال و الوصول الى الاهداف المنشودة بسلام و بدو اي ضرر للاخر . اي الدخول في اية عملية اومشاركة في خطط ما محاكة من قبل القوى الاقليمية دون اي حساب و من خلال ضمان المصالح الحزبية و الاخلال للمسار المطلوب للمحافظة على توازنه استقامته .
اليوم المصالح الكبرى اجمعت مجموعة من الدول و القوى في المنطقة من تركيا الى السعودية و تركيا و ما ورائهم من القوىالكبرى و اخرين من التيارات الصغيرة و القليلة التاثير و التي يمكنهم وصفهم بالمهبي المقيت ، و هم يتعاونون مع الشيطان من اجل ان يضعوا زمام امور المنطقة تحت رحمتهم و يضيقوا على الطرف الاخر من اجل اخناقه و قطع نفسه من اجل ارغامه للانعكاف او الانطواء و العزلة و الانشغال بالذات، سواء كان التحدي بطرق مشروعة او غير مشروعة . و هذا ليس فقط تعدي على حرية الخر و انما قطع دابر التعددية في المنطقة و فرض الشكل و التوجه و العقلية و اللون الواحد على هذه المنطقة بشكل منقطع النظير و غير مسبوق في تاريخها .
لا يمكن ان نضمن نحن ما يفيدنا في هذه التحركات الكبيرة و لسنا بثقل الدول كي تكون لنا كلمة في نهاية الامر مما ادعى البعض باننا اصبحنا رقما و لا يمكن تلافينا . اننا لو وجدنا انفسنا في ظرف وقوة و توجه جبهة احادية المسار امامنا اننا لا يمكننا الا انخضع لما يُفرض علينا . لنا ظروفنا و خصائصنا و تاريخنا الخاص، شعب مقسم على نفسه و لم يجد من يسانده مخلصا له بعيدا عن مصالحه الخاصة، و ليس لنا اي كيان رسمي عالمي معترف به لحد الان، و هذا ما يصعٌب الامور اكثر علينا و يفرض ان نحسب بدقة لكل لحظة تمر بنا كي نتمكن من الوصول الى ما نهدف بعد ما تضع نار هذه الثورات اوارها .
انني و حسب ما اتابعه باستمرار ان سياسة من يدير اقليم كوردستان و الخطوات و البرامج و الفعال الظاهرية و ما تتسرب من الاتفاقيات السرية تدلنا على عدم الدقة في القرارات و التعاملات مع الموجود و المتغير بحيث تسيطر العاطفة و المصالح الضيقة على اتخاذ المواقف حول الامور المصيرية، و به يمكن ان ننزلق في قطب كا تدلنا ملمحه اليوم ليس لنا في نقة و لا جمل .
و عليه يجب ان نصرخ باعلى صوت يا ساسة الكورد احذروا في هذه المرحلة الحساسة، و اعلموا بان هذه المنطقة لا يمكن ان تدار بما هو الموجود الان من التوجهات و منها الخبيثة النابعة من الافكار الضيقة الافق، و عليكم ان لا تدخلوا في معادلة ليس امامكم فيها الا ان تكونوا ملقطا بيد مجموعة من الجهات المتحالفة في جبهة واحدة و هم في حال يمكن ان يسيطروا عليكم من اجل تنفيذ المراد لتحقيق اهداف كبيرة عليكم و مضرة لكم و لمستقبلكم.[1]