يقول القنصل العام لكوريا الجنوبية في إقليم كوردستان إن عيون الكورد تشع حيوية وهي تبحث عن شيء ما.
في حوار أجراه معه محمد شيخ فاتح، كشف القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية سينغ تشول ليم عن أن لديه مشروعاً اقتصادياً لإقليم كوردستان وأن عنوان المشروع هو (دو كَيز إيكو)، وكلمة (دو) في اللغتين الكوردية والكورية تعني اثنان، و(كي) هو الحرف الأول من اسمي كوريا وكوردستان، و(إيكو) ترمز للاقتصاد.
وأعرب عن رغبته في التركيز على الاقتصاد، ولهذا السبب أطلق على مشروعه اسم (دو كَيز إيكو)، كذلك كلمة إيكو الانكليزية تعني الصدى، والمقصود بذلك أن يردد الجانبان صدى بعضهما البعض، أي أن يكونا متماثلين.
ويريد القنصل الكوري الجنوبي نقل جانب من التجربة الاقتصادية والإدارية لبلده إلى إقليم كوردستان: أريد أن يكون لشعب كوردستان معهدهم لتطوير كوردستان، ولهذا الغرض، يسعدني أن أعرض عليهم التجربة الكورية.
رووداو: أهلاً بك في رووداو
سينغ تشول ليم: شكراً، من دواعي اعزازي أني معكم وفي رووداو. هذه الشبكة الإعلامية معروفة جداً وموثوقة. لهذا يسعدني أني اليوم معكم.
رووداو: هل تعلمت أي شيء من اللغة الكوردية؟ أحب أن تلقي تحية بالكوردية؟
سينغ تشول ليم: أجل، تعلمت. بإمكاني القول نیوەڕۆتان باش =طابت ظهيرتكم.
رووداو: طابت ظهيرتك!
سينغ تشول ليم: وأحياناً أقول: سڵاو (مرحباً)
رووداو: آها.
سينغ تشول ليم: إن سألني أحدهم عن أحوالي، أقول: هەموو شتێك باشە (كل شيء على ما يرام).
رووداو: إن أذنت لي، أود أن أعرف معنى سينغ تشول ليم؟
سينغ تشول ليم: سؤال جميل. معناه هو هكذا: سينغ تعني أنشئ علاقة وتشول تعني النظافة أو نظيف جداً، وليم تعني غابة. أي أن معنى اسمي سيكون: الالتزام بنظافة الغابة.
رووداو: أحب كثيراً أسماء أبناء جنوب شرق آسيا. فهي أسماء ملأى بالمعاني ومستقاة من الطبيعة. لهذا أحببت أن أعرف معنى اسمك. اسمك جميل جداً.
سينغ تشول ليم: شكراً.
رووداو: سيد ليم، قبل أيام باركت لرووداو على نيلها جائزة ستيفي. أود أن أعرف ما هي أهمية هذه الجوائز في نظرك؟ وكيف تقيم دور رووداو كمؤسسة إعلامية؟
سينغ تشول ليم: أبارك لكم على الجائزة. لدي شعور جيد للغاية تجاه قناتكم التلفزيونية. سمعت هذا من الكثير من أهالي كوردستان أيضاً. كان فيلمكم الوثائقي جيداً جداً. عندما زرت بعض الشركات، أخبروني بأنهم بفضل الوثائقي الجيد لرووداو نستطيع إنجاز هذا العمل بصورة جيدة. إضافة إلى هذا المثال، فإن أعمالكم ونشاطاتكم الأخرى أيضاً تستحق فوزكم بجوائز مثل ستيفي. أنا أهنئكم.
رووداو: أشعر أن قناعة تولدت عندك بأن الكورد أذكياء وفيهم ذوو كفاءات. بعد أن نالت رووداو هذه الجائزة، هل زادت قناعتك بأن الكورد أذكياء؟
سينغ تشول ليم: أجل، هم أذكياء. يمكنني القول إنكم أذكياء للغاية. من خلال عيونكم أستشعر ذكاءكم. فكلما رأيت شخصاً كوردياً أعجب من كون عيونهم مميزة عن عيون سائر الناس في العالم.
