اعتدال اي قائد قد يضمن ادارته لهذه المرحلة في العراق بنجاح
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3147 - #07-10-2010# - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بداية لابد ان اذكر و اوضح للقاريء الكريم بانني لست عربيا او شيعيا ان ذكرنا الاعراق و المذاهب التي تعتمد هذه الايام في العراق بل انا كوردي علماني الفكر و يساري الهوى و اؤمن بان العراق سيتوجه في المستقبل القريب لتقبل كافة التوجهات بشكل يمكن تجسيد الديموقراطية فيه بمعناه و محتواه الصحيح، الا ان المرحلة هذه من التعقيد بحيث تحتاج للواقعية في الفكر و السلوك من اجل عبورها بسلام، لذلك يجب الا يتوجه نظر من يتابعني الى مكان و اعتقاد بان ينعتني باية صفة التي تخطر الى باله عندما يفهمني بسطحية فيما اقصد في كتابتي لهذا المقال ، لكون المرحلة تتحمل ان توصف حتى الاقلام النظيفة و الحريصة ببعض الصفات والالقاب الضيقة الافق و التي افرزتها هذه المرحلة بالذات ايضا ، و طفت الى السطح الشواذ من كل حدب و صوب مع سيطرة المصالح الشخصية و الحزبية على الاهداف و المصالح العليا لدى نسبة غير قليلة من كافة المهن و اصحاب الاقلام المعتبرين من ضمنهم ايضا.
هناك من القادة على الرغم من كونهم ذو اتجاهات دينية من حيث الفكر و العقيدة و منهم رؤساء احزاب معلوم تاريخهم و اهدافهم و تركيبتهم كما هو المالكي اليوم و هو شخصيا ايضا معلوم تاريخه و اهدافه و عقيدته الشخصية، و مرت هذه الاحزاب بالمراحل المختلفة منذ تاسيسها و لحد اليوم ، اما بعض القادة فمعروف عنهم بانهم يحملون من الصفات المعتدلة التي تزكيهم في التعامل معهم و الاعتماد عليهم في هذه المرحلة ، و منهم موجودون في السلطة و ما يقوم به وهو معتلي منصبه يتلائم مع ما تتطلبه ضروريات المرحلة السياسية و الظروف الاجتماعية و الثقافية العامة لكافة الفئات و الشرائح المختلفة في العراق، و من خلال ادائه الواجبات الملقاة على عاتقه يقرا بدقة المصالح العديدة للشعب العراقي الموزائيكي الشكل و التركيب و اللون ، و التي يجب اخذها بنظر الاعتبار و ليس ما يهم حزبه فقط، و يمارس مهامه و هو يهتم بالمصالح العامة دون ان يهمل ما يخص مصالح حزبه و شخصه ضمن المجموع و بالتساوي معهم ، و هذا امر معقول في المرحلة الحالية التي تهتم الاكثرية بما يخصها و تعمل من اجل مصالحها الشخصية و الحزبية فقط.
لو نظرنا الى الواقع العراقي و السمات المميزات التي يتصف بها هذا الشهب و ما يتميز به من الظروف الاجتماعية الثقافية و ما يمتلكه من التاريخ الثري المليء بالاحداث، و ان دققنا في تركيبته الاجتماعية و حللنا اوضاعه و اخذنا بنظر الاعتبار التركة الثقيلة التي اورثها من الحقبات الماضية بما فيها من الالام و المآسي و الويلات و ما اثرت بدورها على حياة الفرد و حالته النفسية و العقلية ، فاننا نعتقد بان نتائج الانتخابات و ما برزت من الجهات و نجحت، انه لامر طبيعي ان تفرز يهذا الشكل و الحجم ، و على الاقل في هذه المرحلة الانتقالية المتشائكة من كافة النواحي. اننا نلمس ما موجود على الساحة من اقصى اليمين الى اليسار و من الاحزاب القومية الى الاسلامية و المذهبية منها ايضا و من العلمانية و الديموقراطية و الليبرالية و كل حسب ما يزكيه الواقع و ما موجود فيه ، و اختار الشعب ما اعتقده صحيحا و ما يؤمن بانه عمل الصح لخير الشعب .
