تبين ان من يدعم الاسد هو المالكي و ليس الطالباني
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3466 - #24-08-2011# - 16:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ذكرت صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري في خبر لها، ان الرسالة التي اوصلها احد قيادات المعلوم انتمائه للحزب الدعوة، هي من رئيس الوزراء العراقي المالكي و ليس من قبل الرئيس الجمهورية جلال الطالباني كما ورد من قبل خطأ حسب ادعاءات يكون الصحيفة، و ان كان في نشرها بهذا الشكل غرض في نفس يعقوب كما هو حال الاعلام الحزبي . و عندما تاكدنا من المصدر، يمكن ان نعتبر الخبر و ما يتحويه طبيعيا لما نعلمه من المواقف التي بدرت من المالكي في هذه الايام ، و التي يعتمد فيها على ما يؤمن شخصيا و حزبيا و ليس كرئيس لوزراء دولة صاحب دستور و سيادة، والتي يجب ان تكون كل المواقف و التوجهات، و بالاخص ما تمس القيم و المباديء والاعتبارات والابعاد الوطنية نابعة من ما يؤمن به الشعب العراقي باجمعه و ما يفرضه نظامه و دستوره في المرحلة الجديدة و ليس المزاجات الشخصية. و ما تتبعناه من قبل، ان السيد المالكي له من هذه المواقف المتناقضة احيانا حتى مع مسيرته الذاتية، و اليوم يستند فيها على الصراعات الداخلية و تداعياتها و الاعتقادات الضيقة و افرازاتها، و كما يعتقد الجميع انها نابعة من ضغوطات المعادلات السياسية الاقليمية، و هو يعلنه بشكل غير مباشر في مناسبات عدة في الاونة الاخيرة، و هذا ليس بغريب، انه لا يخفي ما يعمل عليه في السر و العلن لانه اعتمد في حياته السياسية على ما يدعمه و يقدمه خطوات كبيرة و يقفز به على الاخرين ، و الاهم ان يكون في المقدمة ان كان في السلطة و ما تخص الدولة او الحزب الذي ينتمي و كيفية استلامه لزمام الامور يوضح لنا و يثبت ما نقول، هذا من الجانب السياسي ، اما من الجانب الفكري العقيدي ، معلوم الانتماء و هو يؤمن بمحور و قاعدة لا يلام على ما يعمل حقا، و يمكن ان يسير على السكة الصحيحة له و هو المتبع له منذ نعومة اظافره و يدعيه علنا و غامر من اجله مرار و تكرارا، وهو الفكر الديني المذهبي ، و طبيعي ان يضحي لما يؤمن به و ينحاز اليه كثيرا، لا بل يمكنه من خلال تلك العقيدة ان يرد الفضل الذي يحس انه اثقل عاتقه بما هو الاحسن منه لصاحبه. و لكن ما يجب ان يعلمه السيد المالكي هو ان الموقف السياسي الصحيح المبني على القاعدة العلمية بما يهم مثل هذه المناصب لا يمكن ان يكون ملكا لشخصهو عقليته و تفكيره و عقيدته، و يجب ان يسلك الطريق و يبدي موقفا نابعا من ما يفرضه عليه العراق الجديد و المرحلة و المستجدات و المفاهيم و المباديء الحديثة لما بعد التحرير من ربق الدكتاتورية ، و في مقدمتها حرية و ديموقراطية العراق و الشعوب كافة، كما اعلن مرارا انه ناضل من اجلها لسنوات، و كما ضحى الشعب بكل ما يملك في هذه الطريق ايضا.
اذا اعتبر المالكي ان ما يجري في سوريا من الانتفاضة الثورية او الثورة بجوهرها من مخططات الاخرين و تستهدف الامن و الاستقرار من اجل مصالح دول اخرى و منها اسرائل، فانه يتصرف بمنصبه وفق معتقداته و توجهاته الشخصية و التزاماته الحزبية و ما تفرضه عليه الصراعات المتعددة التي هو فيها، وليس وفق المسؤولية الادارية و ما تفرضه مثل هذه المناصب الحساسة على التعامل مع القضايا العالمية، و عليه ان يتحرك ازاء ما يجري في المنطقة و العالم وفق افكار منبثقة من ايمان العراقيين بالمباديء العامة من الحرية و اسناد الشعوب للخلاص من القهر و الاستبداد .
لقد تاكد الجميع بان هذه المواقف المزاجية الشخصية الحزبية باسم منصب حكومي و النابعة من الاجتهادات و الاعتقادات الفكرية العقيدية الضيقة ، تدفع بالعراق الجديد نحو الانزلاقات الخطيرة و منها الالتزام بما يفرضه محور معين و به يتضرر الشعب و يعتم مستقبله و تنغلق امامه ابواب عدة ليس لنا ان نهملها في هذا الوقت، و الظروف الاجتماعية الاقتصادية السياسية الثقافية التي يتسم بها الشعب العراقي تدفعنا الى الايمان القوي باننا نحتاج لكل الجهات و الطرق و المحاور و ليس الالتزام بثكنة و محور واحد ضيق غير معلوم المستقبل، الدقة و الحذرمن اجل الاستنهاض بواقع شعبنا المعيشيو ضمان مستقبله.
لقد عانى الشعب العراقي من افرازات الايديولوجيات المتبعة و سلبياتها مهما كانت جواهرها و انواعها، و التي ارتكزت عليها السلطات السابقة و جلبت لهذا الشعب المقموع المآسي و الويلات و الحروب المدمرة، و اليوم ، من الواجب علينا ان نعتبر لماضينا ، فلا يعقل ان نعيد ما فعلناه سابقا بلون و شكل مغاير و لم يفدنا بشيء ، و لم نلق منها الا المصائب و يؤخرنا عن تحقيق الاهداف الانسانية التي ننشدها و كما يرنوا الشعب اليه من توفير ما يدفعه الى الرفاه و السعادة المنتظرة.[1]