عبّر رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان عن شكوك كبيرة حول التعداد السكاني العام في كركوك والمناطق الأخرى، مشيراً إلى أن اجتماعاً سيعقد يوم غد الخميس في أربيل بين مسؤولي حكومة إقليم كوردستان والقوى والأطراف الكوردستانية بهذا الشأن.
فهمي برهان أكد، خلال مشاركته في نشرة منتصف النهار على شاشة رووداو التي يقدمها سنكر عبد الرحمن، اليوم الأربعاء (18 أيلول 2024)، أن عملية التعداد ذات أهمية بالغة تستدعي فصلها عن جميع الشؤون السياسية والإدارية، بما في ذلك الانتخابات، لأنها مسألة ترتبط بمستقبل أمتنا.
ووجّه رسالة إلى المواطنين الكورد في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان الذين لا يمكنهم التواجد هناك يوم التعداد، قال فيها: إذا كانت لديكم أي ارتباطات أخرى، فأرسلوا بطاقاتكم الوطنية والبطاقة التموينية إلى أقربائكم المقيمين في المناطق الكوردستانية لغرض تسجيلكم في عملية التعداد.
حول الأسباب التي تدفعهم لالشك في التعداد العام، أوضح أن التعداد ليس الملف الوحيد الذي لدينا شكوك بشأنه، لأن تجاربنا كانت مريرة دائماً مع الحكومات العراقية المتعاقبة.
وأضاف فهمي برهان: نرغب في التحدث إلى شعبنا بوضوح عن الحقائق، ولن نتحمل أي مسؤولية تاريخية، لأننا نعيش في بلد يتطلب منا حماية أنفسنا من الأفعال وردودها. لذلك، فإن كشف الحقائق يخفف عنّا جزءاً من العبء الثقيل.
وفي هذا الصدد، أشار إلى اجتماع سيعقد الخميس 19 أيلول مع المسؤولين في حكومة إقليم كوردستان والقوى والأطراف السياسية لبحث مسألة التعداد بالتفصيل.
رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، جدد ما أعلنته الهيئة مراراً من أن قضية المناطق الكوردستانية ليست دستورية وقانونية، بل سياسية.
حول طبيعة شكوكهم بشأن التعداد، أوضح فهمي برهان أن التجارب مريرة، لذلك ننظر إليه بشك من جميع الجوانب.
وأستطرد: صحيح أن وزارة التخطيط بذلت جهودًا كبيرة لتقليل التأثيرات السياسية على العملية قدر الإمكان، لكن ذلك لم يبدد شكوكنا. فنحن جميعاً عراقيون في التعداد، لكننا نرغب في أن نكون عراقيين بهوية كوردية.
وحذّر من خطورة إشراك سكان الأحياء العربية الجديدة في كركوك في التعداد العام، قائلاً: نعلم أن 9 أحياء عربية جديدة تم إنشاؤها في كركوك خلال السنوات السبع الماضية. إذا تم إجراء التعداد وشارك سكان هذه الأحياء، فسيعتبرون من أهالي كركوك، وسيزعمون بعد سنوات أنهم كركوكيون أصلاء ومسجلون في التعداد العام.
على سبيل المثال، أشار إلى أن لجنة التعداد زارت قرية في ناحية شوان تقطنها 4 عوائل، 3 منها كوردية بمجموع 16 شخصاً، والأخرى عربية يبلغ عدد أفرادها 18 شخصاً.
رداً على سؤال حول مآخذ الهيئة على تسجيل العائلة العربية، قال رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان إن المشكلة لا تتعلق بتسجيل هؤلاء، إنما بوجود عدد كبير من العرب في المناطق الكوردية.
وأضاف فهمي برهان: سيقولون إن هذا العدد الكبير لن يؤثر على المادة 140 لأن إحصاء 1957 يُعتمد في تنفيذها، منوّهاً إلى أن ما يجري تداوله بهذا الشأن مجرد كلام ولم تُوقّع أي وثيقة بهذا الصدد.
في السياق ذاته، حذّر من أمر بالغ الخطورة وهو أن المسجّلين من العرب القادمين إلى كركوك بعد عام 1957 سيضافون إلى مجموع سكان المحافظة، ما سيؤثر على عدد مقاعد المحافظة في البرلمان ومجلس المحافظة، أي أنهم سيصبحون واقعاً على الصعيد السياسي والانتخابات.
ودعا رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إقليم كوردستان إلى عدم نسيان خانقين، طوزخورماتو، سنجار، شيخان، مخمور، وأطراف نينوى في وقت ينصب فيه التركيز على كركوك.
كما دعا جميع المواطنين من أهالي المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان المقيمين في الإقليم إلى العودة إلى مناطقهم أو إرسال بطاقاتهم التموينية والوطنية إلى أقربائهم الذين لا يزالون في تلك المناطق من أجل تسجيلهم في التعداد الذي من المقرر أن يُجرى في تشرين الثاني المقبل.[1]