اوجه التغييرات المحتملة بعد انتخابات برلمان كوردستان المرتقبة (2)
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2559 - #16-02-2009# - 06:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
احتمال فوز الحزبين بشكل بسيط و معهما قوى معارضة بثقل معقول
يمكن ان نعتبر هذا الاحتمال من مصلحة الشعب الاستراتيجية و للمسيرة و العملية السياسية و لتوجهات الاصلاح والتغيير، وخير من ان تسود الفوضى في حالة الاحتمالات الاخرى . و تبدا العملية السياسية بكتلة معارضة داخل برلمان فعال ، وستظهر مؤثراتها على القرارات السياسية المصيرية ، و يُفسح المجال لتداول السلطة و فوز القوائم و الاحزاب الاخرى في المراحل الانتخابية المقبلة دون اشكال يُذكر ، و تقع على عاتق هذه الكتلة المعارضة مهامات عدة و صعبة و مهمة للاقليم من اجل الاصلاح و عبور المرحلة ، و منها محاربة الفساد و محاولة تنظيم الحكم استنادا على المؤسساتية ، ومراقبة كيفية اداء السلطة والقيادة لواجباتها ،و امكان محاسبتها و معاقبتها ، و تنظيم الاحزاب و اصدار القانون الخاص بهم ، و متابعة صرف الميزانية و ابوابها و اعتماد الشفافية ، و الدفاع عن مصالح المواطن غير الحزبي ، و الحد من تحزب المجتمع ، و تقييم الاوضاع و تشخيص الثغرات و الفجوات و السلبيات في الحكم ، و محاولة دفع الحكم لصالح ضمان العدالة الاجتماعية والمساواة . و على الكتلة المعارضة ان تحافظ على نزاهتها و مصداقيتها لبقاء ثقة المواطن بها من اجل فوزها بشكل مطلق في الدورات الانتخابية الاخرى ، و لاستكمال الخطوات الاصلاحية التي يجب ان تكون بهدوء تاني و بشكل علمي تقدمي دقيق ، و يجب ان تحافظ على موقعها الموثوق المعتبر ، لعدم اصابة الشعب بخيبة امل طويلة الامد ان استاثر بالموقع و الاشتراك في الحكم .
احتمال فوز قوى معارضة بشكل ساحق
هذا احتمال بعيد و مفاجيء ، و غير مفيد ايضا ، و لا يمكن نجاح هذه القوى الفائزة لانها تسبب التصدع السريع في صفوف الشعب ، و تحدث حالة من الهلع و الانشقاقات ، و لا يمكن تقبلها من قبل الحزبين ، و سوف تعود السلطة خطوات ملحوظة الى الوراء بدلا من تقدمها و اصلاحها بشكل مدروس لاسبابها المتعددة ، و يمكن عدم تقبل الواقع الكوردستاني لمثل هذه المفاجئة و يختلط الحابل بالنابل ، و من غير الممكن ان تتم تداول السلطة بشكل سلمي وسلس ، وتحدث الفوضى العارمة في النتيجة .
احتمال فوز الاحزاب الصغيرة المؤتلفة مع الشخصيات المستقلة و المثقفين
و هذا احتمال بعيد جدا ايضا ، لان الاحزاب الصغيرة لم تقدم شيئا طيلة هذه الفترة الطويلة من وجودها و لحد اليوم ، ليكونوا موضع ثقة الشعب و الجماهير ، و هم غير واضحي المواقف ، و لم يعينوا و يحددوا مواقعهم ، أهُم في السلطة ام في المعارضة ، و ان حدثت هذه المفاجئة البعيدة جدا عن الواقع ، سوف تسقط من اولى خطواتها كما يظن الجميع ، و ليس لديهم القدرة على ادارة الحكم بشكل يقنع جميع الفئات و المكونات ، و يُشك بارتباط عدد غير قليل منهم بالقوى الخارجية ، و هم ليسوا بمثال جيد في اتسامهم بالصفات التقدمية و الديموقراطية والشفافية في احزابهم ، وقياداتهم مستمرة في الحكم منذ امد طويل ، قيادتهم ابدية وازلية ، وان كان اي حزب هذه صفاته ، كيف له ان يطبق الديموقراطية و الشفافية وتداول السلطة . و هم مستمرون في البقاء على ثقلهم الضعيف رغم سياساتهم التكتيكية المصلحية ، وغير واضحين من حيث الاستراتيجية العامة و في خطاباتهم ، و ليس لديهم القاعدة الكافية لاسنادهم و تثبتهم و ترسيخ حكمهم دون اية مشكلة ، فكيف بهم ان يدفعوا بالعملية السياسية نحو الامام .
اذن الانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان تحمل في طياتها تغيرا واضحا لاوضاع الاقليم ، و لكن كيف يستقر و على ماذا يقع ، هذا ما يعتقده البعض من ان الاحتمالات ستعتمد على وعي الشعب لنعلم ان الظروف على اية جهة او حالة تقع، و هذا ما يظهر بعد اجراء الانتخابات و توجهات الجماهير و مدى اصرارهم على التغيير و الاصلاح والمشاركة ، و على نظرات احزاب السلطة و المعارضين و على توجهات الشرائح المؤثرة على الراي العام ايضا، و من ثم ياتي دور الاعلام والقوى التقدمية و المنظمات المدنية ، و التي هي غير فعالة لحد اليوم لاسبابه المعلومة ، و الجميع ينظر الى مصلحة الاقليم و شعبه من زاويته و مدى اخلاصه ان كان منبثقا من مخاض الفترات العصيبة التي مرت بها كوردستان و وليدة رحمها . و المهام الاكبر يقع على عاتق القوى اليسارية التقدمية في التعاون و العمل المشترك بعد قراءة الواقع بشكل علمي صحيح من اجل ترسيخ وتجسيد الافكار العلمية التقدمية و الديموقراطية و ضمان الحرية و تامين مستوى مقبول من العدالة الاجتماعية ، بعد ان يدئبوا على العمل و الاصرار في تحديد المواقف بارادة صلبة ،و اذا اوجب الامر يجب ان يدخلوا في تحالفات ممكنة في هذه المرحلة المتنقلة.[1]