انما انا بصدد القول فيه هو المناصب الحساسة و من هو الملائم لادارته في هذه المرحلة و التي تفرض على من يعتليها ان يحسب حساب اية حركة او تصرف بسيط او تصريح او توجه ،و لابد من ان يقرا الماضي و الحاضر و يستبصر المستقبل القريب بشكل علمي دقيق، و يجب ان يتعامل مع الحاضر بما حوله و من كافة زواياه ، اي لابد ان ينزع عن نفسه اطر الدوائر الفكرية الضيقة التي يؤمن بها بشكل قاطع و على الرغم من انها هي التي اوصلته الى هذا الموقع ، و يجب ان يكون عميقا و دقيقا في نظرته الى ما حوله و ما تعيش فيه هذه المنطقة و العالم و ما يحدث، و عليه ان يعتبر من التجارب العديدة الماضية في المنطقة باسرها ، و هذا ما يفرض عليه التمعن و الدقة لعدم تكرار ما اخطاه الاخرون ، و عليه الاخذ بالخصوصيات العراقية بكل ما يتمكن من تفصيلات ادارته ، و يجب ان يكون متعدد المواهب و مخلصا لحد النخاع للقضية و ضامنا للمصالح العليا . و بين كل هذه المتطلبات و المواصفات يفرض الاعتدال نفسه على كافة الامور كي ينجح و يقود بالعدل المرضي.
اذا لو قرانا ما جاء منه السيد المالكي و تاريخه و كيفية ادارة البلاد في هذه الفترة القصيرة و تعامله مع الاحداث ،مع الاعتراف الجميع بوجود الاخطاء و هو في مقدمتهم، فانه نجح بنسبة معقولة في اداء واجباته و اتخاذ قراراته الحاسمة ضمن صلاحياته، و شهدت البلاد تحولات في العديد من النواحي ، و هو حسب حسابا دقيقا لكل الملفات و لم يفرض جهة على اخرى و لم ينسى التاريخ و الماضي القريب و ما جرى للشعب ، و عليه الان ان يتمعن في الحاضر و ما فيه و يجب ان يستشرف المستقبل القريب بكل السبل، و هذا لا يعني انه لم يؤخذ عليه بعض الهفوات و لكن الموقع الحساس يتطلب منه التضحية يمجموعة من الامور و منها الثوابت العقيدية كي ينصف الجميع على حد سواء و يظهر منه التعامل بالتساوي مع الجميع بكل مشاربهم و عقائدهم و افكارهم و ايديوولجياتهم و فلسفاتهم، و عليه لو كنا منصفين و واقعيين و معتدلين و قارئين جيدين للواقع الحالي و ما موجود فيه فانه احسن ما موجود و ما يلائم هذه الظروف و المرحلة الذي يمكن ان يدير بشكل سليم.
و عليه ان يفكر بان الموقع الحساس يتطلب منه التضحية بامور معقدة و ان عاتبه عليه مناصريه و رفاق دربه لكي ينصف الجميع و هو الهدف الاسمى الان، و هذا ما يفرض الاعتدال بنفسه عليه بكل معنى الكلمة و من كافة النواحي. و ان تمكن من المنصب يجب ان يبتعد لفترة معقولة عن التحزب و الصراع السياسي الحزبي المفروض عليه كي يتفرغ بشكل كامل لادارة البلد و يتعامل مع الاحداث بصورة محايدة ، و هذا ما يدعه ان يبدع في ادارة البلد و هو في مثل هذا الواقع المعقد الذي يعيش فيه العراق، و هذا ما يتوسمه منه الجميع، اي كافة القوميات و الاديان و المذاهب و الفئات و الشرائح ، و هذا ما يدعه ان يفكر و يقرر ما يهم الجميع بعيدا عن التعصب، و هذا ايضا يبعده بشكل كامل عن النرجسية و العائلية و القبلية و الحزبية الضيقة والتي ربما تكون الحزبية هي نقطة ضعفه في المرحلة السابقة، و هذا ما ينعته بها البعض لحد اليوم، و ان اعتدل في هذا المضمار ايضا ،ف هذا ما يحسب له و يكتبه التاريخ و ينتقل به العراق لمرحلة متقدمة اخرى، و اللعب في هذه الساحة الشائكة باعتدال، و القائد الذي يتحمل هذه الصعاب بعقلية منفتحة و معتدلة يضمن ادارة البلاد في هذه المرحلة بنجاح و يكون مقبولا لدى الجميع، و يرضى هو عن نفسه و هو يؤدي ما على عاتقه بضمير حي مستريح.[1]