احذروا من التلاعب في كوردستان الغربية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3796 - #22-07-2012# - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
قفزت الثورة السورية في مسارها قفزة كبيرة بشكل مفاجيء بعد التطورات الملحوظة التي حدثت جراء الانفجار المدوي المؤثر في دمشق ، و اصبحت الثورة من بعد الحدث في مرحلة مغايرة تماما و التي لا يمكن الرجوع عنها بعدما خرجت من المراوحة التي فُرضت عليها بفعل العوامل العديدة، و كانت بعض منها من متطلبات الصراعات الخارجية و الداخلية على حد سواء، و هذه التطورات هي التي دفعت بالشعب الكوردي في كوردستان الغربية الى التقدم التلقائي و فعل ما كان منتظرا منه من اجل تحقيق احلامه و خطى خطوات باهرة من الانتفاضة العارمة في هذه الفرصة الذهبية السانحة بشكل عفوي .
الكلام كثير جدا حول ما يجري و النقاشان طويلة و خير الكلام ما قل و دل و هو ما ينبع من الدلائل الموجودة عندنا، و يمكننا الحصول عليها ايضا من قراءة الاستنتاجات و الاحتمالات و التوقعات العديدة بشكل دقيق، فان النتائج حول مصير ما يدور في كوردستان الغربية تكون مختلفة لحد التناقض، و الذي يجب ان يسمى ما يحصل بالانتفاضة العارمة من خلال الثورة و ثنايا التطورات على الساحة الكوردية بفعل التاثيرات السورية من خلال استطالة ثورتها المشتعلة اوارها منذ سنة و نيف بشكل عام . ما يحصل في هذا التوقيت الحساس و الملائم شيئا ما لم ينتظره الكورد في هذه اللحظات و انما جاء جراء تاثيرات ابعاد الثورة و ما فرض نفسه من التحركات المطلوبة لتحقيق اهداف الشعب الكوردي في خضم مجريات الثورة الدائرة و ما يحدث جراء التدخلات الخارجية من الافرازات و ما يشغل الملمين بالقضية الكوردية من قراءات للمصالح المتعددة الممانعة و المدافعة من خلال تطبيق توجهات الاطراف الرئيسية و ما ينوون من التعامل مع المستجدات من منطلق مصالحهم الاقليمية و العالمية و ما يفعلون من شتى الاتجاهات للخروج بنتيجة ملائمة و ثمار خاصة لهم في نهاية تفاعل المعادلات، و هذا بالنسبة لما يهم الكورد ليس بالمستوى المطلوب من الدقة .
ما حدثت في كوردستان سوريا يدل على قوة الشعب و الذي فعل ما عليه امام تعنت السلطة و قمعها، و انتصرفي اللحظة المناسبة، و بعد استخدام السبل شتى في هذا الشان من قبل الاطراف المهتمة فان الانتفاضة العارمة هي التي دفعت ما يجري بعد كل تللك الخطط و البرامج العلنية و السرية التي نفذت، و كبت القمع و اقلع مصادره و نجح في الوصول الى الهدف المرحلي كخطوة اولى لتحقيق الاهداف الاسمى، و الانتفاضة بعد مراحل الثورة التي استمدت قوتها من الشعب تمكنت من ابراز القيادات الميدانية الشابة التي يمكن ان تمنع الانشقاقات و الخلافات المحتملة جراء ما تفرضه المصالح الحزبية الضيقة التي منعت التوحيد و التنسيق لحد اليوم، و ما يفرضه الشعب يمكن ان يكون الملائم الوحيد القادر على فرض الوحدة المطلوبة لضمان المصالح العليا للشعب الكوردي . ان الجماهير هي التي لها القدرة الكافية على تصحيح المسارت و الانعطافات المفاجئة التي يمكن ان تحدث نتيجة الاستناد على المصالح و التوجهات السياسية المختلفة والتي يمكن ان تقدم عليها الجهات السياسية عند مسيرة الثورة، و عندما تفرض القوى العالمية و الاقليمية ما لصالحها في المرحلة التي تسير فيها مجريات الانتفاضة و ما تؤثر عليها وما تفرز من الثورة السورية بشكل اعم، فان الامر الواقع على الارض و ما تستقر عليه كوردستان الغربية هو المفصل الهام و السحة الواسعة لجميع التوجهات و النيات و لتحقيق الاهداف من قبل الاطراف المهتمة .
المعادلات الواجب تفكيكها و قراءة ما يفرزمنها و النتائج النهائية التي يمكن ان تنتهي بها و العوامل المساعدة لنجاح تفاعلاتها و لسيرها الطبيعي بشكل مباشر كان ام غير مباشر، و الموانع التي يمكن ان تعيق مسيرتها، كثيرة و متعددة الفروع و مختلفة الاشكال و التركيب . لو نوضح بشكل مباشر و ادق و صريح، فان التوجهين الرئيسيين في التعامل مع مسار الثورة السورية، كلاهما يحمل اجندات متناقضة للتعامل مع ما يجري، و لا تقع اكثريتها نسبيا في صالح الكورد، و من منظور المصالح الخاصة باطرافهما العديدة عالميا و اقليميا و داخليا، فليس للكورد من ما عندهم من الاهداف ما يضيف لنجاح قضيته و الوصول الى المبتغى من شيء . و عليه يجب ان يكون التنسيق و الوحدة الداخلية و التعاون و العمل المشترك هو العامل الحاسم لرجوع الاطراف اليه في هذه اللحظة و كل المراحل التالية لمجريات الانتفاضة الكوردية و الثورة السورية مهما كانت النتائج، لانه لصالح العام . يجب عدم الخلط بين الصراعات الاقليمية التي تمس الكورد بالذات بقضية الكورد الحقيقية الكبرى اوفي هذا الجزء المهم من كوردستان بشكل خاص . اي تلاعب بما يجري من زاوية المصالح الضيقة و من منطلق التحزب و التعصب المتعدد الاشكال من اي كان، له عواقبه الخطيرة على الشعب الكوردي جميعا، كما يجب عدم السماح للاطراف الخارجية غير الكوردية التلاعب بالاوراق التي تتوفر على الساحة الكوردستانية و ما يحصل كامر واقع نتيجة تحرير الشامل و كتحصيل حاصل للانتفاضة التي تجرف القوى المستبدة . الدقة و الحذر من اية خطوة غير صحيحة كمايجب الاعتماد على الدراسة و القراءات و التعامل العصري السليم مع الاحداث هو المطلوب ايضا. فلا يغفر التاريخ لمن لم يعتبر منه ابدا، و من يدفع ضريبة الخطا مهما كان حجمه هو الشعب المضحي اولا و اخيرا، لذلك يجب ان يكون مصلحة الشعب فوق الكل . اي العمل على المتطلبات المرحلية و التنسيق بين كافة القوى لما يخدم الشعب في هذا الجزء افضل بكثير من اتخاذ الاجندات او الاستراتيجيات بعيدة المدى كمسند او طريق لتنفيذ التوجهات على ارض الواقع، و حتى و ان كانت الاستراتيجيات اهم بكثير . فالتكتيك السليم بعد تعاون الجميع لتثبيت الذات و هو الخير و الاحسن من الف استراتيجية مضرة للمرحلة لما موجود و يفرض التعامل معه على ارض الواقع، و اهل كوردستان جميعا ادرى بشعابها، لما يحتاجون اليوم قبل الغد.[1]