*افتتاحية صحيفة (واشنطن بوست) في #10- 10-2017# :
يواجه قادة إقليم كردستان العراق عقبات هائلة بسبب قراراهم المتهور المتمثل بإجراء الاستفتاء أواخر أيلول الفائت. حيث انضمت حكومة العراق إلى إيران وتركيا في التوجه نحو فرض عقوبات على الإقليم، من بينها حظر الرحلات الدولية في المطارات الكردية.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان يوماً حليفاً للكرد يهددهم اليوم بإغلاق أنابيب النفط التي تعتبر المصدر الرئيسي لدخل المنطقة الكردية التي تصارع اقتصادياً.
في غضون ذلك، وصفت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأهم بالنسبة للكرد، الاستفتاء بالفاقد للشرعية وفعلت القليل لوضع حد لردود الأفعال المتنامية ضد كردستان.
قضية الكرد المتعلقة بتقرير المصير أمر يستحق الدراسة.
الكرد أمة مميزة عانت من المذابح الجماعية على أيدي نظام صدام حسين كما وعايشت تاريخاً طويلاً من التمييز العنصري في تركيا، إيران، وسوريا.
لأثني عشر سنة في مرحلة ما بعد صدام حسين، استخفت الحكومة العراقية المركزية بالالتزامات القانونية الخاصة بكردستان العراق وذلك يشمل مخصصات الإقليم من عائدات النفط.
الاستفتاء الذي لقي رفضاً أو فقط موافقة على مضض من القوى الكردية الأخرى (غير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه السيد مسعود البارزاني)، تم إجراءه إلى حد كبير لأسباب سياسية.
السيد بارزاني، الذي انتهت ولايته الرئاسية قبل أربع سنوات، كان يسعى إلى إعادة إحياء التأييد الشعبي.
في السنوات الأخيرة وضع السيد بارزاني وحزبه السلطة نصب أعينهم على حساب ما كان يعتبر ديمقراطية ناشئة.
فبالإضافة إلى بقاءه على سدة الحكم رغم انتهاء ولايته، أغلق السيد بارزاني البرلمان بشكل تام. رغم أنه من المفترض أن يتم انتخاب هيئة تشريعية جديدة أوائل شهر تشرين الثاني القادم، إلا أن الانتخابات الرئاسية – ويضاف إلى ذلك وعود السيد بارزاني الطويلة بمغادرة مكتبه – مشكوك فيها في ظل غياب غامض لأي مرشحين للرئاسة.
بالمضي قدماً في إجراء الاستفتاء، استخف السيد مسعود البارزاني بالمخاطر المقوضة للتحالف ضد تنظيم داعش، وزعزعة الاستقرار المحتملة للنظام العراقي المعتدل بقيادة حيدر العبادي، الذي بدوره يواجه الانتخابات السنة القادمة.
قام السيد بارزاني بإغاظة السيد عبادي والسيد أردوغان عبر قيامه بإجراء التصويت في المناطق الواقعة خارج كردستان، ومن ضمنها مدينة كركوك المتنازع عليها والتي تتميز بتعدد الإثنيات.
تخطى السيد بارزاني الخطوط الأمريكية الحمراء التي وُضعت من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رغم اعتماد كردستان الكبير على الولايات المتحدة في مجال الدفاع العسكري.
إدارة منهمكة بمشاكل خارجية أخرى ربما تميل إلى ترك القادة الكرد يتحملون نتائج حماقتهم.
لسوء الحظ، لا يمكن لواشنطن أن تفعل ذلك فهي لا تزال تعتمد على القوات الكردية في محاربة تنظيم داعش جنباً إلى جنب مع القوات العراقية والميلشيات الشيعية المدعومة إيرانياً.
دفع الاستفتاء الحلفاء المرتبكين تقريباً إلى التحارب فيما بينهم. لهذا السبب يعتبر تدخل أمريكي قوي أمراً ضرورياً الآن للتوسط وعقد الهُدن بين أربيل وبغداد إضافة إلى أنقرة.
يجب ممارسة الضغط على الكرد للتعهد بعدم المضي قدماً بأي خطوات إضافية نحو الاستقلال والمشاركة في الانتخابات العراقية العام القادم وذلك مقابل رفع العقوبات عنهم.
في غضون ذلك، يجب على السيد مسعود بارزاني أن يسمح لاقليمه المستقبلية أن يعود إلى الديمقراطية وسيادة القانون – ودون ذلك لا يوجد فرصة للنجاح.
*الترجمة: المركز الكردي للدراسات[1]