كامل سلمان
كثيراً ما نسمع بعض الناس يلومون حظهم على ما آلت إليه أوضاعهم من سوء ، ويعطون للحظ الأولوية في كل شيء ، وكأن الدنيا قائمة على الحظ ، نعم الحظ موجود ولا يمكن نكرانه ، ولكن ليس من المنطق والصواب أن نجعله شماعة لأعمالنا ، فالنجاحات والفشل يدخل فيها الحظ بشكل جزئي ، والدليل على ذلك أن الفشل بعد وقوعه تكون له أسباب منطقية عندما نراجع اسباب الفشل ، فيصبح الحظ بريء من التهم في معظم حالات الفشل بعد أن كان المتهم الأول في بادىء الأمر . للأسف الشديد نلاحظ معظم أفراد المجتمع الفيلي يضعون لومهم على الحظ بما أصابهم ويصيبهم من آلام ونكسات ليبرروا سوء ما أصابهم ، فبعضهم بسبب شدة المعاناة سمي نفسه ( كوردي بي كه س ) لأن الفيليين دائماً يشعرون بالوحدانية في الظروف الصعبة ، فالجميع يتخلون عنهم ويتركونهم فريسة للوحوش . لو رجعنا قليلاً إلى الماضي ونعيد دراسته سنخلص إلى بعض الدروس والعبر ، أقولها بصراحة لو كان الفيليون قد وضعوا يدهم بيد النظام السابق لنالوا مالم ينله احد من قوة ومراكز في السلطة لإنهم قوة عقلية وثقافية متكاملة والجميع يرغب إليها ، ولو أنهم جلسوا على الحياد في زمن النظام السابق لما مسهم السوء ولكن غالبيتهم أختاروا الطريق المخالف والمعاكس للنظام السابق فأصابهم الضرر لأن النظام السابق كان نظاماً وحشياً لا يرحم من يخالفه ، كذلك الحال اليوم يفعلون العكس مما فعلوه مع النظام السابق فراح معظمهم من باب الولاء للمذهب إلى دعم ومساندة الأحزاب السياسية القائمة على النظام الحالي ، فنال الكثير منهم مواقع ومراكز قيادية في الدولة ، أي أنهم أيضاً تخلوا عن حياديتهم فوقعوا بنفس الخطأ لأنهم يعلمون بأن كلا الموقفين أي الولاء للنظام أو محاربة النظام لا تصب في مصلحة هذا المكون الأصيل .. أخوتي وأحبتي نحن مكون لا ينبغي لنا الميل مع أي طرف ، فنحن لنا خصوصيتنا ، فنحن كورد أولاً واخيراً ، لا ينبغي أن نكون جزءاً من أية جهة ومن ثم نجعل مصيرنا مرتبط بتلك الجهة ، فلا توجد جهة إلا وأساءت التصرف والتلاعب بمقدرات الوطن ، فلماذا نكون مسؤولين عن تلك الإساءات ونحن أقلية محترمة معتبرة مسالمة . هل أن الحيادية فيها إحراج أم أننا دائماً نفقد البوصلة ؟ هذا تساؤل ينبغي على كل فيلي الإجابة عليه . عندما تكون هناك دولة مدنية حقاً يصبح لزاماً علينا دعمها والوقوف إلى جانبها لأننا مواطنون أصلاء ولسنا دخلاء والكل يعرف ذلك فليست المناصب والمواقع هي غاية العقلاء وليست هي ضالتنا لكي نلهث وراءها ، فالخطأ واحد والنتيجة واحدة ولا نريد أن يتحمل أبناء مكوننا المزيد من سوء الحظ كما يسمونه لأن القرار قرارنا . قد يكون هذا الكلام جارحاً لبعض الأخوة الفيلين لكنها الحقيقة التي لا يصح التغافل عنها ، فقد شاءت الأقدار أن نكون وسط الأمواج العاتية فيجب أن نكون قادرين على قيادة مركبنا قيادة محكمة فلا يمسنا أي سوء لا الآن ولا في المستقبل إذا ما أستطعنا ان نتحكم بمقودنا بشكل دقيق . صحيح أنه لا أحد يرضى عنا حتى نتبع ملتهم ولكن الأصح ان ترضى أجيالنا عنا وأن كلفنا ذلك بعض العناء . هذا مما تعلمناه من تجارب الحياة عسى أن أكون قد قدمت خدمة للمكون الذي أنا جزء منه .[1]