رووداو: كيف؟
سينغ تشول ليم: عيونهم تشع حيوية. كلما رأيت عيون الشعب الكوردي، أشعر أنهم يريدون أن يقولوا شيئاً. إنهم يريدون إجراء محادثة، عيونهم لا يغلب عليها النعاس. هم دائماً أحياء. إنهم يبحثون عن شيء ما. لذلك بحثت في الإنترنت لأرى ما هو الدليل على ذكاء الشعب الكوردي. وجدت الكثير من الأدلة. أنتم جيدون جداً في العلوم والتكنولوجيا والطب. لديك أيضاً بطلة شطرنج عمرها 13 عاماً. الفتاة التي فازت بالجائزة الأولى. لديكم شركات جيدة جداً. لديكم أيضاً أطباء وعلماء رياضيات جيدون ورواد فضاء يعملون في وكالة ناسا. لديكم رجال أعمال ماهرون يمتلكون الآن شركات كبيرة جداً. لذلك هناك الكثير من الأدلة على ذكائكم.
رووداو: هل أبدو من خلال عيني أني شخص ذكي؟
سينغ تشول ليم: نعم، بل أنت ذكي جداً. في الحقيقة عيونك حية.
رووداو: تحدثنا فيما سبق عن العيون في الشعر والحب، لكن الحديث الآن هو عن مطالعة الذكاء في العيون، هذا شيء جديد علي أسعدني أنك تحدثت عنه.
سينغ تشول ليم: هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن العين في أدبكم، وأنكم تحبون أن تصفوا العيون. هذا كان أمراً سعدت به. سأحاول قراءة الأشعار والروايات التي كتبت في وصف العيون.
رووداو: إضافة إلى معيار العين، هل هناك معيار آخر ولد لديك هذا التصور بأن الكورد شعب ذكي؟
سينغ تشول ليم: أجل، سؤال جيد جداً. هذه تجربتي الخاصة، لقد وجدتها في اللغة. منذ بعض أسابيع بدأنا دورة لتعليم اللغة الكورية مع جامعة صلاح الدين وقد شاركت في تلك الدورة منذ البداية وإلى الآن. أرى أن العديد من الطلبة تعلموا اللغة الكورية بسرعة. إنهم يلفظون الأصوات بسهولة كبيرة. التقيت بعض الكورد الذين يرغبون في تعلم اللغة الكورية، وعلّمت بعضهم. تعلموا بسرعة كبيرة. هذا النوع من الذكاء يرتبط بالتنوع، لأن ثقافتكم متنوعة. تعتادون على جميع اللغات بسهولة بالغة. يمكنكم استيعاب الثقافات الأخرى بسرعة كبيرة. هذا دليل آخر على ذكائكم.
رووداو: سيد ليم، جئتم منذ نحو سنة إلى إقليم كوردستان كقنصل عام لكوريا الجنوبية – مرحباً بكم مرة أخرى – كيف كانت الفترة الماضية؟ هل كانت جيدة أم لا؟ هل الكادر الكوردي العامل معكم مجدّ، وهل أنت مطمئن معهم؟
سينغ تشول ليم: بإمكاني الإشارة إلى أمرين بشأن هذا السؤال: أولاً، رصدت عشر ميزات في مجتمعكم وشعبكم، منها أنهم مخلصون ومرنون للغاية. كما أنهم أذكياء ومضيافون. محترمون ومتنوعون ومثابرون. أعني أن المثابرة موجودة في ثقافتكم. هناك أمر آخر وهو الثنائية في مجتمعكم. لقد رصدت هذه الميزات العشر في مجتمعكم. عملت سنة على تحسين الكفاءة في السياسة العامة والآن أستطيع أن ألمس بعض النتائج. أخطط لتحسين ذلك بشكل أكبر وإنشاء خلفية جيدة للسياسة العامة في مجتمعكم.
رووداو: بماذا شعرت عندما أبلغوك بأن وظيفتك الجديدة هي القنصل العام في إقليم كوردستان؟ ماذا كنت تتوقع؟ هل كانت لديك معلومات سابقة عن إقليم كوردستان؟
سينغ تشول ليم: سؤال جيد، لقد تعرفت على أمور كثيرة مقارنة بوقت وصولي إلى هنا. كانت صورة كوردستان في مخيلتي صورة محاربي، فقد حميتك مجتمعكم من داعش ببسالة كبيرة. لهذا كانت صورة شعب كوردستان في مخيلتي هي صورة محارب. هنا أيضاً أشعر بنفس الشيء، لكن وكما أسلفت، رأيت أموراً كثيرة أخريات، كالمميزات العشر هذه. لديكم الكثير من الأمور الجيدة في مجتمعكم.
