الحفاظ على استقلالية التظاهرات على عاتق المثقفين
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3303 - #12-03-2011# - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا ينكر احد دور المثقف الحاسم و المؤثر على جميع مفاصل الحياة العامة للمجتمع و ان تاخر في الامر عند الحوادث و التفاعلات مع مجريات الامور والحياة السياسية على الساحات المختلفة في اكثر الاحيان، لذا يمكننا القول بان ما يجري اليوم في المنطقة بشكل كامل من الموجة العارمة تبشر بمرحلة جديدة و بداية صحوة في الشرق الاوسط ، و ما جرى عبر التاريخ كان جميعا من اجل التغيير و الديموقراطية و الحرية و الخلاص من بؤس الحكام المتجبرين و تصحيح المسار عند الانحراف، و هذاالذي نراه اليوم يحتاج لفعل و فكر و همة و مشاركة الجميع و في مقدمتهم المثقفين في اداء واجبهم الوطني المشرف و دورهم البارز في التوجيهات، و تحديدا في الحفاظ على استقلالية التظاهرات و منع تحقيق مرام البعض من اجل اهداف ليست لها صلة بحياة المجتمع، ويحاول بكل ثقله من اجل اجندات للتاثير على ما يحصل و الصعود على امواجه و اسراجه لاغراض و نوايا في غير محلها مستغلة حاجات و متطلبات الناس لتحقيق ما ينتظره منذ مدة طويلة .
رغم مشاغل الحياة و صعوباتها و تدخل المصالح الخاصة في تحديد مسار معيشة المثقف و عمله و التقسيمات الجبرية و ما تفرضه صعوبات الحياة الجمة و فرضياتها التي تجبره على الانتماءات و المشاركة في التقسيمات الجبرية و التوزيعات على المشارب السياسية المختلفة سوى كان ايمانا و التزاما بافكارهم و عقائدهم او راضخين لما تفرضه تعقيدات الامور في العراق بالاخص على مسيرة الانسان بشكل عام و المثقفين بشكل خاص، الا انهم بنفسهم قادرون على اداء الواجبات و ما يقع على عاتقهم باساليب و طرق مختلفة لتصبح النتائج للصالح العام .
ما نلمسه من مشاهداتنا لارض الواقع و ما يجري فيه لو دققنا قليلا، ان التظاهرات المختلفة الانواع و الجواهر و الاهداف والتي تجري لاسباب مختلفة الا انها لها نقاط مشتركة و هي ما تمس المواطن العادي في صلب معيشته قبل اي شيء اخر، و الاكثرية منهامن اجل تحسين وضعه و تغيير اداء السلطات، و من اجل الاصلاحات و محاربة الفساد كاهداف عامة و من اجل توفير الخدمات العامة و التغيير في ممارسة عمل و طريقة القادة و النظام لتكون مصالح الفرد و ضروراته من اولى الاولويات فيما يشغل السلطة في تسيير الحكم.
ما يشوش الامر على الجميع في العراق بالاخص، هو التدخلات المختلفة العديدة و من اطراف عدة واضحة للعيان ، و ما يطبخ وراء الستار من اجل استغلال هذا الحق الممارس المكفول للمواطن يراد به التوجه نحو اهداف و اغراض بعيدة عما يهم المواطن المغلوب على امره في هذه المرحلة و ما يمس معيشته، لذا العمل الوطني الهام و الدقيق في فصل الامور يكون من شان المثقف المحلل و المراقب من اجل تحقيق اهداف التظاهرات الخاصة بالمواطن فقط و حياته. و على السلطة ان لا تحرق الاخضر باليابس، و من مسؤوليتها الفصل بين الالوان من اجل عدم استغلال ما يجري و منع ابراز النقاط السلبية، و مهمتها التمييز لعدم تعامل الجميع على انهم يحققون اهداف المغرضين، بل عليها ان تعلم ان الابتعاد عن الممارسات البعيدة عن المباديء الاساسية للديموقراطية مسؤولية و واجب عليها الالتزام بها و عليها ان تحسٌن من تعاملها، لان كلمة الشعب و التظاهرات هي العمل التطبيقي لتقييم الحال و تقويمها ايضا، و الشعب هو المراقب و المقيٌم الواعي الحقيقي الاصح و ليس المصلحيين و المتزلفين و ما لف لفهم من المقربين من مراكز القوى. فالممارسات الحضارية المدنية و الحفاظ على نظافتها من شان المثقف المشارك الفعال من جهة و من تعاملات السلطة و قرائتها للواقع و ما يجري بشكل دقيق لتحديد ما هو الصح من جهة اخرى.
الواقع السياسي الحالي يحتاج لتصحيح المسار واصلاحات شتى يعترف به الجميع و لا ينكره احد، لذا على الجميع الاعتراف بحقيقة الاوضاع لتحديد الوسائل و التخطيط وقراءة الحال بشكل اصح من اجل ايجاد الحل الممكن، و ان كان هذا من واجب السلطة قبل اي احد اخر، الا ان مشاركة المثقف باي شكل كان يسهل من الامور و يقصر الطريق و الوقت اللازم لمعالجة الامور و يمكٌن السلطة و يساعدها ايضا على النجاح في عملها و و خطواتها التي من الواجب اتخاذها للخروج من النفق بسلام. تكون مشاركة المثقف الواعي من عدة جوانب سوى في مشاركته الفعلية في التظاهرات و قيادتها و ادارتها بشكل سليم لمنع اية ايادي تريد اللعب على مصالح الشعب او مساعدة السلطة على ايجاد ما يساهم في الحلول الواقعية المعقولة و تحقيق التظاهرات اهدافها الحقيقية و ليست ما تورد اليها هنا و هناك، و هذا ليس بسهل، بل يمكن ان يواجه المثقف صعوبات شتى من قبل اكثر من طرف، و لكن بهمة و ارادة قوبة يمكن فرض الصحيح على الجميع لو كانت متسلحة بافكار و عقليات واعية و بها يُرفض الخطا و المغرض من التدخلات لو تكاملت افعال و اعمال الشعب و السلطة او بالاحرى المثقف الواعي الراعي و السلطة في اتخاذ الخطوات بحيادية، و هناك ربما يسال الكثيرون من هم المثقفين الذين يمكن ان يؤدوا هذا الواجب و يثق بهم الطرفان، نقول انهم ليسوا بقليلين و العراق مليء بالكتاب و الادباء و الشعراء و الفنانين و الاكاديميين و اصحاب العقول النيرة، و اليوم جاءت الفرصة للمشاركة و على الجميع استغلالها في اداء الواجب و من ثم تصحيح المسار للعملية السياسية في اية نقطة منحرفة كانت، و يحتاج الوضع للقول و الفعل و النيات الصافية المخلصة ، و الجميع متفائل على وجود ما يسهل الامر.[1]