في ضوء اللقاء التشاوري الذي عقده وفد هيئة التفاوض السورية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، والذي ضم رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس وممثل فصيل السلطان مراد أحمد عثمان، نرى أن هذه الخطوة تمثل إهانة وتجاهلًا لمعاناة شعبنا الكوردي، خاصة في ظل الجرائم والانتهاكات الصارخة التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها هذا الفصيل في عفرين. فقد تلطخت أيادي الفصيل بدماء المدنيين، حيث ارتكب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات شملت السلب والنهب، وفرض الضرائب على المحاصيل الزراعية، واعتقال وخطف المدنيين، إضافة إلى سياسات القمع والاستبداد التي طالت أهلنا هناك.
إننا نأسف بشدة لتزامن هذا الحدث المؤلم مع ذكرى توجه قوات البيشمركة من إقليم كوردستان لتحرير مدينة كوباني من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، حيث قدمت البيشمركة نموذجًا مشرفًا للتضامن والنضال من أجل الحرية والكرامة. وفي المقابل، نجد اليوم ممثلي المجلس الوطني الكوردي في هيئة التفاوض يستقبلون شخصية مسؤولة عن مجازر وجرائم حرب بحق شعبنا، بدلًا من الاعتراض أو المطالبة بتغيير تمثيل هذا الفصيل الإجرامي. يدعو هذا الموقف للاستغراب، خاصة أن المجلس الوطني الكوردي طالما طالب بتغيير ممثل فصيل السلطان سليمان شاه في الهيئة السياسية للائتلاف ردًا على ممارسات فصيل العمشات، بينما لا يُظهر نفس الموقف تجاه ممثل السلطان مراد.
كان الأجدر بالمجلس استقباله بالمظاهرات الشعبية والدعوة لتقديمه للمحاكم، في حال لم يستطع المجلس منع قدومه، بدلًا من عقد لقاءات له وللوفد المذكور، وفتح المجال للاجتماع مع أبناء الجالية الكوردية، ودعوة قوى المجتمع المدني والمستقلين، وتنظيم دعاية مجانية على حساب دم الشعب الكوردي، ومحاولة إبرازه كأنه مناضل وثوري!
تمر مدينة عفرين حاليًا بمرحلة من الاستبداد والظلم، خاصة مع بدء موسم جني ثمار الزيتون، حيث يعاني أهلنا هناك من تضييق وقمع واستغلال متزايد. كان الأجدر بأحزاب الحركة الكوردية أن تتضامن مع شعبنا في عفرين وتعمل على رفع معاناتهم، بدلًا من استقبال ممثلي الفصائل التي ترتكب هذه الجرائم.
ونؤكد في تيار الحرية الكوردستاني أن حضور ممثل فصيل السلطان مراد في هذا اللقاء هو خطوة مدبرة من قبل رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، الذي يحدد بنفسه أسماء الوفد المشارك في هذه اللقاءات، بهدف إهانة الكورد وإحراج أحزاب الحركة الكوردية، خاصة بعد أن تم استقباله من قبل ممثلي المجلس الوطني الكوردي في قلب العاصمة هولير.
بناءً على ما سبق، فإننا في تيار الحرية الكوردستاني ندين بشدة استقبال ممثل فصيل السلطان مراد في هولير من قبل المجلس الوطني الكوردي تحت أي مسمى أو عنوان كان.
تيار الحرية الكوردستاني
2024-10-29-[1]