رووداو: سيد ليم، قمتم بإعداد دراسة هي جيدة للغاية، وتشيرون إلى مصطلح 2K في الناحية الاقتصادية، ماذا تقصدون بذلك؟ وفي تلك الدراسة تشيرون إلى قصة (مانجي) التي كانت مثيرة للغاية لي. هل لك أن تروي القصة لمتابعينا؟
سينغ تشول ليم: جيد جداً. (دو كَيز إيكو) هو عنوان مشروعي. وكلمة (دو) في اللغتين الكوردية والكورية تعني اثنان، و(كي) يشير إلى كوريا وكوردستان، و(إيكو) ترمز للاقتصاد، أرغب في التركيز على الاقتصاد ولهذا السبب أطلقت عليه اسم (دو كَيز إيكو)، كذلك كلمة إيكو تعني الصدى، والمقصود هنا أن يردد الجانبان صدى بعضهما البعض، أي لنكن متماثلين. الهدف من المشروع هو أن يتولى أبناء كوردستان أنفسهم صياغة ستراتيجية شعب كوردستان، أي أن تكون هناك علامة كوردستانية تستخدم في تطوير الستراتيجية الاقتصادية لكوردستان. هذا هو هدف المشروع. أوضحت (مانجي) في بعض المناسبات. مانجي، كان مسؤول معهد الدراسات الكورية الذي نسميه KDI (معهد تطوير كوريا). كان مانجي المسؤول عن هذا المعهد. عندما تولى مسؤولية المعهد كان يبلغ 37 سنة من العمر وكان كفوءاً جداً واقتصادياً ذكياً. حصل على الثقة من ثلاث جهات، من رئيس الدولة الذي هو مرشد الدولة، ومن الجانب الأكاديمي، ومن الأجانب أيضاً. هذه الجهات الثلاث منحته ثقتها، وتمكن بفضل هذه الثقة من أداء مهامه بصورة جيدة جداً. كان يعشق الاقتصاد وكرس نفسه للاهتمام بزملائه.
رووداو: أود أن أسأل: هل هناك أي اختلاف بين مراكز الدراسات والمستشارين الذين يقدمون المشورة للحكومة والمؤسسات؟
سينغ تشول ليم: المستشارون! أرى الكثير من المستشارين في مكتب رئيس الوزراء ومكتب نائب رئيس الوزراء. هؤلاء المستشارون أذكياء وحكيمون للغاية، لكن المشكلة هي أنهم إذا لم يعودوا موجودين، أو تركوا وظائفهم، فستختفي جميع المعلومات ولن تبقى هذه المعلومات في المكاتب وسيحملون معلوماتهم معهم إلى بيوتهم. لكن إن كان هناك معهد للدراسات، فإن بإمكان المعهد حفظ معلومات هؤلاء الخبراء، وحتى لو ترك هؤلاء الخبراء وظائفهم وانتقلوا إلى معهد آخر في مكان آخر، فإن المعلومات ستبقى في المعهد. هذا نظام، وعندها يمكننا استخدام هذه المعلومات لإنشاء سياسة أخرى.
رووداو: هل بإمكاننا القول إن (مانجي) بمثابة أب روحي لاقتصاد كوريا الجنوبية؟
سينغ تشول ليم: يمكننا القول إنه أب روحي إلى حد ما، فهو شخص كرس نفسه لحماية المجتمع، ومن هنا يمكن أن نسميه الأب الروحي. كان مانجي قد كرس نفسه لتنمو كوريا اقتصادياً. لهذا يمكن أن نسميه الأب الروحي.
رووداو: كيف يمكن لنا نحن في إقليم كوردستان تكرار قصة نجاح مانجي هذه؟ وماذا نحتاج لذلك؟
سينغ تشول ليم: في الواقع، أريد أن يكون للشعب الكوردي معهده الخاص لتنمية كوردستان. لتحقيق هذه الغاية، أردت أن أعرض عليكم التجربة الكورية. بعض أجزائها يدور حول قصة مانجي وبعض الأجزاء قصة نجاح مركز الفكر الخاص بنا، الذي هو معهد الدراسات لدينا. سأتحدث أيضاً عن الإنجازات الأكاديمية للجامعات. لذلك أحببت أن أعرّف بقصة كوريا.
رووداو: نحن في إقليم كوردستان نحب الكوريين كثيراً. لديكم الكثير من الخدمات. أكثر من ثلث السيارات في شوارع كوردستان كورية. معظم هواتفنا المحمولة كورية. ما زلنا نحب فرقة الزيتون كثيراً. أنتم من بنى مكتبة أربيل العامة. أود أن يكون أحد أعمالك الجادة إنشاء مركز دراسات في كوردستان. أود أن أسأل: لماذا تهتم القنصلية الكورية الجنوبية بالجانب الاقتصادي أكثر من الجانب السياسي؟ هل هناك أي سبب محدد لهذا؟
سينغ تشول ليم: هناك بعض الأسباب. بعد شهر من وصولي إلى هنا، فكرت في طريقة أستطيع من خلالها مساعدة حكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي. كان هذا سؤالي. بعد شهر، قررت لأول مرة أن أختار الاقتصاد، لأن الساحة السياسية في رأيي متخمة بالعديد من الأطراف. هناك العديد من الأطراف الدولية والمحلية، وحتى الأشخاص هم عموماً أعضاء في الأحزاب بطريقة ما. هناك الكثير من الأطراف السياسية في الساحة. فتركت هذا المجال وبدأت العمل على المجال الاقتصادي. بعد أن حققت شيئاً على الساحة الاقتصادية، سأعود حينها إلى الساحة السياسية، لكني أركز الآن على الاقتصاد.
رووداو: استخدمت قبل قليل مصطلح الثقة بالنفس وقلت إنك ترى من خلال عيون الكورد أنهم أذكياء، فهل ترى من خلال عيونهم أنهم واثقون بأنفسهم أم لا؟ أنا أرى أنه كلما كان المرء ذكياً فإن ما يوازي ذلك في الأهمية أن يكون واثقاً بنفسه. لماذا تعتقد أن الثقة بالنفس مهمة جداً؟ فقد كررت هذا المصطلح في مواقع عديدة.
سينغ تشول ليم: أستطيع أن أقول ثلاثة أشياء في هذا الصدد: أولاً، لماذا نحتاج إلى الثقة؟ في رأيي، الثقة هي سبب النمو الاقتصادي، وهذا ما يقوله بعض المفكرين المعروفين. يقول المفكر المعروف فرانسيس فوكوياما إن عدم الثقة وانعدام العقيدة يشكلان نوعاً من التكلفة الإضافية على المجتمع. فإن كنت لا تثق بجيرانك، عليك أن تدفع الكثير للتأكد مما إذا كانوا جديرين بالثقة أم لا. هذا في حد ذاته مكلف جداً، ولكن إذا كنتم تثقون ببعضكم البعض، فلن تضطروا إلى هذا الإنفاق. هذا أولاً. أيضاً، تحتاج إلى ثلاثة أمور لتنمية الاقتصاد. أحدها هو المال، وهو ما نسميه رأس المال الاقتصادي، والثاني هو الموارد البشرية، والآخر هو رأس المال المجتمعي الذي أقصد به الثقة. إذا لم تكن لديك الثقة، بغض النظر عن حجم الموارد المالية والبشرية التي تمتلكها، فإن هذين المصدرين سيذهبان إلى الخارج. أما إذا كنت تثق بهذا المجتمع، فسيبقى هذان المصدران في مجتمعك، ولكن إذا انعدمت الثقة، فسيذهب رأس مالك بالكامل إلى الخارج وسيريد جميع النخبة أن يكونوا في بلد آخر، وليس بلدهم. لذا فإن العامل الثالث هو الثقة. لهذا يجب على الحكومة والمجتمع العمل بجد بالغ لبناء مجتمع جدير بالثقة. لهذا من المهم التفكير في الثقة عند تناول التفاصيل. إذا لم تكن هناك ثقة، فلن يكون المجتمع موحداً.
رووداو: هل تعتقد أن بناء الثقة والثقة بالنفس يبدأ في العائلة والمدرسة والتربية؟ هل أنتم الكوريون واثقون من أنفسكم بدرجة عالية؟
سينغ تشول ليم: هكذا هو الإجراء. قلت إن مركز الدراسات مهم. يقوم مركز الدراسات الكوري بعمله وقد قام بعمله في السنوات السابقة. تأسس هذا المركز في 1971 عندما قمنا بتطوير اقتصادنا، وقد لعب هذا المركز دوراً مهماً للغاية. فعندما نريد بناء الثقة، يجب على الحكومة أن تفعل أمرين: أولاً، عليها أن تعمل على صياغة سياسة جيدة، وثانياً، عليها أن تنفذ هذه السياسة بشكل جيد. وهذان الأمران ضروريان.
أول ما نحتاجه هو سياسة جيدة التصميم ونحتاج إلى مركز دراسات لرسم سياسة جيدة. لماذا ؟ لأن الحكومة مشغولة جداً وليس لديها الكثير من الوقت للتفكير بعمق، والأكاديميون أذكياء ولديهم الكثير من الوقت للتفكير، لكن المشكلة هي أنهم ليسوا مطلعين على العالم الحقيقي. لذلك، فإننا بين العالم الحقيقي والعالم الخيالي، نحتاج إلى مراكز دراسات عالمة بالعالمين الحقيقي والأكاديمي في نفس الوقت. ثم، إذا قمنا بصياغة السياسة في هذه المراكز، فإن هذه السياسة ستكون مدعمة بالأدلة ويمكن أن يثق بها الناس.
رووداو: سيد ليم، تتحدث بصورة شيقة عن معهد تطوير كوريا KDI، أطلب منك أن تنشئ هنا KDI آخر باسم +KDI، أعتقد أننا بحاجة ماسة إليه، ونحن في رووداو سنتعاون معك. هل تعد بهذا؟
سينغ تشول ليم: هذا اقتراح جيد من السيد محمد. نعم، هذا ما آمل أن أفعله هنا، وقد حاولت لمدة عام لبحث هذا الموضوع مع كبار المسؤولين والسياسيين وبعض الأكاديميين ومركز رووداو للدراسات والمؤسسات العلمية الأخرى. غالبية هؤلاء مرحبون هذه الفكرة، وقد حصلت مؤخراً على بعض الموافقات من مكاتب عدد من كبار المسؤولين الذين لا أستطيع ذكر أسمائهم، لكن مكاتب رئيس إقليم كوردستان ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء متفقون مع هذه الفكرة. لذلك أنا واثق جداً من أننا سنبني هذا المركز، وإذا كان هناك بعض المساعدة من جانب رووداو، فيمكننا أن نجعل هذه العملية أكثر احترافية وأسهل.
رووداو: تتحدث عن الأمور بأسلوب شيق، أشعر أنك تحب الطعام. سمعت أنك تكثر من تناول الجبن، هل هذا صحيح؟
سينغ تشول ليم: نعم، في كل صباح أطلب من الطباخ أن يصنع لي عجة بيض بالجبن. أستمتع كل يوم بجبنكم. إنه لذيذ جداً.
رووداو: أي صنف من الجبن تحب، وكيف تتناوله؟
سينغ تشول ليم: أحب صنف الجبن الذي عندما تقطع العجة بالسكين يتم تقطيع البيض فيه بيسر لكن الجبن لا يقطع بسهولة. أحب هذا النوع من الجبن كثيراً. الجبن الذي لا يستسلم لي بسهولة وهو كثيف، لكنه يستسلم لي عندما أمرر عليه السكين في المرة الثانية. هذا الصنف من الجبن أحبه.
رووداو: من أي بلد هذا الجبن، وأي أنواع الجبن تفضل؟
سينغ تشول ليم: آمل أن يتم تصنيع هذا الجبن في كوردستان، ولا أعرف بالتحديد من أين هو.
رووداو: أشعر أنك لم تذق بعد جبن كوردستان.
سينغ تشول ليم: مرة، عندما زرت مصنعاً للألبان كان ينتج الجبن، أعطوني البعض منه لأتذوقه. هناك فقط تذوقته، وكان لذيذاً جداً وأحببته.
رووداو: إن شاء الله ستتذوق طعم الجبن الكوردي المميز، فمدينة وان مشهورة بوجبة الفطور وقد دخلت بفضله في موسوعة غينيس، لذا من الضروري أن تتناول الجبن الكوردي.
سينغ تشول ليم: حسناً، من المؤكد أني سأعمل على هذا في المستقبل القريب.
رووداو: سيد ليم، القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية في إقليم كوردستان.. أسعدني الحوار معك، وأرجو أن تظهر بصمتك في الأشهر القادمة على الاقتصاد في كوردستان، أسعدتني هذه المقابلة كثيراً، فهل كان هذا شعورك أيضاً؟
سينغ تشول ليم: أسعدني كثيراً أني عرضت هذه الأفكار مع مؤسسة إعلامية محترمة للغاية، وليس قليلاً أنها فازت بثلاث جوائز، سررت جداً، وشكراً جزيلاً.[1]